أجمع مختصون وأكاديميون علي أن قطاع التعليم في مدينة القدسالمحتلة يمر بأزمة حادة نتيجة سياسات استهدافه المباشر من قبل سلطات الاحتلال وأذرعها المختلفة. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي نظمه المؤتمر الوطني الشعبي للقدس، اليوم، تحت عنوان 'المناهج الفلسطينية في مدارس القدس الشرقية'. ويأتي هذا المؤتمر في سياق نضالات أهالي القدس ضد سياسة التهويد الممنهج المتبعة من قبل سلطات الاحتلال وكجزء من معركة التحرر الوطني للشعب الفلسطيني. استهل لؤي غشاش مدير عام العلاقات العامة في المؤتمر عضو اللجنة التحضيرية لهيئة التنسيق الحكومي حديثه بالقرار الأخير الذي اعلنته سلطات الاحتلال بتجنيد شباب وشابات مقدسيين من أجل الخدمة المدنية. وكانت قد وزعت في الآونة الأخيرة بيانات علي شكل إعلان ' مطلوب شباب/آت للعمل في مشروع الخدمة المدنية، كطريقة جديدة لاستقطاب الشباب المقدسين للانخراط في المؤسسات والدوائر الصهيونية المختلفة. وقال لؤي: نحن نجتمع اليوم في هذا المؤتمر لتسليط الضوء علي الاجراءات المتبعة من قبل سلطات الاحتلال حول تغير المناهج الفلسطينية وأسرلتها في مدينة القدس الشريف. من جانبه، قال مدير التربية والتعليم الفلسطيني في القدس سمير جبريل إن سلطات الاحتلال تهدف لطمس الهوية الفلسطينية وفصل المواطن المقدسي عن ثقافته وقوميته العربية عبر تطبيق المنهاج الدراسي الصهيوني 'البجروت' في 5 مدارس مقدسية. وأوضح جبريل أن مديرية التربية والتعليم تشرف علي 41 مدرسة بالإضافة لمدارس تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'الأونروا'، و55 مدرسة تابعة لمعارف وبلدية الاحتلال وتشكل ما نسبته 50% من الطلبة المقدسيين تعتمد في تدريسها علي المنهج الفلسطيني. وأكد أن طلبة القدس يتعرضون لخطر مدارس المقاولات القائمة علي افتتاح بعض المقاولين لمدارس عبر شراء أو استئجار منازل سكنية، بسبب زيادة الكثافة في صفوف المدارس التي تشرف عليها مديرية التربية، موضحا أن هذه المدارس تفتقر لأبسط حقوق التعليم بسبب عدم القدرة علي معرفة المحتوي التعليمي الذي يتلقاه هؤلاء الطلبة في هذه المدارس. وأوضح أن هناك العديد من المشاكل التي تعانيها المدارس والمناهج الدراسية في القدس والممتدة منذ عام 67 وحتي اليوم، مؤكدا أن سلطات الاحتلال تحاول فرض واقع تعليمي جديد في القدس، حيث تقوم المناهج العبرية بتغييب المسجد الأقصي واعتبار الأماكن المقدسة في القدس مقتصرة علي كنيسة القيامة وحائط البراق وقبة الصخرة. ونفي جبريل ما تتذرع به دولة الاحتلال من خلال فرض مناهجها علي 5 مدارس فلسطينية بأنها مطلب من أهالي القدس قائلاً: إن هذه السياسة ليست اختيارية بل ممنهجة تهدف لتغييب وعي طلبة القدس وسلخهم عن هويتهم الوطنية' مطالبا بخطوات فاعلة تجاه ما يجري. من جانبه، قال زكي أبو طاعة عضو لجنة أولياء الأمور في القدس إن دور الأهالي هو إرسال رسالة موجهة لجيل واع ومثقف ومنتمي لوطنه، ونحن نعمل علي تثبيت هذه القاعدة في حق الطالب المقدسي بالحصول علي منهاج فلسطيني وذلك لينشأ جيل وطني يقوم علي أساس الولاء للقدس والمقدسات في فلسطين، وقد توجه الاحتلال الي ضرب المنهج الفلسطيني وتحريفه أولا ومن ثم عمل علي أسرلته وهذه العملية تعتبر ضرب للوعي الفلسطيني ومحو للهوية المقدسية وبالتالي لن يكون هناك مطالبة فلسطينية بالمستقبل من قبل هذا الجيل بأي توجهات للعمل ضد الاحتلال. وكما أكد أن اتحاد لجنة الأولياء في القدس استطاعت التأثير علي بعض الاهالي وإدارة المدارس من الانسحاب للتسجيل بالمنهاج 'الاسرائيلي' 'البجروت'، من خلال وضعهم بالصورة التي تنوي سلطات الاحتلال تنفيذها من اجل الاندماج في المجتمع 'الاسرائيلي' الذي لا يتناسب مع ديننا والعادات والتقاليد في مجتمعنا. بدورها، قالت ديما السمان مدير عام وحدة القدس في وزارة التربية والتعليم العالي برام الله أن احتلال الوعي هو أخطر بكثير من احتلال الأرض وذلك لأن احتلال الوعي يكون من خلال القبول والخضوع من قبل الإنسان، ومن هنا يأتي دور الحملات الاعلانية والتوعوية التي تستهدف المجتمع المقدسي من أجل توعيته بالتمسك بحقه وعدم الاستسلام لأي غرض يتنافي مع المبادئ والقيم، وأكدت أن سلطات الاحتلال تستهدف قطاع التعليم منذ عشرات السنوات واليوم تقوم هذه السلطات بتفكيك المجتمع المقدسي من خلال اتباع اسلوب المجموعات كاختيار خمس مدارس لإدخال هذا المنهاج المدمر بها واستهدفت المدارس الاقل تحصيل دراسي والأقل أداء من أجل أقناع اولياء الامور بأن ذلك أفضل لهم واستغلت عدم وعي الأهالي فحوي المنهاج، وتعتبر هذه الخطوة مسمارا في نعش مسيرة التعليم في القدس اذا لم نتنبه لهذا الأمر. وأوضحت أن وزارة التربية والتعليم تضع خطط من اجل الخروج من هذه الازمة واتخذت بعض القرارات اهمها: العمل بنظام توجيهي مختلف تماما يوازي النظام العالمي وادخال اللغة العبرية الي المدارس المقدسية وتوفير الكتب الفلسطينية كاملة قبل الوقت المحدد سنويا وسيتم تسلم الكتب من القدس مباشرة. وفي نهاية المؤتمر ناشد المتحدثون أولياء الأمور واداراة المدارس لعدول جميع الطلبة عن خيارهم بدراسة المنهاج الصهيوني والذي يزور التاريخ الفلسطينية وهويته العربية فهم يرفضون أن يدرس أولادهم منهاج تكون به القدس عاصمة 'اسرائيل' أن عمر بن الخطاب كان يحتل القدس وقد حررتها 'اسرائيل' في العام 1967وما الي ذلك وكما تم توزيع برنامج لفعاليات شعبية وحكومية للوقوف ضد هذه الهجمة.