يقول الإعلامي مصطفي بكري، لا شك أن الموقف السعودي هو تعبير عن قلق القيادة السعودية تجاه المخططات الأمريكية في المنطقة، وهو موقف ليس بجديد، لكنه ازداد حدة بعد حملة التحريض الأمريكي ضد مصر وكشف الغطاء عن طبيعة وأهداف هذه المخططات، وأن الخطة الأمريكية لم تبدأ اليوم، كما أن المواقف الراهنة لم تكن وليدة اللحظة، أنها تمضي في نسق واحد منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 علي وجه التحديد، ومن الصحيح أن المنفذين كانوا عربًا مصريين أو سعوديين أو غيرهم، لكن الأيام تثبت أن هناك جهة ما، أمريكية كانت أو صهيونية هي التي خططت وسمحت بتنفيذ هذا المخطط. يقول 'بكري' في برنامجه حقائق وأسرار بأن الهدف هو إعطاء غطاء شرعي للأمريكان لتحريك قواتهم لضرب المنطقة بحجة مقاومة الإرهاب.. علي الفور وجهوا ضرباتهم إلي أفغانستان، ثم مهدوا الطريق أمام ضرب العراق وإسقاط صدام حسين، بحجة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل. ولو كانت أمريكا جادة في اسقاط صدام حسين، لفعلت ذلك بعد تحرير الكويت، حيث كالنت الأجواء مهيأة لذلك، كما أن قواتها دخلت إلي عمق الأراضي العراقية في عام 1991، لكنها أجلت هذه الخطوة لحين إجبار دول الخليج علي توقيع عدد من الاتفاقات مع قطر وبعض الدول الخليجية الأخري، فكانت القواعد الأمريكية في قطر، وكان التواجد الأمريكي في الكويت وغيرها. وأشار 'بكري' إلي أن أمريكا قد وضعت خطتها التي اسميت بخطة الشرق الأوسط الجديد، كان الهدف هو تفتيت الكيانات الكبيرة وأيضًا التجمعات الكبيرة، فكانت الحرب علي مصر والسعودية وسوريا وليبيا واليمن بعد العراق طبعًا، وتم التركيزتحديدًا علي الدول التي تتواجد فيها تعددية دينية وعرقية مثل السنة والشيعة والأقباط والأكراد والامازيج والدروز والعلويين وغيرها.. وكانت الخطة المقابلة هي تفتيت التجمعات الكبيرة مثل الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي واتحاد المغرب العربي وهلم جرا. وأضاف 'بكري'، لقد بدا الأمر وكأننا أمام سايكس بيكو جديد في المنطقة، الهدف منها هو مصلحة إسرائيل، ذلك أن تفتيت الكيانات والتجمعات والجيوش، واندلاع الحروب الأهلية لا يمكن أن يصب إلا في مصلحة إسرائيل ومخططات أمريكا في الهيمنة والسيطرة علي المنطقة وعلي منابع النفط. كانت الخطة مبنية، علي أساس أن تفتيت الدولة الوطنية إلي كيانات متصارعة سيقود حتمًا إلي مشاكل حدودية بين الدويلات الجديدة بسبب سعي كل منها إلي السيطرة علي الموارد المدنية والنفط، ومن ثم تشتعل الحروب بينها، فتنتعش صناعة الأسلحة في الولاياتالمتحدة، بينما يدفع العرب الفاتورة كاملة وحدهم. وأن ما حدث في مصر من ثورة ضد جماعة، كانت ركيزة لهذا المخطط أفشل أو أجل المخطط، رغم أن أمريكا وإسرائيل لايزالان يتآمران علي المنطقة، خذ مثلاً مخطط تقسيم اليمن إلي 6 مناطق تدخل في إطار اتحاد فيدرالي، هذا خطر علي أمن السعودية وأمن مصر وأمن المنطقة، هناك سعي دءوب للسيطرة علي مضيق باب المندب، إيران تسعي إلي السيطرة من خلال الحوثيين، وأمريكا كذلك، وإسرائيل تتواجد في جزر اريتريا لهذا الغرض. أما دور قطر، فحدث ولا حرج، هي عراب المنطقة بلا منازع، وهي نجحت في فترة سابقة في اختراق الجامعة العربية، كما أنها بدأت في ضرب مجلس التعاون الخليجي من داخله، وراحت تدعم المعارضة الدينية وغير الدينية، تدفع الأموال لكل من يطلب، والهدف هو إثارة القلاقل في العالم العربي والإسلامي.. تجدها في كل مكان في تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن والصومال والبحرين، وتسعي الآن حثيثًا لإثارة القلاقل في السعودية والإمارات وبقية دول الخليج. وأكد 'بكري' علي أن المخطط هو تدميرالجيش المصري من خلال جره إلي مستنقع الصراع بعد ثورة 25 يناير واضحًا، كان الهدف هو أن يحدث الصدام بين الجيش والشعب، وكان الإخوان جاهزون لهذا الصدام، إلا أن القيادة العامة للقوات المسلحة في هذا الوقت ادركت أبعاد المخطط، فتجنبت الصدام وسعت إلي تفويت الفرصة علي الأمريكان والإخوان، وتحملت ما تنوء عن حمله الجبال من إهانات واستفزازات، بغرض تفويت الفرصة. ومع ذلك عندما جاءتهم الفرصة مرة أخري بعد ثورة 30 يونية لم يترددوا، بل قرروا دفع الأمور مجددًا إلي الصدام، ومنحوا جماعة الإخوان الإرهابية غطاء سياسيًا لممارسة جرائمها في مصر وفي سيناء تحديدًا. وأخيرا.. قال 'بكري' بأن وعي الشعب المصري ومؤسساته العريقة فوتت الفرصة علي المخطط من جديد، وكان للموقف العربي والخليجي علي وجه التحديد فضلاً كبيرًا في دعم مصر وصمودها أمام المؤامرة التي استهدفت اسقاط النظام الجديد.