تتكشف يوما.. بعد يوم.. أسرار.. وخبايا مذهلة، حول بعض من وصفوا أنفسهم ب 'نشطاء الثورة'.. ودورهم التآمري في الإضرار بأمن الوطن، والتربح علي حساب دماء شهدائه.. ولعل ما تكشف من تسجيلات، وأقوال، وبراهين، وأدلة، حول تورط من يدعون أنهم 'نشطاء الثورة' في ركوب موجة ثورة الشعب التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير 2011 ليؤكد حجم الخيانة التي ارتكبتها تلك العناصر، ومحاولتها تزييف الحقائق، واللعب علي أوتار مواجع الشعب المصري، ومطالبه المشروعة. لقد لعب هؤلاء 'الخونة' دورًا تآمريًا كبيرًا، وتجلي دورهم خلال الثورة في تشويه رموز الوطن من الشرفاء، والذين حاولوا التصدي لجرائم هؤلاء 'المرتزقة' وتفنيد أكاذيبهم، وفضح مخططاتهم، والتي تربوا عليها في دوائر الاستخبارات العالمية ومعسكرات التدريب في 'صربيا'.. واستخدم هؤلاء ثورة الغضب في نفوس المصريين جراء 'ملف الفساد'.. والذي كان العنوان الرئيس لنهايات حكم 'مبارك' ليوهموا جموع المصريين، بأن كل من يدافع عن وحدة الوطن ومؤسساته الوطنية، إنما ينتمي إلي من أطلقوا عليهم 'فلول مبارك'.. وكانت فترة عصيبة، سعي خلالها هؤلاء 'العملاء' في إبعاد الشبهات عن أنفسهم، تحقيقا لمآربهم وأهدافهم الخفية. غير أن الحقائق لا تضيع أبدا، فبعد ثلاث سنوات من عمر ثورة يناير، بدأت بوابات الأسرار، تقذف بما لديها من خفايا، وتقدم ما لديها من براهين.. لتتضح الصورة، بكل أبعادها، وعبر مختلف زواياها، ويقف هؤلاء 'الآثمون' في حق الوطن 'عرايا' تحت شمس الحقيقة، في وضح النهار. ومما لا شك فيه، فإن بعض من تعاطفوا مع أمثال هؤلاء خلال فترة ما بعد الثورة، سوف تصيبهم الصدمة المروعة، خاصة أن هؤلاء 'الخونة' قد أحكموا، 'لعب الدور' و'اتقان التمثيل' علي الشعب.. فقد اعتقد هؤلاء المتعاطفون أن بعض من كانوا يتصدرون المشهد في ميدان التحرير خلال فترة ما بعد الثورة، وأن من كانوا يطلون عبر الفضائيات، وشاشات التلفاز المختلفة هم من 'أبناء الشعب'.. لذا فإن ما يشهده الشارع المصري حاليا من حنق وغضب شديدين ضد 'خيانات' هؤلاء الشباب، أنما هو تعبير حقيقي عن أبعاد 'الصدمة' التي أصابت الكثير من المصريين. ومن نافلة القول، إن الكثيرين من رموز العمل الوطني، قد حذروا مرارا وتكرارا، من ألاعيب هؤلاء 'الصبية' والذين يشكلون جسرا ل 'المارينز الامريكي'، إلا أن رياح 'الكذب'، و'الضلال' التي رفعها هؤلاء 'المأجورون' وتوظيفهم لأدوات الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وانفاق الملايين من الأموال علي ترويج أنفسهم، وتشويه خصومهم، كان لها الغلبة في تلك المرحلة من تاريخ الوطن. إن مصر اليوم في حاجة لتكاتف الشرفاء من أبنائها لمواجهة حملة 'الإرهاب' و'الخيانة' التي يتعرض لها الوطن، خاصة بعد أن جمعت المصالح الخاصة بين جماعات الإرهاب، من الإخوان وغيرهم، وبين عملاء الطابور الخامس.. مستغلين 'لحظة التحدي' التي تقف فيها مصر في مواجهة مؤامرة الداخل، والخارج.. سعيا وراء إغراق مصر في مستنقع العنف، والجريمة، والذي تغذيه بالمال والسلاح، عناصر الاستخبارات الدولية والتي حركت رموز الشر، في محاولة محكوم عليها بالفشل من جانبها للعبث بالأمن والاستقرار في مصر، والحيلولة دون بلوغ الاستفتاء علي الدستور، وخارطة المستقبل مراميهم الاساسية. وبعيدا عن أجواء 'الخيانة' و'الإرهاب' فإن شعب مصر الذي يتأهب لخوض معركة المصير لصالح الوطن سوف يلقن هؤلاء دروسًا في الوطنية، حين تخرج الملايين، داعمة ومؤيدة للدستور الجديد، وحين تستقر مؤسسات الوطن، لتدحر بتوافق شعبها وجيشها وشرطتها الوطنية، كل أطراف التآمر علي البلاد.