نحن والمسيحيون أخوة.. نحن والمسلمون أخوة اثنان في قلب واحد ' مصر ' ' كنا دائماً متعايشين بعضنا مع البعض الآخر ولم توجد بيننا أية مشاكل!' 'لدي كلِّ منا كثير من الأصدقاء من الدين الآخر ونحن دائماً نتبادل الزيارت والتهاني في الأعياد! ' فللمسحيون ما للمسلمين من حقوق وما عليهم من واجبات.. !' وطني مصر, ما أجملها من كلمة عظيمة حبيبة إلي القلوب, تتغني بها الألسنة, وتنطق بها الشفاه من جيل إلي جيل, فما أطهرها من معني يثير في النفوس أسمي المشاعر, وأعذب الذكريات إنها جنة الله في أرضه. لقد تعرضت مصر العزيزة في الأيام الماضية لعمل إرهابي غاشم أدمي قلوب المصريين جميعهم المسلمين والمسيحيين علي حد سواء. ولم ولن يستطيع أي إنسان علي وجه الأرض أن يفرق بين عنصري الأمة: المسلمين والمسيحيين فنحن جميعًا دافعنا عن وطننا مصر لا فرق بين مسلم ومسيحي. وكما قال الشاعر: إذا ما دعت مصر ابنها نهض لنجدتها سيان مرقس أو عمرو ألم ترنا في كل عيد وموسم حليفي ولاءٍ لا جفاء ولا هجر فنحن متعاهدون علي الحب والوفاء والإخلاص منذ القدم فلقد وقفنا صفا واحدا في ثورة 1919 تحت قيادة الزعيم سعد زغلول وقد خرج الجميع: مسلمون ومسيحيون متحدين لمقاومة الاحتلال . وقد عبر الشاعر علي الجارم عن ذلك الاتحاد قائلا: وغدا الصليب هلالاً في توحدنا وجمّع القوم إنجيل وقرآن والإسلام دين السلام وقد دعا الإسلام إلي التسامح والعيش في محبة مع إخواننا من الديانات الأخري وقال تعالي في كتابه العزيز القرآن الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم ' لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ ' وهذا يدل علي ما نقوله فقد دعانا الله سبحانه وتعالي إلي معاملة الآخرين معاملة حسنة بأن نحسن إليهم وأن نتعامل معهم بالعدل، هذا بالإضافة إلي قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ' من آذي ذميًا فقد آذاني ' وفي النهاية يجب علينا أن نقف يدا واحدة في مواجهة الإرهاب ونعمل علي نبذ التطرف من قلوبنا وأن ندافع عن مصر ونضحي بأنفسنا وأرواحنا من أجلها حتي يعم السلام أرض بلادنا العزيزة وندعو الله سبحانه وتعالي أن يقينا شر المحن والفتن ان العلاقة بين المسلمين و المسيحيين يمكن أن تشكل أكبر نقاط الضعف أو هي الحلقة الضعيفة في سلسلة قوية و متصلة الحلقات وجميعهم يحظوا بشرف الإقامة علي تراب مصرو يعيشوا الاخوة والمحبة بين ومانراه من ترابط من مسلم و مسيحي و علاقات الصداقة و الشهامة و الحب ستظل للابد لانهم في قارب واحد وهدف واحد هو استقرار وطنهم العزيز ' مصر ' ويجب في الوقت نفسه أن يدرك المسلمون والمسيحيون انهم جميعم في هذا القارب الواحد و إما أن يصل إلي بر الأمان وإما أن يغرق وفي الحالتين فإما أن نحيا جميعا وإما أن ونغرق جميعا فهذا قدرنا. مما لاشك فيه أن أرض مصر تتعانق فيها الاديان في حب وترابط مهما ادعي المدعون وغالي في ذلك الشامتون الحاقدون فلقد عاش أبناء مصر مسلمين ومسيحيين في محبة ووئام وراخاء منذ أن دخل الاسلام مصر تحت شعار ' الدين لله والوطن للجميع '.. وفي اطار وحدة وطنية انصهر المسلمون والمسيحيون فيبوتقة واحدة يدافعون عن وطنهم الحبيب وسالت دماؤهم دفاعا واجبا عن ثري هذا الوطن. ولقد أوصي الرسول ' صلي الله عليه وسلم ' بأقباط مصر خيا فهم لهم ذمة ورحما فلقد ناسب الرسول ' صلي الله عليه وسلم ' أهل المنيا بصعيد مصر بزواجه من السيدة مارية القبطية وأنجبمنها ولد وقال ' صلي الله عليه وسلم ' استوصوا بأقباط مصر خيرا فان لهم رحما وذمة. وعلي أرض مصر شمالا وجنوبا توجد المسلمون مع المسيحيين ويعملون معا ويتبادلون الزيارات والمناسبات والاعياد أفراحهم واحدة واحزانهم واحدة كما أن كفاحهم علي مر التاريخ مشهود لهم بالتضحية من أجل المثل والقيم العليا. ففي ثورة 1919 نفي الاستعمار سعد زعلول زعيم الثورة ومعه بعض الأقباط، وفي حروبنا المتواصلة ضد الاستعمار والصهيونية في أعوام 48، 56، 67، 1973 منهم القادة والجنود الذين ماتوا دفاعا عن مصر فمن حارب لاسترداد سيناءالمسلم والمسيحي وكان من قادة الحرب مسلمون ومسيحيون ومن الوزراء ألان مسلمون ومسيحيون وفي مدارسنا داخل الفصول المدرسة مسلمون ومسيحيون ومن الكتاب والصحفيين مسلمون ومسيحيون , الجميع أمة واحدة لا فرق بين مسلم أومسيحي يندمجون في نسيخ واحد ورباط وثيق أرواحهم متعلقة في جميع الوظائف العامة والخاصة ليعيش المسيحي بجوار أخيه المسلم يفرح كل منهم لفرح أخيه ويحزن لحزن أخيه . فأم المسيح عليه السلام لا يعرفها المصريون الا بكلمة ' ستنا مريم الطاهرة البتول '. فهي لم تجد أرض تأمن وليها من غدر اليهود أو الرومان الا أرض مصر التي تعتبر شجرة للجميع, فظل هذه الشجرة سقي بماء المحبة والمودة والتسامح من نيل مصر الذي يشربه المسلم والمسيحي علي السواء فالأرض يزرعها المسلمون والمسيحيون ولقد اوصي الرسول ' صلي الله عليه وسلم ' إذا فتح الله عليكم مصرفا ستوصوا بأهلهاخيرا فان لي فيهم نسبا وصهرا وإنهم في رباط إلي يوم القيامة فبعد هذا التاريخ العريق من التالف والترابط والحب والقوة لا يوجد احد علي شق وحدة الصف بين ابناء الشعب الواحد وستظل مصر وابنائها يدا واحدة وأمة واحدة فان مصر وطن يعيش فينا.