لم يعرف مصطفي مشهور.. ولم يعلن عن اسمه إلا في قضايا العنف والإرهاب.. قضية سيارة الجيب.. قضية اغتيال النقراشي باشا.. قضية محاولة اغتيال عبد الناصر.. ثم ترسانة الأسلحة التي تولي توزيعها في عدة مخازن في أكثر من محافظة.. ثم تنظيمه 1965 ومخططه الإرهابي الذي استهدف قيادات الدولة ومرافقها الأساسية.. ورغم كل ذلك فإن تصريحات مصطفي مشهور تنفي كل ذلك.. وتتنكر له.. وتنكره.. 'الناس بتوع التكفير والهجرة.. والجهاد.. والجماعات الإسلامية.. بينا لهم أن العنف ليس من أساليبنا.. وأننا لا يمكن أن نلجأ إلي العنف اقتداء برسول الله الذي كان يدعو المسلمين المعرضين للتعذيب من كفار قريش إلي الصبر.. حيث الصبر بالمقاييس الربانية قوة.. وليس ضعفًا.. ثم يقول: إن اللجوء إلي العنف ليس مبدأنا، فنحن ندعو بالحكمة والموعظة الحسنة.. ودعوة الناس بالمعروف.. هذا هو أسلوبنا.. فنحن نعمل للإسلام فقط.. ولو لم نكن كذلك لكنا انتهينا من زمان.. عندما تعرضنا لمحن 48، 54، 65 وغيرها.. وليكن معلوما أن التعاون مع الجماعات الإسلامية في الخارج يجري أيضًا في الخط نفسه.. والحمد لله شاهدنا صحوة إسلامية بدأت تنهض في البلاد الإسلامية وتطالب بتطبيق الشريعة.. في اليمن، والأردن، وتركيا، والكويت.. وغيرها.. نهضة وصحوة أزعجت أعداء الإسلام لأنهم يعرفون التاريخ ويعرفون كيف انتصر الإسلام علي المشركين واليهود والفرس والروم.. لأن النصر من عند الله.. 'فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم'.. هكذا تكلم مصطفي مشهور خلال اللقاء الذي أجرته معه جريدة 'المسلمون'، ونشر يوم الجمعة 15 نوفمبر 1996. وحاول فيه أن ينفي أي علاقة بين العنف وفكر الجماعة.. وأكد أن أساليب التربية داخل الإخوان تحرص علي أن يكون الفرد المسلم قوي الجسم، متين الخلق، مثقف الفكر، قادرًا علي الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة، مجاهدًا ينفسه، حريصًا علي وقته، منظمًا في شئونه، نافعًا لغيره.. هذه صورة الفرد الذي نربيه عليها.. وهذا النوع من التربية لا يتم بين يوم وليلة.. 'وبعض الشباب لا يكون قد أخذ القسط الكافي من التربية.. وتطلع في دماغه - فكرة لا يتجاوب فيها مع الإخوان، فيفلت وقد يجد له أنصارًا من الشباب.. ونحاول نحن إقناعه بأن ما يفعله ليس الاسلوب الصحيح.. وليس من السنة، وليس من السيرة الطيبة.. فإذا لم يقتنع لا نملك أن نجبره علي شيء.. فيخرج.. ولا يعني ذلك أنه استمد فكره من الإخوان.. ولا يجوز نسبة انحرافه الفكري والعملي إلي الإخوان، وأنهم المسئولون عن تشكيل ذلك الفكر، بالعكس، لقد فاصلنا.. فمن يعتنق فكر التكفير، لا يعتبر نفسه من الإخوان، مفاصلة ليس فيها مجاملة، ولقد أصدرنا البيانات نستنكر فيها العنف.. وتبرأنا من العنف ومرتكبيه، وفي ذلك يحاول 'مشهور' التنصل من العنف، ومن جميع الإرهابيين وجرائمهم التي أرقت المجتمع وروعت الآمنين.. والشيخ مصطفي مشهور كأغلب قيادات الإخوان - وربما أكثر - يمتلك قدرًا هائلًا من القدرة علي الإنكار والألتفاف.. والإيهام.. ويصف سعي الإخوان لاستفزاز الناس، وتهييج الجماهير.. مع شيء من تغييب العقول من الأمور 'الدعوية'!!!.. نحن نوضح للناس الواقع الإسلامي.. وكيف أن الإسلام يضمن لهم الأمن والحرية والعدل.. في حين أن الواقع ليس فيه شيء من ذلك.. بل فيه سرقات.. ثم نوجه الناس إلي أن الإسلام من عند الله الذي خلقنا ويعلم ما يضرنا وما ينفعنا، وما يصلحنا وما يفسدنا.. وهو ما يؤكد أن الإسلام هو الحل فعلًا لجميع المشكلات.. ثم يشير إلي أن أسلوبهم للتغيير يكون بالأسلوب السلمي المعتدل بعيدًا عن العنف!!! ولأن مصطفي مشهور يعتقد أن الناس لا يقرأون.. وربما لا يفكرون.. يترك لنفسه العنان.. ويبحر في الأوهام.. ويقول إنهم خرجوا من السجون في بداية السبعينيات علي يد السادات.. وقد وقعت حوادث عنف كثيرة بعد ذلك.. صالح سرية وقضية الفنية العسكرية.. واختطاف الشيخ الذهبي وقتله.. ثم اغتيال السادات نفسه.. وأحداث أسيوط التي قتل فيها مائة عسكري.. وحوادث السياح والأقباط، ويؤكد أنه 'لم يشترك واحد من الإخوان في أي حادث من هذه الحوادث' ثم يقرر في ثقة: 'الإخوان عندما نلزمهم بالابتعاد عن العنف يلتزمون.. مهما كانت الأخطاء التي تحتاج إلي تصحيح.. لأن التصحيح في عرفنا يكون بالدعوة والموعظة الحسنة'.. والمتابعون لتلك الحوادث والذين قدر لهم الاطلاع علي التحقيقات وأقوال المتهمين والشهود يتضح لهم أنه كل تلك الحوادث تم التخطيط لها.. واعتمادها في مطابخ الإخوان.. وأن جميع القائمين بها ينتمون للإخوان.. بل هم جزء لا يتجزأ من الجماعة.. وفي قضية صالح سرية علي سبيل المثال اتضح أن 'سرية' كان دائم التردد علي منزل 'زينب الغزالي' حيث يلتقي بقيادات إخوانية للتنسيق ووضع اللمسات النهائية علي المؤامرة.. وكذلك بقية القضايا.. وقد حاول مصطفي مشهور في حواره مع 'المسلمون' ومعه الجريدة أن يسد جميع الثغرات التي يفتحها الآخرون في بناء الإخوان.. ومنها عدم أهمية مجموعة رسائل حسن البنا التي تأخذ المسلم من سعة الإسلام إلي ضيق الفكر الإنساني.. ولماذا لا نرجع إلي قال الله وقال الرسول.. فيرد مصطفي مشهور: وهل قال البنا غير ذلك؟ لقد حدد لنا الهدف وهو تحرير الوطن الإسلامي وإقامة دولة إسلامية.. ثم ينسي مصطفي مشهور فيتناقض مع نفسه عندما يقول إن حسن البنا قد اقتبس هذا المنهج من الرسول صلي الله عليه وسلم.. وهو المنهج الذي يتمثل في قوة العقيدة والإيمان ثم قوة الوحدة ثم قوة الساعد والسلاح عندما لا يجدي غيرهما!!!! وعن ظاهرة افتقار جماعة الإخوان ل'العلماء'.. ونفوز المتميزين من العلماء وطلاب العلم من الجماعة، وتقاليدها وأساليب عملها الداخلي قال مشهور إن هذه الظاهرة غير موجودة في مصر، لكن من الجائز أن تكون في السعودية كما سمعنا.. فلما أثيرت مواقف الشيخ الباقوري ثم الشيخ الغزالي، وخالد محمد خالد، قال: إنهم عاشوا ظروفًا واكبت أحداث الفتنة عام 1954، وقد عاد الشيخ الغزالي والتزم وكان حبيبًا لنا، وكتب أنه تتلمذ علي يد المرشدين كلهم، وكانت علاقته بهم جيدة.. فلما قيل له: والشيخ القرضاوي؟.. قال: لا 'القرضاوي قعد وريح'.. في قطر 'واستلين' هناك.. وما زلنا مع المرشد الخامس للإخوان..