ما زالت الأوساط التعليمية والاتحادات الشعبية ولجان أولياء الأمور في القدسالمحتلة تبذل جهودها لإلغاء قرار بلدية الاحتلال بتغيير المنهاج الفلسطيني في بعض المدارس العربية التابعة لبلدية الاحتلال واستبداله بالمنهاج الصهيوني. وكان قرار البلدية الرامي لتغيير المنهاج في عدد من المدارس المقدسية قد أثار استياء واسعا في الأوساط المقدسية، التي اعتبرته تعديا علي الثقافة والفكر والتاريخ الفلسطيني، وقررت إفشال هذا المخطط الصهيوني بكل الوسائل. وفي هذا السياق، قال سمير جبريل مدير التربية والتعليم في القدسالمحتلة إن الوزارة بالتعاون مع أولياء الأمور والناشطين التربويين نجحت في إلغاء هذه الخطوة الصهيونية في مدرستين من أصل خمسة مدارس، والمدرستان هما: ابن خلدون في بيت حنينا وبنات صور باهر. وأضاف أنه بقيت ثلاث مدارس جاري العمل علي إلغاء المناهج الصهيونية منها، وهي: عبد الله بن الحسين للبنات وابن رشد الشاملة وصور باهر الأساسية للذكور. وقال جبريل إن تغيير المنهاج الفلسطيني أمر لا يمكن أن نرضي به، فهو تشتيت وخلخلة لوعي الطلبة ومس بالهوية الفلسطينية. وأضاف: إنه لا حق للصهاينة في العبث بمنهاج الطلاب الفلسطينيين، داعيا بلدية الاحتلال ووزارة المعارف الصهيونيتين إلي عدم التدخل في منهاج التعليم الفلسطيني في مدينة القدسالمحتلة، ليبقي وفق المنهاج العربي الذي كان يدرس قبل الاحتلال سواء كان أردنيا أو فلسطينيا. واعتبر الناشط في الشؤون التعليمية راسم عبيدات المخطط الصهيوني بمثابة محاولة للسيطرة علي الطلاب الفلسطينيين وتشويه لوعيهم وانتمائهم، مؤكدا ان الهدف من المنهاج الصهيوني هو فرض الرواية الصهيونية ليس فقط علي المنهاج التعليمي الفلسطيني بل علي التاريخ بأكمله. وأورد عبيدات بعض المصطلحات الخطيرة الواردة في المنهاج الصهيوني، من ضمنها ما يدعيه بأن مدينة القدس ليست محتله بل عاصمة لدولة الاحتلال, كما لا توجد فيه عبارة جبال الضفة الغربية بل جبال 'يهودا والسامرة'. والأخطر حسب عبيدات، أنه لا يتحدث عن المسجد الأقصي بل عن 'جبل الهيكل'، كما لا يتحدث عن النكبة الفلسطينية بل عن استقلال دولة الاحتلال، ويتناول حديثا مفصلا عن قادة الاحتلال الذين كان لهم دور في طرد وتهجير وقتل الشعب الفلسطيني أمثال بيغن وبن غوريون وشامير وغيرهم. وقال: إننا 'بصدد اتخاذ خطوات عملية وتنفيذ نشاطات جماهيرية وشعبية من أجل إفشال هذا المخطط الصهيوني الرامي إلي السيطرة علي وعي طلبتنا وذاكرتهم'. بدوره، قال عبد الكريم لافي رئيس اتحاد لجان أولياء الأمور في القدسالمحتلة إن قوات الاحتلال تسعي إلي سلخ المجتمع المقدسي عن الجسم الفلسطيني وبالتالي تغيير ثقافة المقدسيين وخاصة الطلاب من أجل تجهيل الأجيال القادمة. وحمّل لافي وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله مسؤولية الأوضاع التي آل إليها جهاز التعليم في القدس، علي إثر عدم تطوير منهاج التوجيهي حتي يتلاءم مع حياة الإنسان المقدسي في هذه المدينة التي تخضع للاحتلال. وقال: إن كل الطلاب الذين حولوا لدراسة المنهاج الصهيوني كان هربا من امتحان التوجيهي الذي أصبح كابوسا علي كل ولي أمر طالب في مدينة القدس'. واشتكي لافي من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها مدينة القدسالمحتلة، والتي أجبرت العديد من الطلاب علي ترك مقاعد الدراسة والالتحاق بسوق العمل، لتأمين متطلبات الحياة اليومية لعائلاتهم.