خلال ندوة عقدت مساء أمس، الأحد، بمنتدي القانون الدولي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة بعنوان "حرب أكتوبر ومستقبل السلام في مصر".. أكد الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤن القانونية والمجالس النيابية، أن أمن مصر الحقيقي ليس في امنها فقط لكن في أمن فلسطين أيضا، مؤكدا أن أمن مصر الحقيقي لا يتحقق إلا بتحرير فلسطين وقيام الدولة الفلسطينية موضحا أن اتفاقية السلام مع إسرائيل هي معاهدة جاءت لتنهي حالة الحرب ولم تحقق الأمن لمصر، لأن أمن مصر الحقيقي هو أن يسود الأمن في المنطقة بأكملها، وأن هذا الأمن لن يتحقق بالقوة المفروضة لكن بعودة الحقوق لأصحابها، فعندما يأخذ الشعب الفلسطيني حقه وتتحرر الجولان بسوريا ومزارع شبعة بلبنان هنا نستطيع أن نقول مصر تشعر بالأمن الحقيقي. وأشار شهاب إلي أنه منذ عقد اتفاقية السلام لم يحدث خرق لها من الجانبين المصري والإسرائيلي، واصفا ذلك بالشيء الجميل، إلا أنه أضاف أن الشيء الأجمل هو الشعور بالأمن، قائلا: "نحن لا نشعر بالأمن بيننا وبين جيراننا، لأن أمننا الحقيقي يتوقف علي أن يسود المنطقة كلها العدل والسلام الشامل والعادل، متسائلا كيف يحدث هذا السلام في ظل وجود انتهاكات وتنكيل من جانب القوات إسرائيل نحو الفلسطينيين". أكد شهاب معركة التنمية لا تقل أهمية عن معركة أكتوبر قائلا: "لا يمكن القول بفشل خطط التنمية خلال السنوات الماضية وإلا كنت ظالما، كذلك لا يمكن القول بنجاحها وإلا كنت مخادعا"، موضحا أن هناك العديد من الإنجازات التي تم تحقيقها علي مدار ال37 سنة الماضية سواء في البنية التحتية والصرف الصحي والتعليم والصحة ومياه وكهرباء، مضيفا أنه بالرغم مما تحقق وهو الكثير إنما لا يرضي طموحاتنا، نظرا لوجود بعض المعوقات. وأشار شهاب إلي أن القضية الفلسطينية ستحل ببذل جهد كبير وكأننا قبل عام 1973 ونعتبرها قضيتنا، قائلا: "إن القضية الفلسطينية وجهودها تستنزف الكثير وهذا واجب"، وأضاف: "أن همنا زيادة سلاحنا حتي نكون قادرين علي الدفاع عن أرضنا"، وأكمل قائلا: "نحاول أن نجعل علاقتنا مع أمريكا جيدة حتي نشتري منها السلاح" ولا توجد دولة تستطيع أن تقول إنها ليست بحاجة إلي السلاح، موضحا أن الإنفاق علي التسليح أمر ضروري جدا ولكنه يستنزف الكثير جدا. وأضاف أن الزيادة السكانية أيضا تعرقل التنمية، موضحا أننا أصبحنا ضعف ما كنا عليه عام 1973، ولو كان عدد السكان نصف ما هو الآن لكانت الصحة والتعليم والنقل وكل شيء أفضل: قائلا: "عيب مننا أننا لا نستطيع أن ننظم الأسرة، فهذه سلوكيات وتفكير فاشل حتي الآن". وفيما يتعلق بقضية مياه النيل أكد شهاب علي أن حقوقنا التاريخية والقانونية ثابتة، وأن ليس هناك تفكير في النيل من هذه الحقوق، وهناك بعض دول المنبع لديها مشروعات خاصة بالطاقة أو استصلاح الأراضي وليس في ذهنها أن تقلل من حصة مصر، وأنه لو في مرحلة ما تصورنا أن الأمر كذلك فإن هذا يعد تخوف مشروع، ونحن مع قيام هذه الدول بمشاريع، لكن من حق مصر ألا تقل حصتها. موضحا أن نهر النيل نهر دولي تستفيد منه الدول التي يمر بها دون الإضرار بالدول الأخري وتحكمه قواعد دولية، من خلال الحوار الهادئ الموضوعي يركز علي المصالح المشتركة، موضحا أنه لم يتم التعامل بأسلوب الخلاف مع دول حوض النيل وأن التسوية بالقوة غير واردة، وكذلك اللجوء للقضاء غير وارد علي الإطلاق، لأن الطرفين مقتنعان بالحوار، موضحا أن تعديل الاتفاقيات الخاصة بنهر النيل لا يمكن أن يحدث إلا برضا الطرفين. وفي ضوء انعقاد القمة الطارئة بسرت أكد شهاب أن الجامعة العربية شيء غال لمصر، ونعتز أنها موجودة علي أرض مصر، موضحا أنها أول تنظيم عربي في العصر الحديث وهي غالية كرمز، مؤكدا أنها في مواقف كثيرة كانت حادة، وأن ما يقال علي الجامعة ودورها ليس من منطلق الهدم، بل الانتقاد حتي تكون أفضل، قائلا: "نريد الجامعة العربية مثل الاتحاد الأوروبي"، مؤكدا علي أن الجامعة العربية باقية وستلعب دورا أكبر في الأيام القادمة. وأشار شهاب إلي أن القضية الفلسطينية هي قضية الفرص الضائعة كانت هذه كلمات شهاب تعليقا علي رفض فلسطين للاتفاقية السلام مع إسرائيل، وأنه عندما تم مطالبة إسرائيل بتنفيذ مبادئ الاتفاية رفضت إسرائيل. وأوضح شهاب ضرورة الاستفادة من التاريخ الذي يعلمنا أن الاعتداء علي مصر كان دائما من البوابة الشرقية، مؤكدا علي أن أكبر درس لنصر 1973 هو ضرورة ألا نغفل حقائق التاريخ والجغرافيا وحقائق أن بعض القوي تريد أن نبسط سيطرتها بقوة، فكل ما بني علي باطل لا يصح أن يستمر وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح وما هو شرعي".