بد واضحا ان تاريخ مصر السياسي للأحزاب الوطنية منذ أن أصدره الرئيس الأسبق رجل الحرب والسلام -السادات - يحتاج الي التوقف أمامه لدراسته, وإعادة النظر فيه, وتأهيله باعادة ترسيم هيكله, وشكل الأحزاب المصرية من خلال دراسة تتفق مع متطلبات المرحلة المستقبلية القادمة من تاريخ الاحزاب المصرية في المستقبل القريب. وان لم يتم إعادة تأهيلها فستكون هي إحدي عوامل انفجار عالي الاحتمالية في ظل الاحتقان الشعبي العام تجاه ترهلها المورث من نظام فاسد افسد منطق اصل تواجدهم بنفع المجتمع ككل أفرادا وجماعات. فازعم انه بعد الانتفاضة الثورية ' 25يناير -30 يوليو ' ستساهم الأحزاب ان لم تتحرر من نمطية موروث الفكر الحزبي القديم بأيدلوجيته المترهلة العقيمة, بل أزيد في زعمي أن الأحزاب ستتسبب ان لم تستفيق في إحداث ثورة حقيقية لا يعلم مداها, ومنتهاها الا الله وحدة, ولا يمكن التنبؤ او الاستقراء لتحديد ان كانت ستصب في مصلحة الشعب والوطن بالسلب أو بالايجاب !, فحتمية مراجعة الأحزاب -قديمها وحديثها - لفكرها الحزبي لابد ان بتوائم و يتكيف ويتفاعل مع فكر ومتطلبات ' 25 يناير - 30 يوليو ', وتلك الحتمية تتلازم وترتبط بواقع ملموس يجبر كل الأحزاب قاطبتا ' ولا استثني احد' في إعادة النظر لنمطية وأيدلوجية تحركها الحزبي الموروث, منذ نشأة الأحزاب السياسية في مصر, وحتي الان, وازعم انه في حالة عدم قيام كل حزب بإعادة تقيم نفسه وتطوير أداءه بما يتناسب مع المرحلة الحالة و المستقبلية لتاريخ مصر السياسي, و المجتمعي فلن يرحمها الشعب, بل سيعمل علي هدمها حتي و ان كانت ذات زعامة حزبية تاريخية قديمة او زعامة شخصية لمؤسسيها الحاليين. بل أكثر من ذلك ازعم اذ لم تقوم هذه الأحزاب بتقييم وتقويم نفسها بنفسها فجيل هذه المرحلة حتما سوف يقوم وبتلقائيته برد فعل طبيعي وسيلفظ بعض منها ويتقيأ أخري !, فألان الشعب يستطيع التمييز بين الخبيث و الطيب, ومن يعمل لصالح الوطن و من يعمل لصالح حزبة, فقانونهم ورؤيتهم ومنهجهم بات يقول ويصرخ في الساسة و القادة ويعلن, أن الصالح الوطني هو الصخرة التي تتحطم أمامها اي مصالح أخري حتي وان كانت مصالح حزبية, فجلي إن نذكر ان هذا الجيل ليس كأي جيل مر علي تاريخ مصر وأكاد اسمع ما يجول بخاطرة و ما تعلنه أفعاله للقاص والداني لأصحاب المقام الرفيع أصحاب الياقات البيضاء !سواء كان رئسا لحزب أو حتي رئيس منتخبا, اننا كشعب وكشباب قد هرمنا من الشعارات الرنانة, وطفح الكيل من الوعود التي لا تنفذ واننا لن نقبل او نؤمن الا بما تلمسه أيدينا كشباب أو كشعب علي ارض الواقع. فبديهي لا بد أن يعلم كل حاكم في هذه البقعة التي بورك اهلها والذين اثبت التاريخ انهم في رباط الي يوم الدين, ان الحكم فيها لمن استرضاه الشعب, و ان من رضي به الشعب لكي يحكمه يجب ان يعلم ان دوام جلوسة علي كرسي حكم مصر مرتبط برضاء و استرضاء الشعب, وتقديم العطايا الشرعية من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وقبل كل هذا كرامته الإنسانية, فأن توقف عن هذا, كان القرار لزاما علية ان يرحل فان ابي كان هلاكه امام الشعب وأمام صخرة الإرادة الشعبية, تلك الصخرة التي أثبتت بالدليل العملي أنها هي صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعداء وطنهم حتي وان كانوا من بني جلدتهم ! وها هي قد مرت شهور البحث عن الذات لتعلن ان الحكم للشعب ومن منطلق القاعدة الثورية انني انا صاحب القرار أهب الحكم لمن أرضاه فأن توقف عن ارضائي واسترضائي لفظته فأن لم ينصاع الي اوامري قصمته وربما حاربته شعبا وارضا. ومن هذا المنطق المنطلق ادعوا كافة الأحزاب قديمها وحديثها وكذلك من ينتظر - أكثر من 60 حزب جديد ينتظر التسجيل في قائمة لجنة الأحزاب !- وكافة الأحزاب أو التكتلات القادمة في مجلس النواب القادم تجسيدا للوهم الحزبي امام الشعب, والا سمعتم النداء القادم ' الشعب يريد تغير الأحزاب ' فلم يعد شعب ما بعد 25 يناير تسحرة الاسماء أو النخب و الزعماء ولا الخطب و الوعود الرنانة, فلا ترموا بحبالكم وحيلكم القديمة أمام الشعب, والا سيلقي الشعب بدلوه ويلقف ما تأفكون من خدع ووعود تسحرهم, فقد كان هذا زمان و وولي, أما الان فزمان الارادة الشعبية فقط, والبقاء لمن يراه في صالحه هو فقط ومرحلة البحث عن الذات انتهت, فيجب احترام ' انا العليا الشعبية ' والا لن يحترمكم التاريخ والواقع. فاسترشدوا بأسس الواقع الذي قرره الشعب, والتزموا بما ألزمكم إياه الشعب, دون تجاهل, استَسِغْوا ما صاغه فكر ووجدان ووعي المواطن الثوري المصري في ظل الالتزام بقيم ثورته ودون تعارض أو تناقض مع جوهر روح الانتماء الوطني لا الحزبي, فان لم تلتزم الأحزاب يذلك فرويدا رويد سيحدث الانفجار العظيم الحتمي, وسيتوه ويتحير الجميع في تأويل وتفسير هذا الانفجار وقتها وتتوقف عقارب الزمن أمامه هذا الانفجار ويسأل كل خليل خليه هل هو انفجار نشأة أم انفجار عدم.. اللهم احفظ مصر النهاية حين تَرَي الثَائرالحَقِيقِيّ يسْتَكِين أو تَمَهَّلَ, أمام وَطِئَة قَمْع الحاكِم المُسْتَبِدّ, لا تظَنَّ انه تَنَازَلَ عن مَبَادِئه أو فَرَّطَ فيها, إنما هو التَطَوَّرَ مع المُتَغَيِّرٌ الذي طُرَّاءٌ من حوله , والتَكَيَّفَ العَبْقَرِيّ له, حِينَمَا يأخذ قَرَاره الثوريّ, بخَلَعَ سِتْرة الثَائر, و اِرْتَدَاء سِتْرة المُقَاتِل, بمَنْهَج, وعَقَلَية المُنَاضِل. Shakerghofran [email protected]