ذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته اليوم الاربعاء أن السلطات القطرية لا زالت تخذل عاملات المنازل المهاجرات اللائي يتعرضن لاستغلال كبير، بما في ذلك العمل الجبري والعنف الجسدي والجنسي. وقالت المنظمة 'إن النساء اللائي تم استقدامهن للعمل في قطر بعد تلقيهن وعودا كاذبة تتعلق بالرواتب وظروف العمل، لم يجدن بانتظارهن سوي عدد كبير من ساعات العمل الطويلة يومياً وعلي مدار أيام الأسبوع. ووصفت بعضهن ما تعرضن له من فصول مروعة من العنف الجنسي والجسدي'. واضافت أن هناك نحو 84000 عاملة منزلية مهاجرة في قطر ينحدرن في الأغلب من بلدان جنوب آسيا وجنوب شرقها، وتُجبر العديدات منهن علي العمل ساعات كثيرة ومن بينهن نساء أُجبرن علي العمل أحياناً حوالي 100 ساعة أسبوعياً دون الحصول علي يوم عطلة، فيما أكدت غالبيتهن بأنهن حصلن قبيل مغادرة بلدانهن علي وعود بتقاضي رواتب جيدة وظروف عمل لائقة، لكنهن تفاجئن بتحطم أمالهن علي صخرة الواقع لحظة الوصول إلي قطر. واشارت المنظمة إلي أن بعض العاملات يعثرن علي وظائف جيدة ويلقين معاملة جيدة، إلا أن نظيراتهن اللائي يلقين معاملة سيئة علي أيدي مخدوميهن لا يبقي أمامهن سوي خيار الفرار، مما يجعلهن عرضة لاحتمال إلقاء القبض عليهن واحتجازهن وترحيلهن بتهمة الهروب من الكفيل. واستشهدت بحادثة وصفتها بأنها إحدي أكثر الحالات ترويعاً 'تعرّضت فيها ساقا عاملة منزلية وعمودها الفقري للكسر جراء سقوطها من النافذة أثناء فرارها من منزل مخدومها بعد أن حاول الاعتداء عليها واغتصابها، إلا أن ذلك لم يثنيه عن إتمام اعتدائه الجنسي عليها وهي مستلقية علي الأرض مصابة دون أن تقوي علي الحراك، ولم يبادر بطلب سيارة الإسعاف إلا بعد أن فرغ من فعلته'. ودعت المنظمة السلطات القطرية إلي 'إلغاء الأحكام الواردة في قانون العمل، التي تحرم عاملات المنازل وبعض فئات العمال الأخري من الحقوق العمالية، علي محمل السرعة'. وقالت، أدوري كوكران، مديرة برنامج القضايا العالمية بمنظمة العفو الدولية 'تقع عاملات المنازل المهاجرات ضحايا لنظام تمييزي يحرمهن من أشكال الحماية الأساسية، ويتركهن عرضة للاستغلال والإساءة، بما في ذلك العمل الجبري والاتجار بالبشر', وأضافت كوكران إن عاملات المنازل في قطر 'يواجهن أوضاعاً وظروفاً بائسة جداً عندما يجدن أنفسهم مضطرات للعمل لدي أسر ترتكب الإساءة بحقهن حيث لا تتوفر أمامهن الكثير من الخيارات حينها، ويخاطرن بالتعميم عليهن علي أنهن هاربات إذا ما قررن مغادرة منازل مخدوميهن، ومن المرجح حينها أن ينتهي المطاف بهن في الحجز بانتظار الترحيل'.