تخضع جائزة نوبل أحيانا لتوجهات معينة 'سياسية غالبا'، في مجال الادب، لكنها تخضع طوال الوقت للتوجهات والرغبات والأهواء في مجال السلام !، فقد مُنحت الجائزة لبارك أوباما في 2009 بناء علي نواياه المستقلبية لتحقيق السلام، الرجل لم يكن قد فعل أي شئ يخص النزعات أو القضايا الشائكة والمتأزمة حول العالم و أبرزها هي قضية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، بل حتي هذه اللحظة لم يفعل شئ، لكن بالرغم من ذلك فقد نال الجائزة ! تاريخ جائزة نوبل للسلام لم يكن يوما مثل نظيراتها في المجالات الاخري، فقد جمعت بين مهندس الحرب علي فيتنام هنري كسنجر و الفيتنامي الثائر 'لي دوك ثو' الذي رفضها، جمعت بين نيلسون مانديلا بطل مواجهة الفصل العنصري، و فريدريك دي كليرك ذاك الذي غضب شعبه لعدم أحقيته في الجائزة، جمعت بين أنور السادات الذي حارب لتحرير أرض وطنه ثم عقد معاهدة سلام.. و إسحق رابين الذي إغتصب الأرض ! كان للمؤسسات نصيب لا بأس به من الجائزة، ففي 2005 مُنحت لوكالة الطاقة الذرية، تلك الوكالة التي لم تستطع الوقوف في وجه الالة العسكرية الغربية التي غزت العراق بحثاً عن أسلحة وهمية لم تعثر عليها حتي ألان، بينما تنسي أو تتناسي الوكالة الأسلحة النووية التي يمتلكها الكيان الصهيوني. الاتحاد الاوربي أيضا حصد نوبل للسلام لكن ليس علي نواياه لتحقيق السلام كباراك أوباما، لكن علي سلام لم يحققه الاتحاد بقدر ما حقق من فتن و نزاعات في كل أرجاء العالم، واضطرابات واحتجاجات في العديد من الدول، في سبيل تأمين سيطرته علي موارد الدول الفقيرة وبقائها كأسواق مفتوحة امام بضائعه. مؤخرا فازت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، المشرفة الآن علي إزالة الأسلحة الكيميائية السورية بالجائزة، السؤال الذي طرأ في ذهني بمجرد معرفة الخبر: أين كانت هذه المنظمة عندما إستخدم النظام السوري السلاح الكيماوي ضد شعبه؟!، وهل الجائزة قد مُنِحَت الي هذه المنظمة بناءاً علي نواياها الحسنة للتخلص من كيماوي سوريا، خاصة وأن الترسانة الكيماوية السورية مازالت قائمة حتي لحظة كتابة هذه السطور؟!، في رأيي أنه كان من باب أولي أن يتم حجب الجائزة بدلاً من الاستمرار في إهدار قيمتها من خلال المنح المتواصل بناءاً علي النوايا الحسنة والسلام الوهمي. في تاريخ نوبل للسلام ستبقي نقاط مضيئة مثل: نيسلون مانديلا/مارتن لوثر كينج/الام تريزا / انور السادات / توكل كارمان / محمد يونس وغيرهم، ومن المنظمات: أطباء بلا حدود / الصليب الأحمر، لكن في نفس الوقت ثمة نقاط غريبة 'قلْ مظلمة': هنري كيسنجر/ شمعون بيريز/الاممالمتحدة /اسحق رابين/ والاتحاد الاوربي !