أكد السفير أشرف حمدي سفير مصر في لبنان أن وضع دستور جديد للبلاد وانتهاء المرحلة الانتقالية سوف يسهم في استعادة دور مصر علي الساحة العربية, وخاصة لبنان حيث تحظي القاهرة باحترام كل القوي السياسة وأطياف المجتمع اللبناني. وقال السفير أشرف حمدي - في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن العلاقات المصرية اللبنانية هي علاقات تاريخية ومميزة علي كل المستويات, مشيرا إلي أن مصر شريك تجاري مهم للبنان وتحتل المركز الثامن من حيث قيمة الصادرات إلي هذا البلد, كما أن لبنان مستثمر مهم في مصر.. لافتا إلي ان حدوث تراجع في الصادرات المصرية في السنوات الماضية يعد أمرا طبيعيا في ظل الوضع السياسي في البلدين. ولفت السفير إلي التقدير الذي تحظي به العمالة المصرية في لبنان حيث يبلغ حجم الجالية نحو 30 ألفا.. وقال إن العامل المصري في لبنان لديه ميزتين أساسيتين الأولي أنه لا ينخرط في العمل السياسي, مشيرا إلي أنه وقعت حالات فردية تماما اشتبه فيها بتورط مصريين في عمل إرهابي ولكن حالات لايزيد عددها عن واحد أو إثنين, من بين 30 ألف مصري, وهذا لايعتبر ظاهرة بل استثناء وأقل من استثناء. ووجه نصيحته للعمالة المصرية, قائلا ' نحن ضيوف في هذا البلد, ويجب أن نحترم قوانينه والقواعد السارية فيه, وأن ننأي بنفسنا عن الإنخراط في أي عمل يضر بالاستقرار في لبنان. وأضاف السفير أن العامل الثاني الإيجابي للعامل المصري أنه يؤدي الوظيفة وفقا للمعايير المهنية, مشيرا إلي أن هناك ضغوطا تتمثل في النزوح السوري الذي ينافس العمالة الأجنبية ومنها المصرية, وخاصة أن العمالة السورية مستعدة لقبول أجر أقل بكثيرمن العمالة المصرية. غير أنه توقع إنه إذا حدث تطور في الأزمة السورية أن يعود جزء من النازحين السوريين إلي لبنان وأن يستعيد سوق العمل اللبناني توازنه وأن يزيد الإقبال علي العمالة المصرية وخاصة أن لبنان يفترض أن يكون مقبلا علي طفرة اقتصادية خلال الفترة القادمة في حالة البدء في استشكاف النفط والغاز. وقال السفير أشرف حمدي إن السفارة تبذل جهودا كبيرا لحل مشكلات العمالة المصرية, والتفاوض مع السلطات اللبنانية للحصول علي ميزات للعمالة المصرية قد لاتحصل عليها معظم العمالة الأخري. وأشار إلي أن أبرز المشكلات التي تواجه العامل المصري في لبنان هو أنه أحيانا يدفع العامل حصة الكفيل اللبناني من الضمان الاجتماعي بالإضافة إلي حصته المقررة أصلا نتيجة التعقيدات البيروقراطية, واستغلال بعض الكفلاء للعمال, في حين أن العامل لايستطيع الاستفادة من منظومة الضمان الاجتماعي بشكل كامل. وأضاف أن المشكلة الثانية تتركزفي ان هناك تصنيف لأنواع العمالة لفئات أولي وثانية وثالثة, والوظائف غير المتخصصة غير مسموح لها باستقدام الأسر. كما لفت إلي أن من أبرز المشكلات كذلك هو تغيير العقود عما تم الاتفاق عليه في مصر, بعد أن يأتي العامل إلي لبنان, وبالتالي فأما ان يقبل بهذه الظروف الجديدة, أو أن يخاطر بتغيير الكفيل, وهذا يستلزم موافقة الكفيل الأول والجديد. وتابع السفير قائلا 'بعض المصريين يستغنون عن موافقة الكفيل الأول وهذا خطأ قانوني, وقد يتخذ إجراءات قانونية من قبل السلطات اللبنانية تجاههم وتوقيع عقوبة عليهم, وقد يتم ترحيلهم. وأشار إلي أن نصيحة وزارة القوي العاملة للعمالة المصرية بالخارج هي ضرورة إطلاع العامل علي شروط العمل وقواعد العمل والأجر وقواعد الالتزام بالعمل لدي الكفيل, وأن تكون موجودة في العقد وألا يتم استخدام مايسمي بالعقود المفتوحة والتي يتم عبرها جلب عقود وهمية للسفر إلي لبنان وبعد ذلك يتم البحث عن عمل فور وصول العامل المصري إلي لبنان. وحول وضع جامعة بيروت العربية.. قال السفير أشرف حمدي إن جامعة بيروت العربية هي جامعة لبنانية تستفيد من التعاون مع الجامعات المصرية, والمالك لها وقف البر والإحسان وهو لبناني, والتأثير الثقافي المصري فيها نابع من أن معظم الأساتذة من الجامعات المصرية. وأوضح أن العلاقة الإدارية بين جامعة بيروت العربية وجامعة الأسكندرية توقفت عام 2010, ولكن مازالت جامعة بيروت العربية منارة من منارات العلم في لبنان مستفيدة من تواجد عدد كبير جدا من الأساتذة المصريين, إذ أن نحو 80% من الطاقم العلمي للجامعة قادم من الجامعات المصرية ليس فقط جامعة الأسكندرية.وأشار السفير إلي أن جامعة بيروت العربية حققت طفرة علي الساحة اللبنانية عبر تواجدها في عدة أماكن منها العاصمة بيروت والضبية وطرابلس, وأدخلت تخصصات جديدة, ووسعت من عدد من المقبولين للدراسة بها. وحول الوضع في سوريا.. أكد السفير أشرف حمدي حرص مصر علي ضرورة الحفاظ علي الدولة السورية ووحدتها وكيانها, مطالبا بألا يتم تأخير الحل السياسي في سوريا بسبب مصالح او تأخر توافقات بين الدول العظمي بشأنها, لأن الشعب السوري هو الذي يدفع الثمن.