في أحد المطاعم المصرية التي يملكها الأستاذ عادل جبر بمنطقة ناسيون الشهيرة بباريس اجتمع عدد من كوادر ورموز وكوادر الجالية المصرية وبعضا من أعضاء اتحاد الجمعية المصرية الفرنسية للتعاون والتنمية بالإنابة عن الكثير من المصريين الذين كانوا يرغبون في حضور هذا الاجتماع ومن هؤلاء الأستاذ ناصر هيكل المهتم بقضايا الوطن والعمل العام لأبناء الجالية بفرنسا وهولندا, والأستاذ سعيد صبيحة المهتم بالشئون الدينية وإقامة المراكز الإسلامية, والأستاذ عادل جبر رجل الأعمال والمهتم بالعمل السياسي, وكلا من الأستاذ وحيد شعبان الناشط السياسي والوطني المدافع عن حقوق المصريين بالخارج, وابن السويس الوطني المهتم بالعمل العام الأستاذ وفي بداية اللقاء هنئا الحاضرين الشعب المصري وهنئوا أنفسهم وجميع مصريين الخارج بفوز الرئيس السيسي بنصب رئاسة مصر ومتمنيين له التوفيق والسداد لقيادة سفينة الوطن في ظل تلك الظروف العصيبة التي تعيشها مصر ويشعر بها مصريون الخارج قبل مصريون الداخل بسبب احتكاكهم بالعالم الخارجي من جهة ومن جهة أخري شعورهم بالحنين الجارف وحبهم الشديد للوطن واتصالهم الدائم والمستمر بالأهل بمصر للاطمئنان علي حال البلاد والعباد مع تمنياتهم أن يعود الوطن سليما متعافيا ينتشر الخير في ربوعه ناعما بالأمن والاستقرار وتحقيق المطالب التي قامت من اجلها الثورة لإرضاء الشهداء في قبورهم وعلي رأس تلك المطالب تحقيق العدالة الاجتماعية وتشغيل الشباب والإيمان بأهل الخبرة والعقول الماهرة ومحاربة الرشوة والفساد واجتذاب الخبرات المصرية المهاجرة وتشجيع الاستثمار بالشكل الأمثل بما يليق بمصر وإمكاناتها التي لا تحصي بفضل من الله مع حسن الاهتمام بمصريين الخارج علي النحو الأمثل والتعجيل في تصحيح أخطاء الماضي وبخاصة لبعض المصريين الذين أساءوا بتصرفاتهم وأنانياتهم وسوء استخدام مناصبهم باتحادات الجالية في الكثير من بلاد العالم ومنها بلدان أوربا التي كثرت بها التجاوزات والعمل ضد الصالح العام الأمر الذي انعكس سلبا علي تماسك المصريين بالخارج وأدي إلي كثرة الاتحادات التي أدت بدورها في النهاية إلي الفرقة والشتات وابتعاد الكثير من المصريين بالخارج عن المشاركة السياسية والعمل العام بسبب هيمنة البعض علي المشهد بأكمله بالخارج لصالح أنفسهم وإقصائهم للآخرين, وإيمان القائمين بالأعمال للكثير من السفارات المصرية بالخارج بالتقارب معهم رغم أنهم الذين أضروا طوال المرحلة الماضية بمصريين الخارج وعزلوهم عن الوطن عندما جعلوا اليأس يتسلل إلي قلوبهم بعدم الرغبة في التغيير والإصلاح بعزل الدولة لهؤلاء وبشكل نهائي عن المشهد السياسي والتمثيلي لاتحاد الجاليات المصرية بالخارج حتي تحقق العدالة والمساواة بين المصريين لكي يشعروا بكياناتهم وعندها يمكن أن ترجع الثقة لمصريين الخارج من جديد تجاه وطنهم ومؤسساتهم وقياداتهم في الداخل والخارج بل وفي أنفسهم بما سيعود بالنفع علي الوطن ومواطنوه في المرحلة الحالية التي تتطلب العطاء وهذه رؤانا الجماعية تجاه الوطن وتجاه التغيير الذي ننشده وعندها لن نبخل أبدا بالعطاء لمصر بكل ما نملك وسوف تتحقق أكبر مشاركة ومساهمة من مصريين الخارج وهو ما نأمله في الرئيس السيسي الذي نري فيه الشخصية القوية الوطنية والنزيهة والقادرة علي إحداث التغيير والتطهير المطلوب تجاه كل الذين أفسدوا الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبشرية في الداخل والخارج . وعلي المستوي الفردي بالجلسة تحدث الأستاذ ناصر هيكل ووجه عناوين رئيسية وكبيرة إلي رئيس الدولة وبعض الوزارات الفاعلة تجاه مصريين الخارج فقال نطلب وزارة مسئولة تتعلق بمصريين الخارج ووزير فاعل علي غرار الوزير المغربي لكي يتم من خلاله التنسيق لفتح آفاق جديدة للتعاون بشكل بناء وقانوني يضمن للمصريين حقوقهم ويساندهم في حل مشكلاتهم بعيدا عن الخدمات التي تؤديها البعثات الدبلوماسية لمصريين الخارج ودون وجود ما يسمي برؤساء اتحاد الجالية في كل بلد وبخاصة بعد أن أثبت هذا النظام فشله وفشل الكثير من الاتحادات وصعود بعض الغير مثقفين والذين أضروا منذ النظام القديم بحقوق مصريين الخارج عندما عملوا لأنفسهم وكانوا سيوف مسلطة علي رقاب المصريين من العمال البسطاء وكانوا ينقلون التقارير الباطلة عنهم حتي جعلوهم يبتعدون عن الحياة السياسية والمشاركة الانتخابية الفاعلة ولهذا يطالب هيكل بعد سنوات عمله العام بإنشاء ما يسمي بالمجلس التمثيلي للجالية يتم من خلاله تفعيل مشاركة مصريين الخارج بعيد عن الانتخابات والتكتلات والشخصيات الضعيفة التي لم تؤدي دورها في الماضي كما يجب ولا يجب أن نسمح بعودتهم مرة أخري بل بوجود اتحادات وجمعيات فاعلة تتنافس فيما بينها لصالح الجالية بالترابط مع الوزارة المسئولة بمصر لتسهيل التعاون لجلب استثمارات المصريين ومشاركتهم الحقيقية لصالح الوطن وبخاصة في المرحلة الراهنة، أما الأستاذ عادل جبر فيؤكد علي موافقته علي هذا الرأي بوجود جمعيات مصرية فاعلة بدلا من اتحادات وانتخابات الجاليات بالخارج لأنه شكل ساقط وغير مقبول ويضرب المثل بنجاح الكثير من الجمعيات والنوادي التي تؤدي دورها باقتدار في جنوبفرنسا كالاتحاد النوبي الذي تعترف به الدولة ويجب أن تعمم تلك التجربة حتي يصبح المجال مفتوح للجميع بحسب الكفاءات والقدرات التي تخدم أبناء الجالية شريطة اعتراف وزارة الهجرة بتلك الجمعيات وبخاصة عندما تثبت مصداقيتها ومصداقية أفرادها في فرنسا ومع السلطات بها لتحقيق الشرعية لكي تحقق المصداقية في مصر أيضا وعندها سوف تستمر الجمعية التي تخدم المصريين بالخارج وتقترب منهم ومن مشكلاتهم التي لا تحصي والتي مازلنا بعيدين وغير جديرين بالاقتراب منها وحلها كالمشاكل العائلية والاجتماعية ومساعدة الأمراض المستعصية في مصر والاستفادة من الخبرات والعقول والكفاءات المهاجرة وأيضا رجال الأعمال وما يمكن أن يسهموا به في حل مشكلة البطالة إذا ما استطاعت الدولة واستطعنا معها إقناعهم بتوفير المناخ الملائم للاستثمار في مصر في تلك المرحلة الهامة والعصيبة، أما الأستاذ سعيد صبيحة فيؤكد علي أن تهتم الدولة عبر وزير هجرة ذو مكانة بأبناء المصريين بالخارج وإقامة المدارس المصرية والمساهمة في بناء المراكز والمساجد الإسلامية وتشجيع المعارض المصرية وإقامتها بفرنسا، كما يؤكد فكرة الجمعيات كبديل للانتخابات حتي لا يوجد بين مصريين الخارج الأحرار لا رئيس ولا مرؤوس وأن يصبح العمل العام تطوعي من أجل المصريين حتي لا نشغل السفارات ببعض المناصب المفتعلة والزائلة التي أثبتت فشلها في العالم الخارجي وأضرت بمصريين الخارج عندما عملت لصالح نفسها ولم تعمل لصالح الجالية، كذلك يؤكد هذا الرأي الأستاذ وحيد شعبان ويدعم من رأي الأستاذ ناصر هيكل المتعلق بفكرة إنشاء مجلس تمثيلي ككيان مستقل يتعاون مع الدولة من خلال وزير مفوض للهجرة ويختار المجلس نفسه بنفسه ليحقق الحيادية والنزاهة بعيدا عن تدخل البعثات الدبلوماسية أو المنتفعين، كما وهو الأهم وكما يري عدم الموافقة علي فكرة اختيار أو تمثيل بعض مصريين الخارج بمجلس الشعب لأنها فكرة عديمة النفع والجدوي ولهذا يتساءل وحيد شعبان بأنه ماذا سيفيد عضو البرلمان المقيم بالخارج لصالح مصر وكيف سيستطيع متابعة الدورات في تلك المرحلة العصيبة ومناقشة قضايا الوطن وهي فكرة مرفوضة ويمكن للشخص الذي يريد خدمة الوطن أن يرجع إلي مصر ويرشح نفسه في دائرته حتي لا يكون عبء علي الدولة كرموز اتحاد الجاليات فيما مضي، كما أن المصريون بالخارج يرفضون تلك الفكرة غير العادلة التي لن تفيد الوطن أو تفيد المصريين ويجب استثمار مقاعد البرلمان لأهل الداخل ويترك لهم النزال بعيدا عن مصريين الخارج الذين سوف يخدموا مصر علي طريقتهم، كذلك يري أن إقبال المصريين بالخارج علي الانتخابيات الرئاسية هذه المرة رغم تسهيل الإجراءات كان ضئيل للغاية ويرجع السبب في ذلك إلي وجود بعض وليس كل الوجوه التي حملت توكيلات الرئيس السيسي وهي شخصيات علي مستوي سفارات وأبناء جاليات المصريين بالخارج محسوبة علي النظام القديم مما جعل النسبة الأكبر من المصريين في كل الدول تضرب عن الذهاب كناية في تلك الوجوه التي أساءت للعملية الانتخابية وليس من أجل الرئيس السيسي، ثم يختتم الأمنيات والتطلعات الأستاذ أحمد سويلم مطالبا الرئيس بإنشاء وزير مفوض للهجرة يتعامل مع المجالس التمثيلية والجمعيات بالخارج وأن يعمل علي فتح حوار حقيقي وبناء مع مصريين الخارج للاستفادة منهم لصالح الوطن في المرحلة المقبلة كما يطالب الشعب المصري بالوقوف بإرادة صلبة مع رئيسه علي غرار ما حدث مع الرئيس عبد الناصر لأن مصر بلد حضاري وهام ويجب أن يعود إلي مكانته التي تستحقه عندما تتقدم مصر في شتي المجالات ولن يتم ذلك إلا من خلال سواعد أبنائها في الداخل والخارج هكذا ختم اللقاء ابن بيوت ومدائن السويس الخالدة أحمد سويلم هذا اللقاء الذي غاب عنه رجل الأعمال الأستاذ محمود نصار الذي اعتذر في آخر لحظة عن الحضور موكلا رفاقه في التهنئة بالنيابة عنه فوز الرئيس السيسي وقسمه اليمين بمساندة وطنه الذي عاد إليه من جديد بكل ما يملك.