اعلنت محكمة جنايات المنيا قرارها في قضية مجزرة مركز العدوة ومركز مطاي.. محكمة جنايات المنيا ليست محكمة ثورة ولا عسكرية ولا محكمة غدر أو هي محكمة عرف قبلية.. محكمة جنايات صاحبة الولاية القضائية الحقيقية والشرعية في إصدار أحكام لأفعال يجرمها قانون حماية الأمن وأموال وحياة وشرف هذا البلد.. حوكم أمامها كل من اقترف إثما، وأمام قاضيهم الطبيعي، بعد تحقيق من ممثلي النائب العام المصري.. قدمت لهم كل اسباب الراحة والامان، في الادلاء بأقوالهم واعترافاتهم، وحق الدفاع عن أنفسهم، وبالوكالة القانونية لمحاميهم، طبقا لأصول العدالة 'أن المتهم بريء حتي تثبت إدانته' صدر الحكم من قضاء صاحب مكانة رفيعة في النزاهة والاستقلال، تشهد به المحافل الدولية.. صدرت الاحكام، بعد تحقيقات وإثباتات وإحراز لادوات مستخدمة في الجريمة.. شهود إثبات، وقائع مصورة، تقارير طب شرعي. نطق القاضي الشرعي والطبيعي بالأحكام.. هاجت رؤوس ممولي الارهاب بالهذيان.. كبرت كلمة تخرج من أفواههم لمن يمس قضاء مصر الشريف صاحب التاريخ العريق.. هل من حق دولة أجنبية أو دولة جوار أن تعترض علي أحكام دولة، كبرت أم صغرت، وتنتقد أحكاما هي من صحيح السيادة لها ولشعبها.. ما اقترفته الدول والمؤسسات والهيئات الغربية، يشكل صورة قبيحة للتدخل في شئون بلد كمصر، ذات سيادة وحضارة سبقت بلادهم بآلاف السنين، في سن القوانين والتشريعات ونظم القضاء والحساب والعقاب.. هل سمعتم أن معقبا علق علي أحكام محاكم 11 سبتمبر، ومعتقلات جوانتانامو، أوعلي ما قضت به أحكام النازي من اعدام بالجملة، ومآسي التفرقة العنصرية.. أو اعترضت هيئة أو مؤسسة أو حزب سياسي لبلد ما، علي ما اقترفه الرجل الابيض مع الزنوج أو في حق الهنود الحمر، أصحاب البلاد الحقيقيين وإبادة عنصرية وعرقية لم يشهد لها عالم الإجرام مثيلا. الخرس أصاب جماعات حقوق الانسان، والنشطاء السياسيين، وأحزاب سياسية قاربت المائة وائتلافات لشباب ثورة وغيرهم.. أجهزة إعلام وإذاعات مصر وأقمارها الصناعية المتعددة أدارت ظهرها لكلمات السب والشتم والتهكم علي قضائنا.. خرس إعلام مصر، لا وجود له في فضاء العالم وأثيره، لم تنطق شاشات مصر بصوت أوصورة ليري العالم سحل الناس في الشوارع، والحرائق والقتل بالجملة وتفخيخ السيارات.. كيف تحول ماسبيرو إلي حوائط وابواب، ومات فيه الفكر والبشر.. لم ينبث ببنت شفة، يرد علي إعلام مغرض خبيث تخصص في سب ونقد وتهكم علي قضائنا.. إعلام في سبات عميق، لم يقدم للعالم اجرام وارهاب من حكم عليهم بالاعدام.. ماذا دهاكم جميعا، لم يصدر عن أي منكم أي تعليق ولا بيان ولاحتي شجب أو استنكار لماحاق بمصر وقضائها وكرامة تاريخها، كأن مصر عندهم هي السكن وليست الوطن؟! أين غاب صوت الاحرار والمثقفين، والكتاب السياسيين في الوطن العربي؟كيف غفلتم عن هذه الهجمة الصهيونية الشرسة، علي بلد أراد أن يقيم العدل ودولة القانون لابنائه، ويمحق عصابات الإرهاب؟. استعيدوا قول شاعر النيل حافظ ابراهيم 'أنا إن قدر الاله مماتي *** لا تري الشرق يرفع الرأس بعدي' ان لم تتعظوا لما حدث لشعب العراق، وما يجري علي أرض سوريا وليبيا واليمن، وكلنا مرشحون لهذا المصير، فمتي تكون اللحظة الحاسمة لاستشعار الخطر 'اكلت يوم اكل الثور الابيض' يا شعبنا العربي من المحيط إلي الخليج.. اصرخ فيكم.. الدور قادم إليكم.. ارفضوا ياشباب مصر والعرب ما يدبر لكم.. اخرجوا في يوم للغضب لما يريده الغرب فيكم.. قبل أن تسقط الطائرات المروحية وجبات الغذاء والتمر والطحين، تأكلونه مغمسا برمال الصحراء، وأنتم تهيمون في الارض سبايا ولاجئين، يعطف عليكم الرجل الامريكي والاوروبي بالمعونات من الخرق المرقعة، ويموت ابناءكم من العطش والبلاجرا من أثر سوء التغذية والرعاية الطبية، ولينعم الغرب المستعمر بأرضكم وثرواتكم وخيرات بلادكم.