منذ اكثر من عشرين عاما تجدها حاضرة امام البيت الابيض في العاصمة الامريكيةواشنطن ، تحاول جاهدة ايصال صوت المعذبين والمظلومين في العالم لعلها تلقي اذانا صاغية لدي من يعيش في اروقة البيت الابيض ، ملامح وجهها والتجاعيد التي تنتشر في وجنتيها تبدو واضحا كوضوح الشمس في نهار تموز . كونسبشن بيكيوتو تنصب خيمة للوهلة الاولي تعتقد انها خيمة فلسطينية لما بداخلها من اعلام ولاقتات تنعت الاحتلال الاسرائيلي بكل اشكاله وتطالب بالحرية والاستقلال لشعب ذاق الامرين منذ ستة عقود بحسب تأكيدها . بيكيوتو اكدت وبحضور حشد من المواطنين الامريكيين الذين شدّو لكلمات بيكيوتو وهي تهتف للقضية الفلسطينية حاملة في كلتا يديها حجرا رسم عليه العلم الفلسطيني ، اكدت ان علي جميع الاحرار في العالم مكافحة الارهاب الاسرائيلي الذي يقتل الاطفال والنساء والشيوخ امام انظار المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا . كما دعت العالم الحر للضغط باتجاه عودة اللاجئين الفلسطينيين من كافة بقاع الارض الي ديارهم التي هجروا منها قسرا . وبالرغم من كبر سنها وبالرغم من مرور سنوات طويلة وهي معتصمة امام البيت الابيض الا انك تجدها اليوم اكثر تحديا وارادة وهي تؤكد انها ستبقي معتصمة امام البيت الابيض حتي رحيل الاحتلال الاسرائيلي ، وتدعو في الوقت ذاته الفلسطينين الي عدم مفاوضة الاسرائيليين في ظل الاستيطان وحصار قطاع غزة . اعتصام بيكيوتو امام البيت الابيض يواجهه الكثير من المخاطر والتحديات فالي جانب اشعة الشمس الحارقة في فصل الصيف فان برودة شتاء واشنطن القارس لا يقل خطورة ، ومع ذلك فهي ماضية في اعتصامها وتعيش علي تبرعات بعض الناس وايضا تستغل اعتصامها بالرسم كل ما يرمز الي السلام والحرية علي الحجارة حتي اصبحت هذه الحجارة تذكار يؤخذه كل من يزور العاصمة الامريكيةواشنطن . وبالعودة الي الحياة الخاصة لبيكيوتو فقد ولدت في غرب اسبانيا حيث عاشت معظم طفولتها في بيت جدتها كونها كانت يتيمية الام والاب وبعد وفاة جدتها قررت تحقيق حلمها الطويل بالهجرة الي الولاياتالمتحدةالامريكية ، وصلت نيويورك وكان عمرها ثمانية عشر عاما وبدأت بالعمل كسكرتيرة في القنصلية الاسبانية وبعمر واحد وعشرين عاما تزوجت برجل اعمال ايطالي وانجبت طفلة ومن ثم عانت من مشاكل عائلية ترفض الكلام عنها مما ادي الي خسارتها ابنتها وزوجها وعملها ومنزلها ، مسيرتها بدأت في محاكم مانهاتن ثم مدريد واخيرا واشنطن حيث طلبت مساعدة عضو كونغرس ومن بعد ذلك قررت اخذ قضيتها الي الشارع . عام 1980 حصلت علي وظيفة جزئية كحاضنة اطفال وبدأت تقضي ايام اجازتها امام البيت الابيض حاملة لافتات تطالب بتحقيق العدالة ، وتدريجيا كونت صداقات مع متظاهرين آخرين ومن ثم توسعت دائرة مطالبها واحتجاجها لتشمل الجهود المعادية للحروب النووية ، واخيرا قررت في الاول من شهر آب من عام 1981 التوجه الي الساحة الامامية للبيت الابيض في العام الاول من رئاسة الرئيس الامريكي رونالد ريغان حيث بقيت منذ ذلك الوقت في خيمة الاعتصام تدافع عن المظلومين والمقهورين في الارض ومن بينهم الشعب الفلسطيني .