كشفت مؤسسة الأقصي إن الاحتلال وأذرعه التنفيذية يهيئ الأرضية في الفترة القريبة لبناء مركزين تهويديين استيطانيين بالقرب من المسجد الأقصي، بعد أن وضعت لجان مختلفة مؤخراً ملاحظات وتغييرات فنية طفيفة علي المخططين دون تغيّر في جوْهرهما. وقالت، في بيان وصلت مراسلنا في القدس نسخة منه اليوم الثلاثاء أن إحدي المركزين يقع في الجهة الغربية ويطلق عليه تسمية ''بيت الجوهر' – مركز 'تراث المبكي''، والآخر في الجهة الجنوبية ويطلق عليه ''مجمع كيدم – الهيكل التوراتي''، وذلك بهدف تهويد المحيط القريب للأقصي وخنقه بمراكز استيطانية تشكل مع مرور الوقت ما يطلق عليه الاحتلال مرافق الهيكل المزعوم. وحذّرت المؤسسة من أن هذه المراكز التهويدية تشكل خطراً مباشرا علي المسجد الأقصي والمحيط الملاصق والقريب منه. وأفادت المؤسسة بأن المقترح المسمي ب 'مجمع كيدم- الهيكل التوراتي' سيقام في مدخل حي وادي حلوة جنوب لمسجد الأقصي علي بعد 20 مترا عن أسوار القدس التاريخية و100 متر عن جنوب المسجد الأقصي، وقد قررت لجنة الاعتراضات تقليص حجم البناء الاجمالي للمخطط ب 1400 متر مربع، وهو الطابق الخامس فوق الأرض، من الحجم الاصلي البالغ 16400 متر مربع، بمعني ان أغلب المخطط تمّ المصادقة عليه، وبالتالي سيستمر العمل قدماً من قبل الاحتلال لاستكمال الحصول علي المصادقة الختامية التي تخوّله البدء بتنفيذ وبناء المخطط. وبينت المؤسسة بأن المشروع المذكور سيقام علي أرض فلسطينية مقدسية مساحتها 6 دونمات، لافتة إلي أن هذه الأرض كانت تستخدم للزراعة وخدمات أخري قبل عام 1967، ولكن بعد ذلك وضع الاحتلال يده عليها، وقبل سنوات تم نقل صلاحية التصرف فيها إلي جمعية 'العاد' الاستيطانية المتطرفة لإقامة مشروع 'مجمع كيدم'. وذكرت المؤسسة، في بيانها، أن المشروع يتضمن بناء سبعة طوابق: ثلاثة منها تحت الأرض وأربعة فوقها، علي مساحة بناء إجمالية تصل الي 17 ألف متر مربع، وسيحتوي علي طابقين تحت الأرض عبارة عن موقف عام يتسع لأكثر من 250 سيارة، وطابق ثالث- تحت الطابقين- سيكون بما يشبه العرض للآثار الموجودة في الموقع، وأشارت إلي أن هذا الموقع تجري فيه حفريات منذ عام 2002 -2003 وحتي عام 2007 بشكل متقطع، وتوصلت بعدها الحفريات لغاية الآن بمشاركة مئات الحفارين الأجانب والمستوطنين علي مجمل المساحة المذكورة. واشارت المؤسسة إلي أنه تم العثور علي مئات الموجودات الأثرية من الفترات اليبوسية العربية، العثمانية، الأموية والعباسية، وقد جري تدمير الكثير منها، أو نقلها لمخازن 'سلطة الآثار' الصهيونية، كما جري اكتشاف مقبرة تعود للفترة العباسية وتم تدميرها. وأوضحت المؤسسة أن هناك ضغطًا من قبل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الداخلية جدعون ساعر من أجل البدء بتنفيذ هذا المخطط، ، لافتة إلي أن ثلاث جهات 'إسرائيلية' تمول المشروع، وهي: الحكومة، وبلدية الاحتلال بالقدس، وجمعية 'العاد' الاستيطانية. وأضافت مؤسسة الأقصي بأنه وبالتزامن مع ذلك أصدرت لجنة الاستئناف التابعة للمجلس القطري للتخطيط والبناء، قراراً يتضمن وضع ملاحظات فنية فقط علي مخطط بناء 'بيت الجوهر- مركز 'تراث المبكي'' حيث قبلت اللجنة بالمخطط، لكنها أوصت بتقليص المبني قليلا، ووضع تفصيلات تحدد مناحي البناء بشكل دقيق، فيما أوصت أن يتم استغلال المساحات الي قد تنتج من تقليصات الحجم الاجمالي للبناء، كمكان للاستظلال وجلوس للزائرين لمنطقة ساحة البراق، وخلص قرار اللجنة بإعادة المخطط للنقاش في اللجنة اللوائية في القدس، من أجل تنفيذ وتغيير الملاحظات الفنية التي ذكرت. وقالت المؤسسة بأن مخطط 'بيت هليبا – بيت الجوهر' سيقام علي أنقاض حارة المغاربة وآثار إسلامية عريقة في أقصي الجهة الغربية من ساحة البراق، علي بعد نحو 250 مترا عن حائط البراق والمسجد الأقصي، وتصل مساحة البناء الإجمالية إلي 2722 مترا مربعا، حيث سيتم بناء خمسة طوابق، فيما سيستعمل سقف الطابق الأخير كنقطة مراقبة ورصد للمسجد الأقصي، كونه يطل ويكشف أغلب مساحة المسجد. وأشارت المؤسسة بأن المبني سيضم مكتبة وصالات عرض وقاعات محاضرات ومركز إعلامي وعرض موجودات أثرية ومكاتب وغرف تشغيلية. وحذّرت المؤسسة من مخاطر هذا المشروع الذي يقام أصلا علي أنقاض حارة المغاربة، التي هدمها الاحتلال عام 1967م، 'كما تم تدمير الكثير من الآثار الإسلامية العريقة من الفترة الأموية وحتي العثمانية، كما سيتم طمس المعالم الإسلامية وعرض موجودات أثرية مدعاة من فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين