بين السياسي.. والاجتماعي.. يحار المشاهد المصري بين المسلسلات الرمضانية التي تكتظ بها شاشة القنوات الفضائية والأرضية 'مصرية وعربية' خاصة وعامة.. كم هائل من المسلسلات يتابعها المشاهد مع بداية الشهر الرمضاني.. وهي تصيبه في مجملها بالتخمة.. وتجعله غير قادر علي التركيز في أي من المسلسلات. المشكلة أن الغالبية العظمي من تلك المسلسلات لا يكاد ينتهي شهر رمضان المبارك حتي تتبخر في الهواء.. وهو أمر غريب إذا قارنا ذلك بحجم الانفاق الضخم علي هذه النوعية من المسلسلات والذي قارب نحو المليار جنيه لهذا العام. المشكلة الكبري أن مسلسلاً واحداً تركياً.. مثل 'سنوات الضياع' أو 'وتمضي الأيام'.. كفيل بجذب المشاهد المصري والعربي لأشهر طويلة.. محققاً حالة من الجذب والتواصل لا تتوقف.. ومبرهناً علي أن جودة العمل ودقته وجاذبيته هي الأساس في ربط المشاهد بالشاشة الصغيرة.. ومن ثم تأثير المسلسل علي المشاهد في كافة جوانب حياته. فمتي نتعلم في بلادنا أن المسألة ليست بهذا الكم الهائل من المسلسلات الذي يعرض في كل رمضان.. بل الأمر يدعو إلي توخي الدقة في اختيار موضوع المسلسل.. فمسلسل واحد كفيل بصياغة الوجدان والتأثير في العقول أفضل من مائة مسلسل لا تقدم جديداً.