قال مسؤول في وكالة الأمن القومي الأمريكية أن رجال الاستخبارات يدرسون إمكانية العفو عن الموظف السابق في الوكالة إدوارد سنودن الهارب الي روسيا، مقابل تسليمه جميع الوثائق السرية التي سربها.وكانت وزارة الخارجية الأمريكية سبق وأن رفضت مرارا فكرة العفو عن سنودن، كما أشارت وكالة الامن القومي الأمريكية نفسها، الي أن تسريبات سنودن ألحقت ضررا ملموسا بالنسبة للأمن الأمريكي.لكن ريتشارد ليدجت الذي يترأس فريقا شكلته وكالة الأمن القومي للرد علي تسريب المعلومات السرية، قال في مقابلة مع قناة 'سي بي اس' بثت الأحد 15 ديسمبر/كانون الأول: 'رأيي الشخصي.. نعم، هذا الموضوع يستحق إجراء حوار حوله.. وأنا بحاجة الي ضمانات بأن ما تبقي من الوثائق 'يعني ما لم يتم نشره بعد' سيتم تأمينه. لكن مطالبي فيما يخص هذه الضمانات مرتفعة جدا، وهي أكبر من تعهده البسيط بهذا الشأن'.وعلي الرغم من أن الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف علقت علي تصريحات ليدجت، قائلة أنها ليست إلا رأي شخصي لأحد الموظفين، إلا أن محللين لفتوا الانتباه الي أهميتها علما بأن ليدجت يعتبر مرشحا أساسيا لشغل منصب نائب مدير وكالة الأمن القومي.ومن المتوقع أن يرحل المدير الحالي للوكالة كيث ألكسندر من منصبه الربيع القادم، بجانب نائبه جون أنغليس. وتجدر الإشارة الي أن نائب المدير هو أكبر مسؤول مدني في الوكالة.هذا وأضاف ليدجت في المقابلة أن تسريبات سنودن دفعت بقيادة الوكالة الي إجراء عشرات التعديلات علي عملياتها وعلي شبكاتها الالكترونية، للحيلولة دون تكرار مثل هذه التسريبات.وتجدر الإشارة الي أن سنودن الذي عمل سابقا لصالح وكالة الأمن القومي الأمريكية وتمكن من اختراق شبكاتها الالكترونية وسرقة نسخ لآلاف الوثائق السرية، سلم جزءا من الوثائق المسربة لصحفيين، بعد فراره الي هونغ كونغ، ومن ثم حاول الهرب الي أمريكا اللاتينية عبر موسكو. إلا أنه اضطر للبقاء في روسيا بعد أن ألغت واشنطن جميع جوازاته، ووافقت موسكو علي منحه حق اللجوء بعد أن ظل عالقا في المطار لمدة نحو شهر.ويصر سنودن علي أنه لم ينقل أية وثائق سرية معه الي روسيا، علي الرغم من أن حزمة الوثائق المسربة كانت تتضمن ما يتعلق بتجسس أمريكي علي روسيا، بجانب التجسس الالكتروني علي العديد من دول العالم وبالبعثات الدبلوماسية في الولاياتالمتحدة ورجال أعمال ومواطنين عاديين في مختلف البلدان.