منعت السلطات المغربية مغني الراب معاد بلغوات الملقب ب'الحاقد' من عقد ندوة صحفية في الدار البيضاء مساء أمس الخميس لتقديم ألبومه الجديد تزامنا مع اقتراب الذكري الثالثة لتأسيس حركة 20 فبراير الاحتجاجية التي ينتمي اليها. وبحسب عدد من الشهود فإن قوات الأمن فرقت النشطاء، بعد إصرار مغني الراب والمنظمين علي عقد اللقاء مع الصحافة لتقديم الألبوم الجديد المكون من 14 أغنية. وقال معاد بلغوات الذي قضي سنة سجنا نافذا بسبب أغانيه، في تصريح أمس الخميس ان 'الندوة كان مقررا عقدها في السادسة مساء من يوم الخميس في مكتبة تسمي 'الكرامة' اعتدنا اللقاء فيها، لكن فوجئنا بحضور السلطات وتطويق الشرطة للمكان'. وأضاف 'الحاقد' أن عناصر الشرطة 'طلبوا من موظف المكتبة إغلاق أبوابها كما طلبوا مني الرحيل عن المكان ما لم أقدم لهم ترخيصا لعقد الندوة لكننا رفضنا'. بدوره قال عبدو برادة، أحد منظمي الندوة، في تصريح أن 'مكتبة الكرامة تعقد منذ ما يزيد عن 40 سنة لقاءات وندوات مع جمهورها دون حاجة إلي تراخيص'. وفي اتصال مع وزارة الداخلية المغربية للإدلاء بموقفها، قال مسؤول أن 'وزارة الداخلية لا ترغب في التعليق علي الموضوع'. ويحمل الألبوم الجديد 'للحاقد' عنوان 'وااالووو' 'لا شيء'، وقد بدأ في كتابة الكلمات وهو في سجن +عكاشة+ في مدينة الدار البيضاء، حيث قضي فيه سنة بعد دانه القضاء بسبب إحدي أغانيه. واعتقل 'الحاقد' في 29 مارس 2012 واتهم 'بإهانة موظف بسبب عمله 'شرطي' وتحقير هيئة منظمة الإدارة العامة للأمن الوطني في المغرب'، وذلك استنادا لهذه الأغنية التي يظهر فيها شرطي برأس حمار وهو يجر مواطنا مغربيا، وأطلق سراحة في نهاية مارس 2013. ولقيت إدانته حينها، باعتباره أحد نشطاء حركة 20 فبراير الاحتجاجية و'مغني الحركة' كما يلقبه أصدقاؤه، تنديدا كبيرا من طرف المنظمات الحقوقية ومن بينها منظمة هيومن رايتس ووتش والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجمعية ترانسبارنسي التي منحته جائزة النزاهة لسنة 2012. ومعاد بلغوات '24 عاما' الملقب 'بالحاقد'، هو أحد أبرز مغني حركة 20 فبراير الاحتجاجية التي أسست مطلع 2011 للمطالبة بإصلاحات سياسية عميقة في المغرب في إطار 'الربيع العربي'. وقد عرف بأغانيه المنتقدة للنظام والعائلة الملكية في المغرب، ومن بينها أغنية ممنتجة تم بثها علي موقع يوتيوب لتسجيلات الفيديو ونالت شهرة كبيرة، بعنوان 'كلاب الدولة'، وهي الأغنية التي قادته إلي السجن. وعلي شريط هذه الأغنية التي ينتقد فيها معاد بلغوات '25 سنة' فساد الشرطة، وضعت صورا يظهر فيها أحد عناصر الشرطة المغربية يجر ناشطا في حركة 20 فبراير بقوة، وقد وضع مكان رأس الشرطي رأس حمار. وبدأت حركة 20 فبراير أول مسيرة احتجاجية للمطالبة بإصلاحات جذرية في مختلف المجالات، في 20 فبراير 2011، تلتها مسيرات احتجاجية دفعت إلي التصويت علي دستور جديد مطلع يوليو من السنة نفسها، تلته انتخابات تشريعية فاز فيها إسلاميو حزب العدالة والتنمية الذين يقودون التحالف الحكومي الحالي.