فعالية «توظيف مصر» برعاية «التحالف الوطنى»    بعد وصف وزارة العمل علاقتها بمصر بأزهى العصور.. تعرف على المنظمة الدولية    تعرف على أسعار الذهب في مستهل تعاملات الأربعاء 19 يونيو 2024    وزير المالية: الخزانة العامة تتحمل 6 مليارات جنيه سنويا لخفض أسعار الكهربا لقطاع الصناعة    أسعار البيض اليوم الأربعاء    «مصر للطيران» تبدأ جسرها الجوي لنقل حجاج بيت الله الحرام إلى أرض الوطن    حقق إصابات مؤكدة.. حزب الله ينفذ هجوما على جيش الاحتلال بالمطلة    نائب المستشار ووزير الاقتصاد الألماني يزور كوريا الجنوبية والصين    الحوثيون: غارات أمريكية بريطانية تستهدف مجمعا حكوميا في مديرية الجبين    القناة 12 الإسرائيلية: الجيش لا يزال بعيدا عن تحقيق مهامه برفح    زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب المناطق الشمالية في باكستان    بعد تراجع الإمدادات الأمريكية.. هل تعود أوروبا لشراء الغاز الروسي؟    تحليل مخدرات وانتداب الطب الشرعي.. 6 قرارات في حادث مصرع مشجعتي الأهلي    أمين عمر لبيراميدز.. حكام مباراتي اليوم الأربعاء في الدوري المصري    أول تعليق من اللاعب محمد الشيبي على قرار المحكمة الرياضية الدولية | عاجل    برشلونة يحسم موقفه النهائي من حسم صفقة نجم منتخب إسبانيا    طقس رابع يوم العيد.. شديد الحرارة على مراكز وقري الشرقية    وفاة سيدة جديدة من البحر الأحمر أثناء أداء مناسك الحج    الزراعة: جاهزون لاستقبال الزوار في الحدائق العامة.. والموجة الحارة أثرت على الإقبال    القبض على سائق السيارة المتهم بصدم مشجعتي الأهلي ببرج العرب    عصابة الماكس.. أفراد تخلت عنهم العائلة وجمعتهم الجريمة    الجمعة.. هاني شنودة يشارك أوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية الاحتفال بيوم الموسيقى العالمي    تفاصيل القبض على المغني الأمريكي جاستين تمبرليك بسبب القيادة تحت تأثير الكحول    «ولاد رزق.. القاضية» يحطم الأرقام القياسية بتحقيق أعلى إيرادات خلال أسبوع    الحب اليومين دول    مسجد قباء بالمدينة المنورة مقصداً لضيوف الرحمن بعد المسجد النبوي    ماذا تفعل عند زيارة مقام النبي؟.. 10 آداب واجبة ودعوات مستحبة في الروضة    عاجل.. مفاجأة صادمة في تقرير حكم مباراة الزمالك والمصري.. «جوميز في ورطة»    تنسيق الجامعات 2024.. قائمة الجامعات الخاصة المعتمدة بوزارة التعليم العالى    هذه المهن قد لا تستبدل بالذكاء الاصطناعي.. هل وظيفتك من بينها؟    سعر الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 19 يونيو 2024 للتجار ولجميع الموزعين والشركات    خلافات أسرية.. تفاصيل التحقيق مع المتهم بقتل زوجته ضربًا في العمرانية    استشهاد 7 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى على شمال غربى مخيم النصيرات وغزة    أثار الذعر في الساحل الشمالي.. ماذا تعرف عن حوت كوفييه ذو المنقار؟    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. رابع أيام عيد الأضحى 2024    أسعار النفط تصل إلى أعلى مستوياتها في أكثر من شهر    انطلاق احتفالات دير المحرق.. بحضور 10 آلاف زائر يوميا    هل الأموات يسمعون كلام الأحياء؟ دار الإفتاء المصرية تكشف مفاجأة    سورتان للمساعدة على التركيز والمذاكرة لطلاب الثانوية العامة    أجزاء في الخروف تسبب أضرارا صحية خطيرة للإنسان.. احذر الإفراط في تناولها    بعد 17 عامًا من طرحه.. عمرو عبدالعزيز يكشف عن مفاجأت من كواليس «مرجان أحمد مرجان»    «ثورة أخيرة».. مدينة السلام (20)    الحكومة الجديدة والتزاماتها الدستورية    ملف يلا كورة.. انتصار الأهلي.. جدول مباريات الليجا وبريميرليج.. وفوز تركيا والبرتغال في يورو 2024    «المصرى اليوم» وزيادة التوعية النفسية المجتمعية    «بايدن» يستنجد ب«المستنجد»!    عودة محمد الشيبي.. بيراميدز يحشد القوة الضاربة لمواجهة بلدية المحلة    لبيك يا رب الحجيج .. شعر: أحمد بيضون    مصرع مسن واصابة اثنين في انقلاب سيارتين بالغربية    احتفالية العيد ال 11 لتأسيس ايبارشية هولندا    مكتب الصحة بسويسرا: نهاية إتاحة لقاح كورونا مجانا بدءا من يوليو    المحافظ والقيادات التنفيذية يؤدون العزاء فى سكرتير عام كفر الشيخ    المراجعة النهائية لمادة اللغة العربية لطلاب الصف الثالث الثانوي.. نحو pdf    حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 19 يونيو 2024    علامتان محتملتان للإصابة بالسرطان في يديك لا تتجاهلهما أبدًا (صور)    تصدُر إسبانيا وألمانيا.. ترتيب مجموعات يورو 2024 بعد انتهاء الجولة الأولى    بعد وفاة العشرات خلال الحج بسببها.. كيف يمكن أن تكون ضربة الشمس قاتلة؟    الصحة: ترشيح 8 آلاف و481 عضو مهن طبية للدراسات العليا بالجامعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا كان سيد قطب يرفض صلاة الجمعة.. ويقول بسقوطها؟
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 21 - 04 - 2014

ما زالوا يتغنون بعبقريته.. ويتحركون باسمه.. وعلي هدي أفكاره
فيلسوف الإخوان يمارس الشعوذة والدجل
عبد الناصر فكر في الثورة أثناء حصار الفالوجا ولقائه بالصهاينة
اليهود هدموا دولة الخلافة.. وصنعوا أتاتورك.. وثورة يوليو
عندما التقي عبد الناصر ايجال آلون.. وكان هيكل ثالثهما
إنه سيد قطب.. يرحمه الله.. الذي حكم الإخوان مصر عاما كاملا باسمه.. وتحت وصاية أتباعه ومريديه.. والذي قال المرشد الثاني حسن الهضيبي عن كتاباته التي تم تسريبها من محبسه بمستشفي السجن: إن سيد هو مستقبل الدعوة.. وكتاباته ستعيد احياء الجماعة.. وقال عنه القيادي البارز الذي ظل طوال حياته ينافس علي مقعد المرشد صلاح شادي إنه اذا كان حسن البنا شجرة الدعوة الوارفة.. فإن سيد قطب هو ثمرتها الرائعة.. وهو الذي قال عنه تلميذه محمد بديع المرشد الثامن إن كتاباته كانت تتنزل عليه فيوضا ربانية..
وهو نفسه سيد قطب الذي لم يترك اتجاها إلا سلكه.. ولم يبق علي طريق دون أن يلج فيه ويقطعه.. كتب في كل صحف عصره باتجاهاتها من الرسالة إلي الاشتراكية.. ومن اللواء الجديد إلي الكاتب.. ومن الدعوة إلي الثقافة.. وكتب في العدل الاجتماعي.. والنقد الفني.. والأدب.. وكتب في الدين.. وقامت الدنيا ولم تقعد وقد اتهمه معاصروه بالتطاول علي صحابة رسول الله وازدراء عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين.. كما هاجم معاوية.. وبني أمية هجوما لاذعا..
وهو أيضا سيد قطب الذي تقدم لأكثر من خمس عائلات.. خاطبا لبناتهم.. وفي كل مرة كان يرفض طلبه.. وكان الرفض دائما من جهة من أحببهن زوجات له.. وقد صرف النظر عن مسألة الزواج.. وتفرغ لعمله مدرسا وموظفا بوزارة التعليم.. ولكنه لم يحقق فيه شيئا يذكر.. إذ كان يري نفسه أكثر كفاءة واستحقاقا ممن تولوا الوزارة جميعا.. ومع ذلك لم يلتفت إليه أحد.. وظل واقفا في مكانه.. وعندما قامت ثورة يوليو 1952 التحق بها علي الفور.. وكان من أبرز مؤيديها والداعمين لها.. المنافحين عنها.. وكان جمال عبد الناصر يثق في كفاءته.. ولم ينس له ذلك.. فأوصي بعدم سجنه بالحكم الصادر عليه علي خلفية محاولة اغتيال عبد الناصر.. عام 1954.. علي أن يقضي فترة السجن في مستشفي السجن.. فلم يدخل زنزانته.. ولم يعش حياة السجن.. كان حرا يقرأ ويكتب ويأتيه الطعام من الخارج.. والزيارات مفتوحة.. وقد اتم كتابه في ظلال القرآن داخل المستشفي.. وكتب أيضا فصول كتابه.. المشكلة معالم في الطريق ثم أفرج عنه بعفو صحي..
وهو أيضا سيد قطب الذي لم يوفق إلي منصب كبير في ظل الثورة التي استمات في تأييدها والدفاع عنها.. وهو ما أصابه باكتئاب شديد فأغلق دفاتره.. والقي بنفسه في أتون الصراع الذي كان مستبعدا.. والتحق رسميا بالإخوان عام 1953..
وأخيرا فهو سيد قطب.. الذي لم يكن يصلي الجمعة.. ويقاطعها طوال حياته.. لأنه كان يري فقهيا أن صلاة الجمعة سقطت بسقوط الخلافة.. وأنه لا جمعة بدون خلافة..
ذلك الرجل سيد قطب كان يقول لأتباعه في اجتماعاتهم التنظيمية كلاما لا يمكن وصفه إلا بالشعوذة والدجل.. فكيف جري ذلك؟ هل كان يعاني من اضطراب نفسي؟ جعله يندفع ليقول ما يمليه عليه العقل الباطن.. وهواجس النفس.. ويترجم الضيق والتهيؤات إلي كلمات يصوغها تعليمات لأتباعه.. خاصة أن قادة التنظيم السبعة لم يكن بينهم رجل مؤهل.. أو صاحب ثقافة متخصصة..
هل تكون الكراهية الشديدة.. والفُجر في الخصومة وقد نهي الإسلام عن كل ذلك يكون ذلك ما ولَّد بداخله أنواعا من الحماقة التي أعيت من يداويها فقال ما قال؟
كان سيد قطب يقول لأتباعه كلاما.. لم يقله إنسان آخر غيره.. ولم يتفوه بمثله انسان طبيعي.. في طول العالم وعرضه.. وكان يقدم لهم تحليلاته التي لم ولن ولا يمكن أن يتوصل إليها غيره.. ومن المدهش والمؤسف أن أتباعه ما زالوا حتي اليوم يلوكون ذلك اللغو العجيب المستهجن.. وكأنه حقائق.. وقد ذكر لنا علي عشماوي، أقرب تلاميذه إليه، في مذكراته جانبا من تلك التحليلات التي كان عشماوي نفسه حريصا علي حفظها وتسجيلها.. وكان أيضا يصدقها مثل غيره..
طرحت دار الهلال الطبعة الثانية من مذكرات علي عشماوي أحد أخطر قادة الجهاز السري المسلح للإخوان.. وتلميذ سيد قطب المقرب.. وأحد أشهر المتهمين في قضية تنظيم 65 أو قضية سيد قطب كما عرفت اعلاميا.. والذي كان الثالث بين السبعة الذين حكم عليه بالإعدام.. بينما كان د.محمد بديع المتهم الثلاثين، ومحمود عزت المتهم الثالث والثلاثين وزينب الغزالي المتهم التاسع والثلاثين وحميدة قطب المتهم الأربعين.
وقد تم تقسيم المتهمين في القضية إلي 4 مجموعات أكبرها وأشهرها المجموعة التي كان علي رأسها سيد قطب.. وضمت 43 متهما.. وقد حكم فيها علي سبعة من المتهمين بالاعدام ونفذ في ثلاثة منهم فقط وهم: المتهم الأول سيد قطب 60 سنة ومقيم برقم 44 حيدر بحلوان، والمتهم الثاني محمد يوسف هواش 43 سنة مراجع صرف الجمعية التعاونية للبترول ومقيم برقم 7 شارع مختار حجازي بالروضة، والمتهم الرابع عبد الفتاح اسماعيل 41 سنة قباني ومقيم بكفر البطيخ بدمياط.. وخفف الحكم من الاعدام إلي المؤبد بالنسبة للمتهم الثالث علي عشماوي صاحب المذكرات 28 سنة، كاتب حاسابات بالشركة المصرية العامة للأساسات ومقيم برقم 30 عمر السكندري بروض الفرج لصغر سنه، ومعه المتهم الخامس أحمد عبد المجيد عبد السميع، والسادس صبري عرفة الكومي والسابع مجدي عبد العزيز متولي.. لذات السبب 'صغر أعمارهم'..
وقد حكم علي د.محمد بديع 21 سنة معيد بكلية الطب البيطري بالاشغال الشاقة 15سنة، وعلي محمود عزت 21 سنة طالب طب بالاشغال الشاقة 10 سنوات، وزينب الغزالي 48 سنة بالسجن المؤبدة 25 سنة، وحميدة قطب 29 سنة بالأشغال الشاقة 10 سنوات..
وكان نص الاتهام: حاولوا تغيير دستور الدولة وشكل الحكم فيها بالقوة.. باغتيال السيد رئيس الجمهورية والقائمين علي الحكم في البلاد.. وتخريب المنشآت العامة.. وإثارة الفتنة في البلاد.. وتزودوا في سبيل ذلك بالمال اللازم، وأحرزوا مفرقعات وأسلحة وذخائر.. وقاموا بتدريب أعضاء التنظيم علي استعمال هذه الأسلحة والمفرقعات.. وحددوا أشخاص المسئولين الذين سيجري اغتيالهم.. وعاينوا محطات توليد الكهرباء.. والمنشآت العامة التي سيخربونها، ورسموا طريقة تنفيذ ذلك، وتهيئوا للتنفيذ الفعلي، وعينوا الأفراد الذين سيقومون بذلك.. وحال ضبطهم دون اتمام مؤامراتهم.. وكان المتهمون السبعة الأول هم المتولين زعامة التنظيم.
في أوائل عام 1960.. ولم تكن أصداء حل الإخوان ومحاكمتهم علي خلفية محاولة اغتيال جمال عبد الناصر عام 1954 قد بعدت كثيرا.. في ذلك الوقت بدأ بعض أفراد الجماعة المنحلة يزاولون نشاطا بسيطا كمجهودات فردية.. كان محمد عبد الفتاح رزق الشريف وكيل إدارة نزع الملكية بطنطا ينتقل بحكم وظيفته بين عواصم محافظات الوجه البحري.. وقد بدأ يتصل ببعض أفراد الجماعة المنحلة في دمنهور وطنطا والمنصورة والزقازيق والاسكندرية، متحدثا عن ضرورة العمل لاعادة الجماعة..
وفي نفس الوقت كان عبد الفتاح اسماعيل يفعل نفس الشيء.. وفي القاهرة كان الشاب علي عشماوي يتصل ببعض الشباب.. ثم يمر عليهم في منازلهم ومعه حقيبة فيها مسدس وقنبلة يدوية ويقوم بتدريبهم علي استخدامهما.. وكان هناك عدد آخر يقوم بنفس العمل وقد بدأت هذه المجموعات في التقارب والتواصل.. وحصلوا علي مباركة المرشد حسن الهضيبي عن طريق زينب الغزالي التي فتحت بيتها لاجتماعات قادة تلك الجماعات.. ثم دبرت سفر عبد الفتاح اسماعيل إلي السعودية ولقاء الإخوان هناك.. وبعده علي عشماوي.. ومن ثم توفير التمويل.. والسلاح الذي يأتي عن طريق السودان..
في ذلك الوقت كانت حميدة قطب تتردد علي منزل زينب الغزالي تسلمها فصولا مما يكتبه شقيقها سيد في محبسه بالمستشفي وتم جمعه في كتاب معالم في الطريق وقد تعرفت حميدة علي بعض قادة تلك الجماعات.. وعملت كهمزة وصل بين سيد وزينب الغزالي وضيوفها..
وفي منتصف عام 1964تم الافراج عن سيد قطب بالعفو الصحي.. وعقب الافراج عنه التقي بقادة المجموعات التي تقاربت وأصبحت شبه تنظيم واحد: عبد الفتاح اسماعيل علي عشماوي أحمد عبد المجيد صبري عرفة مجدي عبد العزيز.. وأضاف إليه سيد قطب صديقه الذي قال عنه إنه صورة منه محمد يوسف هواش.. كان اللقاء بمثابة تحول كبير في اتجاهات الفكر والتنظيم.. وإعداد كل شيء من جديد.. وبدأت الاجتماعات التي اتخذت شكلها الثابت كعمل دوري منتظم.. وبحضور عدد من قيادات الجهاز السري المسلح.. قال لهم إنه زار المرشد وحصل علي مباركته وموافقته علي العمل مع قادة التنظيم الجدد.. وجري تشكيل مجلس قيادة التنظيم: سيد قطب رئيسا محمد يوسف هواش نائبا للرئيس علي عشماوي مسئولا عن تنظيمات القاهرة والتدريب علي السلاح عبد الفتاح اسماعيل مسئول الناحية الدينية والمالية والاتصالات الخارجية وتنظيمات المنطقة الشرقية أحمد عبد المجيد مسئول الأمن والمعلومات وتنظيمات الصعيد صبري عرفة الكومي مسئول الدقهلية والغربية ودمياط مجدي عبد العزيز متولي مسئول الناحية العسكرية ومندوب الاتصال بين الاسكندرية والبحيرة..
يقول علي عشماوي في مذكراته إنهم بدأوا يجتمعون بسيد قطب كتنظيم يضعون كل مشاكلهم بين يديه.. ويعد بحلها.. ويطالبنا بأن نثق فيه ونترك له كل شيء.. وبدأوا يستمعون إليه بدقة.. وهو يتكلم باستفاضة وإسهاب.. قال لهم إن البنا كان يعلم أن الجماعة مستهدفة، من الخارج.. من القوي المعادية للإسلام.. وأنهم سربوا إلي داخل الجماعة بعض اتباعهم.. أو جندوا من داخل الجماعة من يعمل لصالحهم.. وذكر د.محمد خميس حميدة وقال إنه كان ماسونيا بدرجة عالية.. وقد وصل إلي منصب وكيل الجماعة.. والحاج حلمي المنياوي كان ممثلا للمخابرات البريطانية داخل الجماعة..
وانتابت الدهشة القيادات الجديدة.. خاصة إنه إخوانا آخرين قالوا كلاما مشابها.. ومنهم الشيخ محمد الغزالي الذي كتب في كتابه معالم الحق قال: سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم المرشد حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان..
وكان حديثا طويلا عن جمال عبد الناصر.. وثورة يوليو 1952 وقال لسيد قطب كلاما جعل أتباعه الجدد يلتفتون حواليهم.. ويتبادلون نظرات الدهشة.. قال لهم: إن الإعداد لثورة 23 يوليو بدأ أثناء حرب 48 وكان حصار الفالوجا فرصة ذهبية لليهود وتعرفون أن جمال عبد الناصر كان داخل الحصار.. وقد تم تجنيده لحساب اليهود في ذلك الوقت.. وقامت علاقة قوية بينه وبين ايجال آلون حيث كان ضابط الاتصال المنوط به الاتصال الجاري بينهم وبين اليهود..
ثم قفز سيد قطب قفزة أخري فقال لهم إن علاقة عبد الناصر بالكاتب محمد حسنين هيكل بدأت منذ ذلك التاريخ.. حيث كان هيكل مراسلا حربيا في فلسطين.. وقد التحق بذلك الاتفاق بين عبد الناصر وايجال آلون.. وكان هذا سر علاقته بعبد الناصر واعتماده عليه.. كما أن هيكل كان قد ارتبط بالمخابرات الأمريكية أثناء عمله مراسلا حربيا في الحرب الكورية.. وأصبح من رجال أمريكا الناشطين في مصر..
ولذلك كما يدعي سيد قطب كانت الثورة حين قامت تعرف طريقها جيدا.. ترفع شعار الإسلام تم تذبح المسلمين بسيف كتب عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله.. لأن الثورة.. كما صورها سيد قطب لأتباعه وتلاميذه كانت نتاج فكر وعمل مشترك بين الصهيونية وبين الأمريكان..
وفيما يتعلق بالخلاف بين رجال الثورة والإخوان.. يقول: كنت في ذلك الوقت ألاحظ نموهم عن قرب لأنني كنت أعمل أكثر من اثنتي عشرة ساعة يوميا قريبا من رجال الثورة.. ومعهم ومع من يحيط بهم.. وكنت محل ثقة جمال عبد الناصر شخصيا.. ومقربا من رجال الثورة مع ترشيحهم لبعض المناصب الكبيرة المهمة ثم يؤكد أن عملاء أمريكا في مصر.. والذين اقترب بعضهم من الثورة كانوا وراء ذلك الخلاف.. وخص بالذكر الدكتور أحمد حسين.. الذي كان مهتما بقضايا الفلاح.. وعمل وزيرًا في أول حكومة للثورة..
كان اليهود الذين انتشروا في بلاد الدنيا.. ومنها أمريكا وأوروبا وألمانيا وروسيا وتركيا يهدفون إلي السيطرة علي تلك الدول من خلال المال والإعلام وقد تم لهم ذلك في دول أوروبا وأمريكا.. والكلام ما زال لسيد قطب موجها لاتباعه وتلاميذه قادة التنظيم السري الذي يترأسه.. أما روسيا كما قال فقد تمت السيطرة عليها بالفكر الشيوعي الذي ابتدعه اليهودي أيضا كارل ماركس.. وعندما جري الانقلاب الشيوعي في روسيا عام 1917 كان قادة الانقلاب إما يهودا أو متزوجين من يهوديات.. ومن ثم سيطر اليهود علي المعسكرين الشرقي والغربي.. ووجهوا كل ذلك لحرب الإسلام ومحاصرته.. وضربه في كل مكان.. ولم يقل سيد قطب لأتباعه.. لماذا؟ ولم يسأله أحد من أتباعه.. في ظل السمع والطاعة والكتمان..
وفي محاولة من سيد قطب لاستكمال الصورة.. قال لأتباعه: إن يهود إسبانيا عندما فروا من محاكم التفتيش إلي تركيا.. اعتنق عدد كبير منهم الاسلام.. وظل علي دينه سرا.. وتوارثت أجيالهم ذلك.. واندمجوا في المجتمع التركي.. وظلوا يتقلدون المناصب.. ويرقون داخل الهيئة الاجتماعية.. وقد سعوا مع الانجليز إلي تدمير الخلافة من الداخل خاصة بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الثانية.. وكانت خطتهم تأسيس حركة مصطفي كمال أتاتورك.. وضرب الإسلام في مقتل.. وعندما تم لهم ذلك واستوت الأمور.. بدأ التخطيط للزحف علي الدول العربية لتصفية الاسلام فيها.. وكان لابد أن تكون البداية من مصر.. بموقعها: وكثافتها السكانية.. وثقافة أبنائها.. وتأثيرها فيمن حولها وعلي ذلك هاجر الحاخام حاييم ناحوم إلي مصر كرئيس للمعبد اليهودي بعد أن لعب دوره التخريبي في تركيا.. وتم استخدام دور الأزياء والاذاعات والأغاني العاطفية للسيطرة علي المرأة.. ودفعها لإنشاء الحركات النسائية التي داست الحجاب ونادت بالحرية المزعومة.. وتم استجلاب الممثلين والممثلات الموارنة من لبنان لنشر الاباحية وهدم الاسلام..
وقد نجحوا في ذلك إلي حد كبير.. وظل خط الهدم ينمو حتي اقتراب قيام ثورة يوليو 1952.. وكان الاتفاق قد تم بين الصهيونية وجمال عبد الناصر أثناء حصار الفالوجا والأمريكان الذين نفذوا العملية كما خطط لها الصهاينة هكذا أكد سيد قطب وقد استطاعت الثورة أن تقوم بإيذاء شديد للإسلام.. ومبادئه.. وعاداته وأعرافه.. وتقاليده المتأصلة في النفوس حتي ضعف الإسلام في النفوس..
ولم يكتف سيد قطب بذلك.. بل يكمل ويؤكد.. أن خطة عبد الناصر.. لهدم الإسلام في مصر هي عزل الإخوان عن التأثير في المجتمع بضربهم وسجنهم.. وهكذا يخلي بينه.. وبين المسلمين في أن يقوم بإفسادهم وإضلالهم أكثر وأكثر.. وقد بدأ يهدم الاقتصاد حتي لا تكون هناك ثروات تساعد في نشر الدعوة.. وتقوي شوكة المسلمين.. وتم ذلك بالتأميم.. ومصادرة أموال الناس.. ووضعهم تحت الحراسات..
أما من الناحية الأخلاقية وتأملوا فيما قاله فيلسوف الإخوان سيد قطب فقد شجعت الثورة ورجالها علي اختلاط المرأة بالرجل.. واختلاط الفتاة بالشاب.. وأقاموا المعسكرات في الجامعة.. مختلطة بين الجنسين.. وقد بدأت الثورة أيضا في نشر المصانع في كل مكان.. خاصة الأماكن الريفية حتي تدخلها الفتيات والنساء للعمل بها ليلا.. ويتركن بيوتهن.. فيعتاد الرجل أن تبيت زوجته خارج المنزل.. إلخ
ثم ماذا؟ يا فيلسوف الإخوان.. ماذا بقي.. وماذا تريد أن تقول؟ يقول: وعلي ذلك فإن الخط الصهيوني قد أمسك بتلابيب مصر.. وأدخلها في حيز النفوذ الصهيوني عن طريق ما سمي بالوطنية المصرية وارتباطاتها الصهيونية والأمريكية المشبوهة..
هذا تكلم سيد قطب.. وقال ما لا يتصوره عقل.. ولن نعقب علي ما قال بكلمة واحدة.. ومن أراد أن يعرف الدوافع.. والحالات النفسية.. والكراهية الحمقاء.. التي ولدت كل ذلك.. فعليه أن يعيد قراءة ما كتبناه..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.