الاتحاد السوفيتي يستمر في دعم الجيش المصري وفاء لتعهداته مع عبد الناصر 78 ألف طن أسلحة ومعدات أثناء حرب أكتوبر رغم مواقف السادات المعادية أبو العسكرية المصرية 'محمد فوزي' يكشف أسرار التجاذب والنفور بين القاهرةوموسكو بعد شهر واحد من سقوط حكم الإخوان.. وفي أول لقاء له مع صحيفة أمريكية.. تكلم الفريق أول عبد الفتاح السيسي كفلاح مصري يعتز بكرامته.. ويعلي كرامة مصر فوق كل اعتبار.. فوجه انتقادات حادة لردة الفعل الأمريكية لما جري في مصر.. متهما إدارة أوباما بتجاهل الإرادة الشعبية المصرية.. والتنكر للحقيقة.. وهو ما لا يمكن أن ينساه الشعب المصري.. وعندما أبلغوه أن واشنطن قررت تأجيل بيع أربع مقاتلات 'إف 16' لمصر، في تحرك رمزي يشير إلي استعدادها لمعاقبة الجيش المصري.. أبدي السيسي استهانته بما حدث.. وعلق بقوة.. قائلا: 'هذه ليست الطريقة التي يتم التعامل بها مع الجيش الوطني لمصر'.. لم يكن السيسي فيما قاله يعبر عن نفسه كقائد عام للقوات المسلحة.. ولم يكن يتحدث باسم الجيش فقط.. كان يتحدث باسم الشعب.. باسم كل مصري ومصرية.. ومن ثم انطلقت حناجر الملايين تهتف تأييدا له.. وتزمجر رفضا لأمريكا ومعونتها.. وسياستها.. وانفجرت ذكري جمال عبد الناصر، ومواقفه، وحسه الوطني، ورؤيته التي تؤكد الأيام دائما صوابها وصحتها.. انفجرت ذكري جمال عبد الناصر كعادة ودأب أهل مصر في العودة إليه.. واستدعائهم له ولأيامه عندما يعترض مسيرتهم عارض.. أو يلوح في الأفق من يتربص بهم.. أو يتجرأ عليهم.. ويبدأ الحس الشعبي.. ينسج رؤاه التي تصيب هدفها دائما.. وكان السؤال: لماذا التباعد بيننا وبين الأصدقاء التاريخيين.. أصدقاء عبد الناصر وشعب مصر، الذين تمتلئ مصر بآثار صداقاتهم تلك.. وقد زالت أسباب الجفاء المصطنعة، والمراوغة، والملتبسة، والكاذبة.. وقل ما شئت ويبدو أن أبواب السماء كانت مشرعة كما يقول أهل مصر.. ففي لحظة عاد كل شيء كما كان.. وكأن واحدا وأربعين عاما.. منذ اكتشف أنور السادات أن 99% من أوراق اللعب في يد أمريكا.. فقام بالاستغناء عن المستشارين العسكريين السوفيت والوحدات الصديقة في يوليو 1972.. وارتمي في أحضان أمريكا قد تحولت إلي لحظة عارضة.. مرت خلسة، ولم يشعر بها أحد.. 1 كان قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بتأجيل بيع أربع طائرات إيحاء بأن أمريكا يمكن أن تفكر في معاقبة الجيش المصري لأنها من يملك امداده بالسلاح أو تجريده منه.. ومن ثم سوف نترك كل جوانب العلاقة المصرية السوفيتية بعمقها ودلالاتها.. وآثارها المشهودة في مصر والتي يشعر بها كل مصري.. من أول السد العالي الذي يمثل في حد ذاته انتصارًا للإرادة المصرية في معركة ممتدة طالت أطرافها دولا عديدة في العالم.. ناهيك عن قلاع الصناعة الثقيلة مع 97 مشروعا عملاقا.. إلي آخر التعاون بندية والمعاونة الخالية من الغرض في مجالات الصناعة والتشييد والبناء والاستثمار والتنمية.. نترك ذلك كله ونعرج علي العلاقة المصرية السوفيتية في مجالات التسليح والدعم العسكري.. والمعاونة في بناء القوة المصرية خاصة عقب نكسة 1967.. معتمدا في ذلك علي الجهد التوثيقي الذي مارسه أبو العسكرية المصرية الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية الأسبق اعتمادا علي مفكرته اليومية وما يحرص علي تدوينه فيها يوميا.. ثم نشر كل ذلك في كتب ثلاثة علي قدر كبير من الأهمية 'الأعداد لمعركة التحرير 1967 1970' و'حرب الثلاث سنوات' المعروف بحرب الاستنزاف ثم 'حرب أكتوبر عام 1973 دراسة ودروس'. وقد 'شهدت العلاقات المصرية السوفيتية خلال هذه المرحلة تحولات مهمة في ضوء ما تعرض له الاتحاد السوفيتي من اتهامات تحمله جانبًا من وزر الهزيمة وتوريط مصر دون مبررات مؤكدة، خاصة فيما يتعلق بقضية الحشود الإسرائيلية علي الجبهة السورية والتي جاءت إشاراتها الأولي من موسكو يضاف إلي ذلك ما كان سائدا من اختلافات أيديولوجية عمقت من عناصر الحذر والتشكك في تعاملات الطرفين علي مدي سنوات طويلة برغم التعاون المتنامي في المجالات الاقتصادية.. والثقافية اضافة إلي العسكرية منذ توقيع صفقة الأسلحة التشيكلية عام 1955.. وكان علي الطرفين أن يعدلا من سلبيات الخلفية الذهنية الكامنة وراء تعاونهما المشترك.. ومن ثم فقد ارتكز التعاون المصري السوفيتي علي مجموعة من المصالح المتبادلة التي يحرص كل طرف علي تحقيقها ويدرك قدرة الطرف الثاني علي الوفاء بها.. ودون الخوض في تلك المصالح وتفصيلاتها.. فقد عمل الزعيم عبد الناصر علي الافادة القصوي من المعونات العسكرية والاقتصادية التي ساهمت في استمرار الصمود المصري والسوري في مواجهة السياسات الصهيونية والأمريكية.. وانطلاقا من هذه المواصفات فقد كان أول ما يمكن عمله هو تعويض خسائر معركة 1967.. وكانت الخسائر فادحة.. فقد بلغت الخسائر في الأفراد 4% من قوة الطيارين.. أما بالنسبة للقوات البرية فقد بلغت 17%، كما بلغت الخسائر في المعدات 85% بالنسبة للقوات الجوية والدفاع الجوي، و85% بالنسبة للقوات البرية.. وكانت خسائر القوات الجوية بالتفصيل: القاذفات الثقيلة 100%، القاذفات الخفيفة 100%، المقاتلات القاذفة والمقاتلة 85%.. وعن طريق الصليب الأحمر الدولي تم حصر الشهداء والأسري والمفقودين.. وكان الرقم الاجمالي 13.600 فرد، عاد منهم 3799 أسيرا '481 ضابطا و 3280 جنديا و 38 مدنيا' مقابل 219 فردا إسرئيليا تمت عملية مبادلتهم بهم في يناير 1968.. أما بقية المفقودين وعددهم 9.800 مفقود.. فقد أعلن استشهادهم عام 1971.. علما بأن معظم الخسائر سواء في الأفراد أو المعدات تمت خلال الانسحاب العشوائي بقرار منفرد من عبد الحكيم عامر.. ومن مفكرة الفريق أول فوزي فقد سارع الاتحاد السوفيتي إلي امداد مصر بالأسلحة والمعدات ابتداء من يوم 9 يونيو 1967، أي في اليوم الرابع لبدء الحرب.. وكانت بداية ذلك الدعم 31 طائرة ميج 21 و93 طائرة ميج 17 منقولة جوا عن طريق يوغوسلافيا واستمر ذلك الدعم عن طريق النقل الجوي بطائرات الانتينوف 22 وعن طريق النقل البحري.. فقد وصلت خلال الشهر الأول بعد الهزيمة إلي 544 رحلة جوية، 15 باخرة نقل بحري كونت 48 ألف طن أسلحة ومعدات عسكرية تعويضا عن خسائر القوات المسلحة في معركة يونيو 1967 ولم يطالب الاتحاد السوفيتي بثمن تلك المعدات والأسلحة. كما سارعت المانياالشرقية وبولندا ويوغوسلافيا بارسال طائرات قتال ميج 17 وأسلحة ومعدات مدفعية مضادة للطائرات.. وأجهزة اتصال لاسلكية وعربات نقل ومعدات عسكرية أخري.. وفي يوم 16 يونيو 1967 وصل وفد عسكري سوفيتي كبير بقيادة الجنرال لاشنكوف للمساعدة في استقبال المعدات والأسلحة من المواني البحرية والجوية وتوزيعها علي وحداتنا العسكرية التي بدأ محمد فوزي في إعادة تجميعها وتنظيمها لإنشاء أول خط دفاعي غرب قناة السويس.. وكان هذا الوفد بداية لأعداد كبيرة من الخبراء السوفيت تغير اسمهم بعد ذلك ليكونوا 'مستشارين' عسكريين من مختلف الرتب وعلي درجة عالية من الخبرة والكفاءة القتالية والفنية. وبعدها بأيام وبالتحديد في 21 يونيو 1967 وصل الرئيس بدجورني ومعه مارشال الاتحاد السوفيتي 'زخاروف' لإجراء مباحثات سياسية وعسكرية مع الرئيس عبد الناصر ومساعديه حددت معالم جديدة لعلاقات استراتيجية بين مصر والاتحاد السوفيتي بدأت بالاتفاق علي هدف واضح وهو 'إزالة آثار العدوان' وإعطاء القوات المسلحة المصرية الأولوية في الدعم العسكري السريع، والحديث، والمتطور كي تتمكن من إعادة بناء قواتها من جديد علي أسس علمية وروح معنوية عالية مع اشتراك الاتحاد السوفيتي بالمستشارين والخبراء بالعدد الذي يتم الاتفاق عليه بين المارشال زخاروف والفريق أول فوزي علي أن تكون الأولوية للقوات الجوية والدفاع الجوي.. سواء بالنسبة للأسلحة والمعدات وإعداد الطيارين المقاتلين.. وقد طلب الرئيس عبد الناصر زيادة قطع الاسطول الروسي في شرق البحر الأبيض المتوسط حتي يتوازن الوجود السوفيتي البحري مع الاسطول السادس الأمريكي الذي تعتبره اسرائيل الاحتياطي الاستراتيجي لقواتها. -2- واضح لكل ذي عقل وعينين أن الاتحاد السوفيتي لم يلعب دور تاجر السلاح.. ولم يكن ذلك في مخيلته.. بل كان مهموما بما جري لمصر كدولة صديقة لها قيمتها واعتبارها.. ويمثل وجودها كدولة قوية، مستقلة دعما أساسيا للقوي المعادية للاستعمار.. وسندا عضويا لخط الدفاع ضد النفوذ الأمريكي، وتسلط إسرائيل علي شعوب المنطقة.. ولنا أن نتصور مدي المصداقية عندما يسارع رئيس الاتحاد السوفيتي بزيارة مصر عقب العدوان الصهيوني الأمريكي مباشرة ومعه مارشال الاتحاد السوفيتي الأشهر زخاروف الذي قرر البقاء في مصر حتي ينتهي من مساعدتنا مع المستشارين السوفيت في بناء خط الدفاع الأول غرب القناة والاطمئنان علي فاعليته وقوته، ومرونة خطط نيرانه.. ودوران عجلة البناء في إنشاء وتكوين القوات المسلحة المصرية الجديدة التي ارتاح لتنظيمها وقياداتها ومعنوياتها.. وقد اضطره ذلك إلي البقاء في مصر لما يقارب الخمسة أشهر، حيث لم يغادر إلي موسكو إلا في نوفمبر 1967 بعد الانتهاء من إنشاء أو خط دفاعي غرب القناة.. وبعد أن اطمأن وراجع قدرة القوات المسلحة الجديدة التي أصبح قوامها الجندي المثقف خريج الجامعة القادر علي استيعاب واستخدام الأسلحة الجديدة في أقل وقت ممكن.. كما راجع الجدية.. وقوة الإرادة والتصميم بالنسبة لقادة القوات المسلحة.. لأن مصر حقيقة كانت تهمهم.. -3- سوف يسجل التاريخ ما جري بين مصر والاتحاد السوفيتي عقب هزيمة 1967.. وذلك النوع من التعاون النادر.. والحرص الشديد علي العبور بمصر من محنتها.. وسوف يذكر التاريخ ما جري خلال لقاءات القمة الخمس التي بدأت عقب الهزيمة مباشرة وكان أولها يوم 21/6/1967 عندما وصل الرئيس بدجورني ومعه مارشال الاتحاد السوفيتي الأشهر 'زخاروف' للقاء الرئيس عبد الناصر، وكان اللقاء الثاني في موسكو 29/6/1968.. كما كان اللقاء الثالث في موسكو أيضا أواخر عام 1969 أما اللقاء الرابع فتم في 22/1/1970 في موسكو.. وتبعه اللقاء الخامس في 29/6/1970 أي قبل رحيل عبد الناصر بثلاثة شهور. ويشهد الفريق أول محمد فوزي في مذكراته أن السوفيت لم يستغلوا حاجتنا الملحة إليهم بعد معركة 67 ليحصلوا علي مزايا أو تنازلات أيديولوجية من الرئيس عبد الناصر.. إذ كانت العلاقة من جانبين هناك مصلحة سوفيتية أكيدة في صداقة مصر وهناك مصلحة أخري مقابلة لمصر في كسب تعاون الاتحاد السوفيتي وصداقته والذي يحكم هذه العلاقة في النهاية هو المدي الذي تتمكن فيه مصر من استثمار تبادل المصالح.. في اللقاء الأول الذي شمل تقديم الدعم العاجل الذي أشرنا إليه.. شهد أيضا مناقشة الوضع الاقتصادي بعد الهزيمة وقد عرضه مفصلا زكريا محيي الدين نائب الرئيس وأمكن تحديد مدي التعاون والدعم الاقتصادي مع الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية.. وفي الاجتماع الأول نفسه طلب الرئيس عبد الناصر بحث مسألة امدادنا بطائرات مقاتلة قاذفة بعيدة المدي حتي يمكن ردع إسرائيل، كما طلب عقد اجتماع متخصص بين زخاروف وفوزي لتحديد مطالب القوات المسلحة العاجلة بالتفصيل مع مناقشة حجم وتنظيم القوات المسلحة اللازمة لتحقيق الأهداف العسكرية التي تحددت سياسيا في أول الجلسة.. كما أكد ضرورة تحديد زمن وصول الأسلحة والمعدات المطلوبة.. يقول فوزي إنه عقد اجتماعا مع زخاروف استغرق أربع ساعات شارك فيه رئيس هيئة الأركان وقادة الأفرع الرئيسية ورؤساء هيئات القيادة العامة وقادة الأسلحة.. واسفر الاجتماع عن كشف كبير جدا من الأسلحة والمعدات الحديث وأمام كل نوع ميعاد التوريد.. وفي اليوم التالي أبلغ زخاروف الرئيس عبد الناصر بقرارات القيادة السوفيتية واستجابتها لكافة مطالب مصر بالنسبة لاحتياجات جميع فروع القوات المسلحة التي تسلمها الرئيس بدجورني أو التي اتفق عليها مع زخاروف ومن بينها 40 طائرة ميج 21 المتطورة.. وايفاد 1200 مستشار سوفيتي في كافة التخصصات العسكرية.. و120 طيارا لتدريب طيارينا علي الطائرات الجديدة.. ودعم القوات الجوية بطائرات السوخوي الجديدة. ويعلق فوزي: 'واستمر الرئيس جمال عبد الناصر يقود ويدفع ثلاثة اتجاهات رئيسية بجهد شخصي خارق بمعدل 16 18 ساعة عمل يوميا في شئون القوات المسلحة، وصراعها في البناء وقتال العدو في وقت واحد، وفي السياسة الخارجية، وفي العمل الداخلي والشعبي خاصة في التنمية والاستثمار.. وكان هذا الجهد مثلا تاريخيا في المثابرة والقدوة الحسنة لجميع القيادات العسكرية والسياسية والشعبية مضحيا بصحته التي بدأت تتأثر نتيجة لهذا الجهد.. بالاضافة إلي التأثير النفسي للهزيمة الذي ظل ملازما له حتي النهاية'.. -4- مع بداية عام 1968، وبعد النجاح الذي حققته خطه إعادة تنظيم وبناء القوات المسلحة خلال الشهور القليلة التي أعقبت هزيمة يونيو 1967، أخذ هدف تحرير الأرض يكتسب قوة دفع أكبر في كافة المجالات.. وزاد تدفق الأسلحة والمعدات السوفيتية الجديدة حتي بلغ ذروته عام 1969، ففي ذلك العام وحده كما يقول فوزي تلقينا أسلحة ومعدات سوفيتية تعادل مجموع ما ورده إلينا الاتحاد السوفيتي خلال اثني عشر عاما '1955 1967'.. كما تزايد نشاط القوات المسلحة الايجابي سواء في استكمال حجم تشكيلاتها الميدانية وتدريبها تدريبا عنيفا وعمليا بمعاونة المستشارين السوفيت أو في قتال العدو علي الجانب الشرقي في سيناء بعمليات دوريات قتالية جريئة تنتج عنها خسائر في الأفراد والمعدات وخفض معنويات العدو.. وتصاعدت عمليات الجبهة.. وعمليات القوات الجوية وعمليات القوات الخاصة ضد إسرائيل.. وفي أواخر عام 1969 قدم فوزي تقريره الذي أشار فيه إلي التطور الذي طرأ علي القوات المسلحة وعلي الموقف برمته.. ثم أشار إلي عدم استكمال قوات الدفاع الجوي والقوات الجوية لتغطية مطالب الخطة حتي ذلك الوقت.. ومن ثم كان اللقاء الثالث في موسكو نهاية العام نفسه.. وفيه تحدث الرئيس السوفيتي بريجينيف مؤكدا مساعدة الاتحاد السوفيتي للجيش المصري ليصبح قادرا علي تحرير سيناء.. كما أبدي اهتماما كبيرا بما جاء في تقرير فوزي واستعداد بلاده لتدريب أعداد كبيرة من الطيارين المصريين في الاتحاد السوفيتي مع ارسال 60 طيارا سوفيتيا إلي مصر كخبراء.. وبالنسبة لضعف الدفاع الجوي تقرر إرسال مجموعة كبيرة من الصواريخ الحديثة سام 3 ومعها أطقمها الكاملة لتدريب الجنود المصريين عليها، كما أكد استعداد موسكو لتدريب أطقم صواريخ سام 3 والتي تحتاج إلي 6 شهور.. كما تقرر ارسال صواريخ سام 3 الكافية للدفاع عن المدن الرئيسة في عمق مصر ترافقها أطقم سوفيتية في حدود 100 جندي سوفيتي لتشغيلها في المرحلة الأولي من عملها.. في ذلك الوقت ومع بدايات عام 1970 بدأت الغارات الإسرائيلية تهدد العمق المصري.. عن طريق الطيران المنخفض والتسلل من ثغرات شبكة الرادار العامة.. واستهدفت تلك الغارات أهدافا عسكرية واقتصادية ومدنية في عمق مصر.. في التل الكبير وحلوان والمعادي ودهشور وأبوزعبل والخانكة وشرق القاهرة ورغم خسائرها البسيطة إلا أن التأثير النفسي كان كبيرا.. وقرر الرئيس عبد الناصر السفر إلي موسكو للقاء القمة الرابع في 22/1/1970.. وفي ذلك اللقاء حصلت مصر علي الامدادات التالية: 32 كتيبة صواريخ سام 3 كاملة بأجهزتها ومعداتها وأطقمها السوفيتية مكونة فرقة دفاع جوي كاملة.. 85 طائرة ميج 21 معدلة جديدة بأجهزتها ومعداتها بطياريها السوفيت مكونة 3 لواءات جوية كاملة. 50 طائرة سوخوي 9. 10 طائرات ميج تدريب. 4 أجهزة رادار 'ب 15' للعمل ضد الطيران المنخفض. 50 موتورا جديدا '511' لطائرات الميج 21 الموجود في مصر تطويرا للطائرة ميج 21. كانت الصفقة تمثل دعما لم يقدم مثله الاتحاد السوفيتي لأحد.. وكان التواجد السوفيتي علي هذه الصورة ردعا سياسيا وعسكريا لكل من إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية.. وإشارة إلي أن البلطجة الاسرائيلية المدعومة من أمريكا يجب أن تتوقف فلن يصبح العمق المصري مستباحا بعد اليوم.. وتأكد كل ذلك عندما حدث اعتراض جوي يوم 18/4/1970 في منطقة عتاقة جنوبالسويس لتشكيل جوي اسرائيلي كان متجها لضرب أهداف في العمق المصري.. وقد اكتشف أن من اعترضه تشكيل جوي سوفيتي تم تمييزه من سماع اللغة الروسية.. فلم يحاول التشكيل الإسرائيلي الاشتباك.. وعاد من حيث أتي.. وأوقفت إسرائيل خطط ضرب أهداف في العمق المصري من وقتها.. وبدأت تصعيد حملة دعايئة هستيرية ضد الوجود السوفيتي في مصر.. -5- كانت الخطوة الضرورية بعد وصول الصواريخ سام 3 والطائرات الجديدة ميج 21 المعدلة.. والدعم الجوي.. وحماية العمق المصري.. هي البدء في بناء شبكة الدفاع الجوي في جبهة القتال لحماية الجيشين الثاني والثالث خاصة بعد قرارهما بتصعيد العمليات العسكرية ضد إسرائيل.. والتي ستكون غطاء منيعا للغاية ضد الطيران الاسرائيلي عندما يحين الوقت لعبور قواتنا لقناة السويس وتحرير الأرض.. وأعلن آلون نائب رئيس وزراء اسرائيل أنهم لن يسمحوا بذلك لأنه سوف يقلب موازين القوي.. وأن إسرائيل سوف تبذل كل ما لديها لمنع إقامة شبكة الدفاع الجوي المصري سام 3 في غرب القناة.. وبالفعل تفرغ الطيران الاسرائيلي للعمل ضد مواقع الصواريخ وتحول الصراع إلي معارك عنيفة لا تتوقف بين إرادتين مصرية مصممة علي بناء قواعد الصواريخ مهما كلفها ذلك من جهد وتضحيات.. واسرائيلية تحاول منع قيام حائط الصواريخ غرب القناة.. وقد تغلبت الإرادة المصرية بعد جهد وتضحيات ونجحت في اقامة حائط الصواريخ غرب القناة.. وبدأ سقوط الفانتوم.. والسكاي هوك وأسر الطيارين.. ومن خبرة تلك المعارك لوحظ أن طائرات العدو مزودة بأجهزة الكترونية ضد صواريخنا مما يلزم معه اطلاق عدد كبيرة من الصواريخ ضد طائرة معادية واحدة.. كما لوحظ وجود نظام الكتروني لدي إسرائيل للتشويش والاعاقة ضد وسائل دفاعنا الجوي وقواتنا الجوية مما يعني تفوق العدو علينا في ذلك المجال.. خاصة مع اقتراب استكمال استعداد قواتنا لتنفيذ خطة تحرير الأرض.. وقرر الرئيس عبد الناصر السفر إلي موسكو في لقاء خامس يبدأ من 29/6/1970 قبل رحيله يرحمه الله بثلاثة أشهر وكان برفقته وفد تم اختياره بدقة.. يضم علي صبري، محمود رياض، محمد فوزي.. ومحمد حسنين هيكل.. وكان اللقاء الخامس أهم تلك اللقاءات وأكثرها حسما.. وبدأ بعرض للموقف العسكري أكد فيه الرئيس تعرض قواتنا علي الجبهة لغارات كثيفة جدا من طائرات الفانتوم الأمريكية المجهزة بمعدات الكترونية متطورة للغاية.. ورغم الخسائر الكبيرة إلا أن الروح المعنوية عالية جدا.. والثقة في قدرتنا لا حدود لها.. موضحا أن القوات المصرية حاليا ثلاثة أرباع المليون مقاتل سوف ترتفع أواخر 1970 إلي المليون.. ومشكلتنا الآن في تلك الأجهزة الالكترونية.. كما أن طائرات الميج 21 لا يمكنها البقاء في الجو مدة طويلة مثل طائرات الفانتوم.. وكانت مطالب عبد الناصر واضحة ومحددة إمدادنا بأجهزة الحرب الالكترونية المتطورة، والقاذفات الثقيلة.. واستكمال شبكة الدفاع الجوي بالصواريخ عن صعيد مصر خاصة أسوان لحماية السد العالي.. بالاضافة إلي بعض المعدات والتجهيزات التي سوف يقررها المارشال جريشكو مع الفريق أول فوزي.. وفي اليوم التالي بدأ اللقاء الثاني وابتدره المارشال جريشكو بتهنئة الرئيس عبد الناصر بنجاح قوات الدفاع الجوي المصري في اليوم السابق في اسقاط 13 طائرة منها 6 فانتوم وأسر 9 طيارين.. ثم قرأ الرئيس برجينيف قرار القيادة السوفيتية بالاستجابة لمعظم الطلبات المصرية.. والتي يصل ثمنها بتقديرات وقتها إلي نحو 400 مليون دولار تقرر تخفيضها عند الدفع بما قيمته 50% وأن الأسلحة والمعدات الالكترونية سوف تصل إلي مصر طبقا لجدول زمني تم الاتفاق عليه بين الجانبين.. أما باقي الأسلحة والمعدات فسوف يكتمل وصولها قبل نهاية 1970.. أما عن الطائرات قاذفة القنابل.. 'ت ي 16 س' فيحسن تأجيل ارسالها حاليا لأنه قد يسبب مضاعفات دولية.. وكانت تلك المضاعفات كما علم الوفد المصري هي الخشية من إمداد أمريكا لاسرائيل بأسلحة تؤثر علي منظومة الدفاع الجوي المصري وفي ذلك قال الفريق أول فوزي: 'كنت قد اتفقت مع المارشال جريشكو في موسكو علي تجهيز مطاري أسوان، ووادي سيدنا لاستقبال لواء جوي قاذف ثقيل مكون من 10 طائرات 'ت ي 16 س'، كما اتفقت معه علي تفصيلات تمركز وإدارة عمليات هذا اللواء مع تحديد الأهداف المقصودة داخل إسرائيل بعد معرفة بعض القيود الخاصة بهذه الطائرة'.. ونفذ السوفيت تعهداتهم بكل دقة وتم إمداد القوات المسلحة المصرية بنظام كامل لأجهزة الحرب الالكترونية المتطورة لمنطقة القناة وأخري للمنطقة المركزية.. كما تم توريد لواء كامل سام 6 بأطقم سوفيتية وأجهزة إدارة نيرانه الالكترونية، وأجهزة رادار إنذار وتوجيه خاصة به.. ووصل هذا اللواء كاملا بأفراده السوفيت جوا إلي أسوان للدفاع عن السد العالي وخزان أسوان ضد هجوم طائرات العدو متوسطة الارتفاع والمنخفضة.. كما تم توريد 4 طائرات ميج 25 حديثة.. وهي أول مرة تصل إلي مصر لدعم الاستطلاع التعبوي والاستراتيجي لقدرة هذه الطائرات علي الاستطلاع علي ارتفاعات عالية جدا وقد تمركزت في قاعدة غرب القاهرة.. كما أمدنا السوفيت في نفس الوقت بطائرات استطلاع استراتيجية بهدف إمدادنا والاسطول السوفيتي في البحر الأبيض.. المتوسط بالمعلومات الاستراتيجية في المنطقة.. وقد تمركزت في مرسي مطروح.. كما بدأ توريد معدات العبور من الكباري المتحركة والمنقولة علي عربات.. كما أفرز الاتحاد السوفيتي 3 فرقاطات علي كل منها سرية من جنود الانزال البحري وعليها صواريخ سام 6 مثل النوع الذي وصل إلي أسوان، وتمركزت في مدخل ميناء بورسعيد وتعاونت أسلحتها وصواريخها مع نظام الدفاع الجوي الموجود في تلك المنطقة من الجبهة.. -6- لعل أحدا لا يقدر ذلك الجهد الجبار الذي بذله الجانبان المصري والسوفيتي لاستقبال والتعامل مع ذلك الكم الهائل من الأسلحة المتطورة.. فقد تم تجهيز مطاري أسوان ووادي سيدنا بعد تحويل الطيران المدني من أسوان إلي مطار دراو حيث تم عمل الدراوي 'جمع دورة' للطائرات القاذفة الثقيلة، وإنشاء مخازن أسمنتية تحت الأرض وتركيب قضبان سكة حديد إلي هذه المخازن مع إنشاء ملاجئ كثيرة للأفراد الفنيين السوفيت، وملاجئ للصواريخ الخاصة بالقاذفات الثقيلة.. وكان الصاروخ يماثل طائرة ميج 15 شكلا ووزنا.. كما تم تجهيز ملاجئ لقطع الغيار والأجهزة الفنية الأخري الخاصة بالمواصلات اللاسلكية والأجهزة الالكترونية الخاصة بهذه الطائرات.. ووصلت كافة التجهيزات والمساعدات والأجهزة، ورأس الصاروخ نفسه الذي يزن طنا كاملا.. والأطقم الفنية السوفيتية التي استقبلت كل ذلك.. وقد استلزم كل ذلك جهودا جبارة وتفاصيل لا حدود لها.. ناهيك عن ضمانات الأمن والسرية الكاملة.. وليكن معلوما أن الطائرات القاذفة الثقيلة من نوع 'ت ي 16 س' الصاروخية يمكنها أن تصيب هدفها من بعد 100 150 كيلو مترا قبل الوصول إلي الهدف الكترونيا.. ومما يتوجب ذكره.. أن صواريخ سام 6، وطائرات الميج 25، وفرقاطات بورسعيد، وطائرات الاستطلاع الاستراتيجية.. لم تدخل في صفقة الأسلحة التي تمت مع الاتحاد السوفيتي خلال لقاء القمة الخامس.. وانما احتسبها الاتحاد السوفيتي معارة للقوات المسلحة المصرية والدفاع الجوي.. ومن ناحية القيادة والسيطرة فقد وضعت تحت القيادة العامة المصرية.. ولم يقتصر الدعم بالسلاح والمعدات لمصر علي الاتحاد السوفيتي- كما يقول محمد فوزي- فقد ساهمت جميع الدول الشرقية في دعم قواتنا المسلحة بعد معركة يونيو 1967 كمعونة مثل ما حدث مع يوغوسلافيا وألمانيا الديمقراطية، أما الصفقات الكبيرة التي تمت فكانت مع تشيكو سلوفاكيا الأولي أوائل 1968 عن دبابات ومقطوراتها في حدود 100 مليون جنيه والثانية أوائل 1969 من العربات المدرعة 'توباز' في حدود 182 مليون جنيه بالإضافة إلي صفقة أجهزة إدارة نيران مدفعية 57مم مضادة للطائرات من المجر. وهكذا.. عندما حل النصف الثاني من عام 1970 كانت استعدادات القوات المسلحة قد استكملت وأصبح في مقدورها التحرك لتحرير الأرض. ويحرص محمد فوزي علي التنبيه إلي وجود 1200 مستشار تم توزيعهم علي جميع وحدات وتشكيلات القوات المسلحة حتي مستوي الكتيبة المشاة وما يعادلها.. أما في القوات الجوية فكان لكل سرب جوي مستشاره.. ولم تتحمل مصر أي تكاليف مادية للمستشارين السوفيت سوي تكاليف المأكل والمسكن والأفرول.. أما مرتباتهم الشهرية وتكاليف سفرهم فكانت علي وزارة الدفاع السوفيتي.. ويقول فوزي إنهم كانوا خبراء حقيقيين في أسلوب التدريب القناع، والتخطيط للعمليات، وإعداد مسرح العمليات كما كانوا يتميزون بقدرتهم الجسمانية، والصبر.. وقد استشهد منهم نحو أكثر من عشرين مستشارا خلال حرب الاستنزاف. أما الخبراء السوفيت فلم تكن لهم علاقة بالخبراء.. وتم التعاقد معهم من خلال وزارة التجارة الخارجية بالاتحاد السوفيتي بمكافأة شهرية من مصر '192 جم'.. ولم يزد عددهم في أي وقت علي 300 خبير عملوا في ورش القوات الجوية والصواريخ والمعدات الفنية المعقدة. وكان هناك من أطلق عليهم أفراد الواحدات الصديقة.. وهم أفراد وحدات الصواريخ سام 3، وأسراب الدفاع الجوي الميج 21، وأفراد لواء صواريخ سام 6 في أسوان، وأفراد وحدات الحرب الإلكترونية في المنطقة المركزية، وأطقم 3 فرقاطات في بورسعيد، وأطقم في طائرات ميج 25، وأطقم طائرات الاستطلاع الاستراتيجية، وأطقم تجهيز وإعداد لواء القاذفات الصاروخية في أسوان، والأفراد الفنيين والإداريين الملحقين بهذه الوحدات وجميعهم لا يزيد عددهم علي 5500 فرد، وهم أصلا ضباط وجنود من القوات السوفيتية العاملة، حضروا بمعداتهم وأسلحتهم وعرباتهم وأجهزتهم إلي مصر اعتبارا من مارس 1970 وتمركزوا في المواقع التي حددت لهم استكمالا لخطة الدفاع الجوي عن العمق، بطلب من الرئيس ناصر لحين تمكين قوات الدفاع الجوي والقوات الجوية من استكمال تدريبهم وإعدادهم، وكان علي مصر إيواءهم وإعانتهم في مواقعهم المحددة في إنحاء الجمهورية.. وكانوا يرتدون الكاكي دون علامات مميزة أو رتب.. علي الرغم من تدهور العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد السوفيتي- دون سبب معقول- وبعد قيام السادات بالاستفتاء 'أو طرد علي حد قوله' المستشارين العسكريين والوحدات الصديقة في يوليو 1972.. فقد استمر الاتحاد السوفيتي في توريد احتياجات القوات المسلحة لخوض معركتها.. وفاء لتعهداته مع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.. وقد استمر وصول الدعم السوفيتي لمصر وسوريا حتي خلال العمليات العسكرية.. فعلي الرغم من ورود صفقة سلاح متميزة في مارس 1973 ضمت نوعيات جديدة من الأسلحة والمعدات تدخل القوات المسلحة المصرية لأول مرة مثل الدبابة ت 62، والعربة المدرعة المقطورة، والمدفع الميداني طويل المدي 'سكود' ووحدات الصواريخ سام 6 المتحرك ضد الطيران المتوسط والمنخفض، والطائرة السوخوي 9، 17، والميج 23، والطائرة القاذفة الثقيلة الصاروخية المشار إليها سابقا.. كما حرص الاتحاد السوفيتي- رغم كل شيء- علي إعادة بعض من الأسلحة الضرورية التي كانت موجودة قبل 'الطرد' مثل سرب الميج 25 للاستطلاع التعبوي الاستراتيجي، كما زاد عدد الدبابات وصواريخ سام 3، سام 6، وسام 7 المعدل للدرجة التي أصبح فيها الدفاع الجوي قوة ذات فاعلية لا تقهر. أما خلال الحرب فقد بدأ الجسر الجوي السوفيتي لمصر وسوريا بواقع 900 رحلة جوية حملت نحو 15 ألف طن معدات وأسلحة، بالإضافة إلي 63 طنا عن طريق النقل البحري لتصل الإمدادات.. إلي 78 ألف طن قد اشتركت جميع الأسلحة والمعدات السوفيتية والمنقولة جوا وبحرا في العمليات وكان بينها كوبري نقل مما رفع كفاءة، كباري العبور.. كما وصل يوم 9/10/1973 عدد 4 طائرات ميج 25 تمركزت في نفس مواقعها السابقة بمطار غرب القاهرة ومعها 400 فرد سوفيتي بين طيار فني وإداري.. ثم 2 مدفع ميداني صواريخ أرض أرض طويل المدي 'سكود' بمدربين سوفيت.. إلي جانب اللواء الثالث صواريخ سام 6.. وعلي عكس ما جري مع الدعم الأمريكي لإسرائيل فلم يشارك في الحرب وإنما جري إحلاله محل الاحتياطي الذي هاجم سوريا.. ولكن السادات- لغرض في نفسه- ادعي أنه غير قادر علي مقاتلة أمريكا.. ثم زاد الأمر سوءا فقال إن حرب أكتوبر هي آخر الحروب.. وقيد القوات المسلحة بقيود يعرف هو أسرارها عندما كلفهم بالعبور واحتلال '10 سنتميتر فقط'، من الضفة الشرقية.. وبعدها سوف يتصرف هو.. وهو مايشي بما تحدث عنه الناس بعد ذلك مشككين في نواياه.. والتي اتبدأت بالاستغناء عن الصديق الوفي الشريف.. العائد اليوم من جديد إلي دفء العلاقات الشريفة.. والسلوك الإنساني، والنهج المتحضر.. دفاعا عن إنسانية الإنسان في مواجهة أمريكا وأذنابها.. لو كنتم تعلمون.. وربما تكون لنا عودة.