شكك باحثان في فرضية شائعة، مفادها أن البشر البدائيين، جنس بشري يعتقد أنه عاش في منطقة أوراسيا قبل 350 إلي 40 ألف عام، انقرضوا لأنهم كانوا أدني فكريا من الإنسان الحديث. وتقول باولا فيلا، أمينة متحف التاريخ الطبيعي في جامعة كولورادو في الولاياتالمتحدة، وفيل رويبرويكس، عالم آثار في جامعة ليدن في هولندا، إن سبب فناء البشر البدائيين يرجح أن يكون مرجعه إلي أمر معقد. وقد يشمل هذا السبب التزاوج مع الإنسان الحديث من الناحية التشريحية، والذي كان عدده أكبر بكثير، الأمر الذي أدي إلي هيمنة جينات الإنسان الحديث علي البشر البدائيين واستيعابهم بشكل كامل داخل مجتمع الإنسان الحديث. وقد نشرت هذه الدراسة في دورية 'بلوس وان' العلمية في الولاياتالمتحدة. ويتزامن اختفاء البشر البدائيين من السجلات الأحفورية مع هجرة الإنسان الحديث، الإنسان العاقل، من أفريقيا إلي أوروبا وغرب آسيا. وقد تم مؤخرا عن طريق البيانات الوراثية إثبات أن البشر البدائيين تزاوجوا مع الإنسان الحديث، مما جعلهم يشكلون ما يقدر ب2 في المئة، أو نحو ذلك من إجمالي جينات الناس خارج قارة أفريقيا. وحتي الآن، استخدم الكثير من العلماء الاكتشافات الأثرية عن البشر البدائيين والإنسان الحديث المعاصر ليشيروا إلي أن القادمين الجدد كانوا متفوقين في مجموعة واسعة من المجالات - بما في ذلك اللغة والأسلحة ومهارات الصيد وإستراتيجيات المعيشة والقدرة علي الابتكار ونطاق الشبكات الاجتماعية - مما أدي إلي فناء البشر البدائيين. لكن فيلا رويبرويكس قالت إنهما لم يعثرا علي 'أية بيانات تدعم 'فرضية' دونية البشر البدائيين من الناحية التكنولوجية والاجتماعية والمعرفية' وذلك بعد قيامهما بما اصطلحا علي تسميته بال'مراجعة المنهجية للسجلات الأثرية'. وأضافا أن التفسيرات 'المعيبة' لانقراض البشر البدائيين يمكن عزوها إلي ضآلة كم البيانات المتاحة أمام الباحثين السابقين، أو علي الأقل يمكن عزوها جزئيا إلي تقليد قائم منذ زمن طويل في التفكير المتعلق بالاختلافات بين البشر البدائيين والبشر المعاصرين.