طالب نقابيون وحزبيون ب'تحرك عربي أردني جدي' علي أرض الواقع لرفع الظلم عن المسجد الأقصي والقدسوفلسطين بأكملها، مطالبين بأهمية الابتعاد عن 'الخطب الرنانة والاستنكارات'، واستبدالها بأفعال تجبر دولة الاحتلال علي التراجع. وقال رئيس مجلس النقباء نقيب المهندسين المهندس عبد الله عبيدات إن 'التقسيم الزماني في المسجد الأقصي الذي أحدثته السلطات الإسرائيلية مؤخرا، أصبح أمرا واقعا ويستدعي تحركات جدية فعلية بعيدة عن الخطب والاستنكارات'. وأكد عبيدات الذي يرأس الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن المسجد الأقصي والمقدسات أن 'المواقف العلنية هي الوحيدة القادرة علي تغيير ما علي الارض، مبينا أنه علي جميع الانظمة العربية التي لديها تعاون واتصال مع دولة العدو بإعادة النظر في هذه الاتصالات وإيقافها'. ودعا عبيدات الأردن إلي أن 'يكون أول من يطالب بعقد قمة عربية وإسلامية طارئة لبحث الأزمة'. وشدد علي أن الأقصي والقدس 'دخلا في مرحلة لا تحتمل الدبلوماسية والمواقف السياسية الهزيلة، مبينا أن القدس والأقصي يعيشان أخطر المراحل عبر التاريخ وأن 'إسرائيل' تستهدفهما منذ زمن طويل بعد أن وضعت يدها بالكامل علي الحرم الإبراهيمي وسيطرت عليه'. وأوضح أن الأردن 'مطالب اليوم أكثر من قبل، بأن يتخذ مواقف جدية من هذه التصرفات 'الإسرائيلية' المسيئة للإسلام، بعد أن جددت المملكة اتفاقياتها مع الفلسطينيين بأن تكون المسؤولة عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس'. ودعا عبيدات الحكومة إلي 'اتخاذ موقف واضح من اعتداءات دولة العدو علي المسجد الأقصي، مجددا الدعوات إلي طرد السفير 'الإسرائيلي' من عمان وإلغاء اتفاقية وادي عربة التي تعتبر ورقة رابحة يمكن أن تستغلها المملكة في هذه المعركة نظرا إلي أن الأردن غير مستفيد منها نهائيا'. من جانبه، قال رئيس لجنة فلسطين النقابية الدكتور مظفر الجلامدة إنه 'علي الأردن قيادة وشعبا عدم الوقوف متفرجين علي ما يحصل في فلسطينالمحتلة بشكل عام والقدس والمسجد الأقصي بشكل خاص'. ودعا الجلامدة إلي 'عدم السكوت عن الاحتلال وانتهاكاته المستمرة وأهمها في القدس والمسجد الأقصي من حفريات واستيطان وتهويد والتهديد المستمر بهدم المقدسات'. وأضاف 'بالرغم من كل ذلك ومع الأسف الشديد، لا نجد في الدور الأردني في حماية المقدسات غير الترميم والصيانة ودفع أجور العاملين في المقدسات والتنديد والاستنكار'. ولفت إلي أنه 'علي جميع الأردنيين أن يعوا أن هذا المحتل الصهيوني لن تجدي معه الاتفاقيات والعهود، مؤكدا ان العدو لا يحترم غير معتقداته التوراتية التي تبيح له هدم المسجد الأقصي لبناء الهيكل المزعوم'. وقال الجلامدة إنه 'بعد حالة تردي الواقع العربي وانشغال عواصم الخلافة الإسلامية بمآسيها، لم يعد أمام الأمة سوي إعادة دعم المقاومة الفلسطينية، والعمل علي توحيد صفوفها في مواجهة عدوها ولتكون هي وحدها أداة الضغط علي المحتل لإنهاء وإيقاف انتهاكاته للمقدسات في القدس وفي فلسطين، وترسيخ حق عودة اللاجئين إلي فلسطين بما فيها القدس'. بدوره، قال أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني 'وحدة' الدكتور سعيد ذياب إن 'ما يجري في المسجد الأقصي من تقسيم زماني ومكاني مرده استغلال دولة العدو ضعف العالم العربي وأنظمته وانشغال الدول العربية بقضاياها وربيعها'. وأشار ذياب إلي 'أن 'إسرائيل' تعرف كيف تستغل الفرص لتحقيق طموحاتها، وإعادة التقسيم الزماني والمكاني في المدينة'، مبينا أن 'الدول العربية تمتلك من الضعف ما يمكّن دولة العدو لأن تفعل ما تشاء دون محاسب'. وأوضح أنه 'علي الفلسطينيين في البداية ان يتوحدوا ويكفوا عن الانقسام العبثي والتوقف عن المفاوضات التي استمرت علي مدار 20 عاما منذ مؤتمر أوسلو، ولم تقدم سوي التنازلات لمصلحة الجانب 'الإسرائيلي''. وطالب ذياب الجامعة العربية 'باتخاذ مواقف سياسية واقتصادية جدية في وجه الكيان الصهيوني، وتكثيف لقاءاتها ومؤتمراتها خدمة للقضية الفلسطينيةوالقدس والمسجد الأقصي'. ودعا ذياب 'الحكومة إلي أن تستغل اوراقها في الضغط علي 'إسرائيل' وإجبارها علي التنازل عن طموحاتها العبثية في المسجد الأقصي، إما من خلال سحب السفير الاردني من 'تل أبيب' أو طرد السفير 'الإسرائيلي' من عمان او إغلاق السفارة أو الغاء معاهدة وادي عربة وغيرها من الاتفاقيات'. وكان رئيس ملتقي القدس الثقافي الدكتور إسحق الفرحان، شدد مؤخرا علي أن سلطات الاحتلال بدأت بتنفيذ التقسيم الزماني للمسجد الأقصي المبارك بين المسلمين واليهود، والذي أصبح واقعا في الفترة الأخيرة. وقال الفرحان في رسالة وجهها إلي الملك الأردني قبل أيام إن الاحتلال أفرغ 'الأقصي' من المصلين لأول مرة في تاريخه، وانتزع بالقوة 'ساعة خالصة' من زمن المسجد لصلاة اليهود، حيث لا يكون في الساحات أي مسلم، كما تم إجبار الحراس وعمال النظافة علي البقاء في مكاتبهم'. وأوضح الفرحان أن 'المستوطنين أدوا صلواتهم لأول مرة بشكل علني بين المتحف الإسلامي والمصلي القبلي، مطالبا الحكومة باتخاذ موقف جدي وحاسم لدرء الخطر عن 'الأقصي'، وتقديم الحماية والدعم السياسي لموظفي الأوقاف في إدارة وحماية المسجد من أعمال شرطة الاحتلال'. ودعا إلي ضرورة منع تقسيم الأقصي والحفاظ علي حصريته الإسلامية الخالصة علي رأس الأهداف الوطنية الجامعة، وتسخير كل الجهود والمقدرات لتحقيقه، مع أهمية الوقف الفوري لاحتضان أي مفاوضات علي أرض الأردن ورفع الغطاء السياسي عن أي مشروعات تفاوض في ظل العدوان علي الأقصي.