كشفت صحيفة 'وورلد تربيون' الأمريكية، الجمعة عن وجود مباحثات سرية بين أمريكا وإسرائيل حول احتمال وقف المساعدات الأمريكية عن تل أبيب. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها 'إن إسرائيل والولاياتالمتحدة قد طرحا خيارات لخفض المساعدات العسكرية عما وصفته الصحيفة بالدولة اليهودية'، وذلك خلال اجتماعات ثنائية عقدت بين الجانبين.. حيث اتفق المشاركون من البلدين في تلك الاجتماعات علي أن إسرائيل لم تعد بحاجة إلي المساعدة العسكرية الأمريكية الرسمية، وفقا لتصريحات الدبلوماسيين. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي أرينز 'إننا لا نحب الحصول علي تلك المساعدات، وأن وزير المالية الإسرائيلية ربما يرغب في قتلي إذا سمعني أقول، إنه ينبغي علينا ألا نستمر في الحصول علي تلك المساعدات'. وأوضح أرينز - الذي تولي منصب وزير الدفاع الإسرائيلي ثلاث مرات خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ودعا مرارا إلي استقلال العسكرية الإسرائيلية - خلال المؤتمر الحزبي البرلماني حول العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، قائلا 'إن إسرائيل لا يمكن أن تستمر في الاعتماد علي المساعدات العسكرية الأمريكية الحالية بقيمة 3.2 مليار دولار سنويا في الوقت الذي تمر فيه الولاياتالمتحدة بأسوأ أزمة مالية منذ عام 1929'. وأضاف 'أن الولاياتالمتحدة تمر بأزمة ديون بتريليونات الدولارات، وأننا لن نكون سعداء إذا قطعت تلك المساعدات، ولكن يمكننا البقاء علي قيد الحياة بدونها'. واتفق أعضاء الوفد الأمريكي الذي حضر المؤتمر الحزبي البرلماني في الكنيست الإسرائيلي مع ارينز في هذا الأمر، وقالوا 'إن المساعدات الأمريكية، علي الرغم من تعهدات الرئيس الأمريكي باراك أوباما باستمرارها، لم تعد تخدم مصالح إسرائيل'. وقال السفير الأمريكي الأسبق دان كيرتزر 'إنه يمكن بعد تلك المباحثات التوصل إلي اتفاق حول كيفية ضمان التعاون الأمني والاستخباراتي في الوقت الذي يمكن فيه الاستغناء عن المساعدات الأمنية.. حيث أن المساعدات العسكرية الأمريكية إلي إسرائيل لا تمثل سوي نسبة ضئيلة من الناتج الإجمالي للنمو في إسرائيل وتقدر 1.5 بالمائة فقط من الميزانية العامة للدولة'، مضيفا أن هناك بدائل أكثر جدوي تضمن حصول إسرائيل علي التكنولوجيا الأمريكية. ولفتت الصحيفة إلي أن البرلمانيين الإسرائيليين في المؤتمر كانوا في حالة اضطراب من هذه المناقشات، وقالوا إن المساعدات العسكرية الأمريكية منعت إسرائيل من الانزلاق في سباق التسلح الحالي في الشرق الأوسط، والذي شمل إيران وسوريا.. حيث أوضح النائب بالكنيست الإسرائيلي عن حزب العمل نتشمان شاي قائلا 'إنه لهذا فإنني أري أن تعتمد إسرائيل اعتمادا كليا علي أمريكا علي الأقل خلال العشرة أعوام المقبلة'.