لازلت اتذكر تلك اللحظات الصعبة من تاريخ مصر، والتي واكبت ميلاد العدد الأول من صحيفة 'الأسبوع' قبل سبعة عشر عامًا من الآن.. وحين صدرت الصحيفة في السابع عشر من فبراير من عام 1997.. كانت بمثابة شعلة ضوء.. خرجت من بين دياجير الظلام.. صدرت لتنطق باسم الفقراء، والمحرومين، والشرفاء من أبناء الوطن. ولدت 'الأسبوع' من رحم المعاناة.. والمطاردة.. والملاحقة الأمنية والسياسية، لمؤسس ورائد تلك المدرسة الوطنية، الأخ والأستاذ 'مصطفي بكري'.. الذي كان صوته في تلك المرحلة يعلو كل الأصوات.. يصرخ في البرية، مدافعًا عن وطن انتهكت سيادته.. وتعرض لمحن متعاقبة.. وغيبت إرادة الجماهير.. وأهدرت إمكاناته الوطنية.. خاصة حين اقدمت حكومات التفريط في السيادة الوطنية المتعاقبة علي بيع ممتلكات مصر من القطاع العام، والتفريط في مقدرات الوطن. يومها.. دفع مصطفي بكري، ونحن معه، اثمانًا مضاعفة من الاضطهاد، والحملات المأجورة، التي شنتها وجوه مارقة، ونفوس حاقدة، ارتمت في أحضان الفساد.. وتحولت إلي بوق.. كل دورها هو ملاحقة كل شريف علي أرض هذا الوطن. وما بين.. معاناة أهلنا في الداخل.. والتآمر علي أمة العرب والمسلمين في الخارج.. كان مصطفي بكري.. وثلة من الشباب الوطنيين.. والمخلصين.. خناجر مشرعة.. في وجه الباطل، تذود عن الوطن بكل ما تملك.. وترفع صوتها في مواجهة الإرهاب الإعلامي، والسياسي، والذي تحصن خلف بوابات الشر 'السيادية'.. فحاولوا، مرارًا، وتكرارا، إلحاق الضرر به.. وايذاءه.. في محاولة عقيمة، لإخراس قلمه الحر، واسكات صوته القوي.. الذي كان ولايزال علامة فارقة في سجل الكفاح الوطني الشريف.. دفاعًا عن مصر العظيمة. سبق صدور 'الأسبوع' مؤامرات لا حصر لها، استهدفت إنهاء مصطفي بكري ومن معه من الوجود السياسي والإعلامي.. فكانت مؤامرة إغلاق صحيفة 'مصر اليوم' التي أصدرها 'بكري' في العام 1989، ثم تلتها مؤامرة إغلاق صحيفة 'مصر الفتاة' في العام 1992، يوم دبروا مؤامرة خسيسة لإسقاطه من رئاسة التحرير، ومعه المرحوم علي الدين صالح رئيس حزب مصر الفتاة، والذي كان يصدر هذه الصحيفة. ولم تتوقف المؤامرات عند هذا الحد.. بل امتدت لتلاحق مصطفي بكري في أدائه المهني، حيث تم التآمر عليه لإبعاده عن موقعه 'مراسلاً لإذاعة مونت كارلو' الباريسية من القاهرة في العام 1992، وحين تأسست صحيفة 'الأحرار' وحولها 'بكري' وفريق العمل إلي صحيفة يومية في غضون أسبوعين فقط، وصدرت في التاسع عشر من ابريل 1994، لم يتحمل أهل الفساد والتآمر استمرار موقفها الوطني أكثر من عامين فقط، حيث تم التآمر علي مصطفي بكري، وإبعاده عن رئاسة التحرير في مؤامرة مكشوفة في الثامن والعشرين من أغسطس للعام 1996. وحين ضاقت السبل أمام فريق العمل الشبابي، الذي ضم نخبة من أشرف الصحفيين في مصر.. كان الاتجاه لتأسيس صحيفة 'الأسبوع' ضرورة حتمية، فرضتها الأوضاع الصعبة التي مرت بها مصر في هذا الوقت.. حيث تزامن العمل علي تأسيس 'شركة الأسبوع للصحافة والطباعة والنشر' والتي صدرت عنها الصحيفة، وفقًا لأحكام قانون تنظيم الصحافة رقم 96 لسنة 1996، مع ملاحقات قانونية لم تتوقف.. وقفت فيها أنا وشقيقي مصطفي بكري أمام كافة النيابات والمحاكم في مصر، في محاولة متعمدة، للنيل منا، وإثنائنا عن استكمال مسيرتنا الوطنية. وحين صدرت 'الأسبوع' في السابع عشر من فبراير من العام 1997.. كان صدورها بمثابة رسالة واضحة لكل ذي عينين، وتأكيد علي أن دورنا الوطني، والإعلامي، لن يتوقف.. مهما حاول الفاسدون والمستبدون عرقلة مسيرتنا، دفاعًا عن شعبنا المصري العظيم. ورغم المعاناة، والمتاعب، والمؤامرات.. من الداخل والخارج.. ورغم عمليات التشويه المتعمد.. التي قادتها بعض الأطراف المشبوهة.. رغم كل شيء.. ظلت 'الأسبوع' كما عهدها قراؤها، وشرفاء الوطن.. حريصة علي ثوابتها.. لا تزحزحها عواصف الأرض.. عن تغيير خطها السياسي والوطني.. وستبقي 'الأسبوع' بعون الله.. وبعد سبعة عشر عامًا من صدورها.. قلعة حصينة.. وسفينة وطنية من الطراز الأول.. تأبي السقوط.. أو الانحراف عن مسارها الصحيح.. متمسكة بثوابت الوطن.. يقودها إلي بر الصدق.. والحق.. ربانها الماهر.. ومؤسسها.. الأخ والأستاذ مصطفي بكري.