يخطئ من يعتقد، أو يداخله تفسير بعينه أن حرب اكتوبر المجيدة، كانت حربا انتقامية أو ثأرية لهزيمة 1967، أو هي فقط ل استرداد الارض المحتلة.. لم يكن عدوان 67 هزيمة أو نكسة لمصر.. بعض المصريين ومن هم بعيدون عن الثقافة السياسية، ومن نطلق عليهم جنرالات المقاهي.. ظنوا ومن باب الشماتة والجهل، أن عدوان 67 هزيمة لجمال عبد الناصر شخصيا، العدو اللدود للمشروع الامبريالي الصهيوني، في الشرق الاوسط كله، وظنوا أنها نهاية الزعيم.. خابت آمال الغرب الصهيوني يوم خرج الشعب شبابا وشيوخا، رجالا ونساء في 9و10 يونيو، وكان ردا قاسيا من الشعب لاعداء الشعب.. ثورة لم يسبق لها مثيل، ترفض الهزيمة وتتمسك بزعيم ثورتها. يخطئ من يظن أو يعتقد أن هزيمة 1967 كانت هزيمة لجيش مصر.. المقصود بهذه الضربة والمعني بأهدافها المشروع القومي المصري، من تنمية صناعية وزراعية وثقافية.. مؤامرة علي استقلال مصر واعلاء كلمة شعبها، ضد الهيمنة الامريكية، جاءت حرب اكتوبر المجيدة، تؤكد إصرار شعب علي رفض الهزيمة، ولنصرة الامة العربية كلها.. حفظت الأمة بأسرها من خطر وقوعها تحت سيطرة الصهيونية والامبريالية، الطامعة في ثرواتها، ومواقع عواصمها الاستراتيجية وخاصة مصر 'ماسة العالم'.. ومن هنا كانت المؤامرة الاخوانية الدنيئة، في يوم أسود تولوا فيه حكم مصر وخاب مسعاهم، وبعد عشرات السنين يتأكد للعالم وينكشف امر جماعة الاخوان الارهابية، بعد أن اسقط الشعب المصري يوم 30 يونيو 2013 نظام الفاشية الدينية، ومن ثم قام الارهابيون من جماعة الاخوان المسلمين باشعال الحرائق في الكنائس وبيوت الاخوة اقباط مصر، و استحلال اموال المسيحيين، والسطو علي محلات الذهب.. اشعلوا النار في اقسام الشرطة واغتالوا رجالها.. عداء مستحكم لرجال مصر وقواتها المسلحة، مارسوا أحط أشكال العدوان علي رجالها في سيناء والمناضلين الشرفاء من أهلها، بجماعات ارهابية اعدوها لهذ المهمة.. كبر مقتا عند الله ان يفعلوا الا خبالا. اليوم يحاولون إفساد فرحة حرب اكتوبر، واغتيال معناها الكبير، بثلة من المرضي النفسيين، محترفي الاجرام باسم الدين.. حرب اكتوبر ليست ملكا لمصر وجيشها.. حرب اكتوبر ملك الامة العربية جميعها.. حرب اكتوبر من اجل نصرة الاسلام وامة المسلمين.. هي الدفاع عن حضارتها وثقافتها وللإنسانية كلها.. من اجل الحفاظ علي الكنوز العربية، من تاريخ وعلوم الطب والهندسة والفلسفة والأدب.. حرب أكتوبر هي الحفاظ علي تراث طه حسين و فلسفة العقاد وانحياز يوسف ادريس للطبقة الشعبية ومكتسبات الفقراء.. هي سيد حجاب والابنودي وامل دنقل، وبنت الشاطيء فرسان صد الهجمات علي اللهجة العامية المصرية، الابنة الشرعية للغة العربية الفصحي.. حرب أكتوبر هي حائط الصد، الذي حمي علوم اللغة العربية، لمعرفتهم تمام المعرفة ان اللغة العربية هي الهوية العربية، وعماد الاسلام لانها لغة القرآن الكريم.. حرب اكتوبر هي ام كلثوم وعبد الحليم، فيروز، وديع الصافي، طلال مداح، بوشناق ودريد لحام، موسيقي عبد الوهاب والسنباطي والرحبانية وآلاف غيرهم.. هي دار الاوبرا والمتاحف والتراث الانساني.. حرب اكتوبر هي طلعت حرب قائد ثورة الاقتصاد، ضد رؤوس الاموال الاجنبية والصهيونية خاصة.. خاب ظن حملة الاخوان في افساد فرحة العرب جميعا بحرب اكتوبر.. ضد مصر وجيشها، خير اجناد الارض بحديث نبي الاسلام والمسلمين، ان كانوا حقا مسلمين.. لن تنهزم فرحة الشعب المصري، بل يزيدها فرحة خروجكم في مظاهرات الي الشوارع هائمين، تنطق حناجركم بالهزيمة، أمام رفض الأمة كلها لدعوتكم الإرهابية وحكم الفاشية الدينية.. نعم مكانكم الشوارع وعيونكم جاحظة وشعركم أشعث أغبر، وجوهكم كالحة.. فرحتنا ان يشاهدكم العالم اجمع، ويزداد اليقين بأنكم مرضي نفسيون بلا عقل.. مجانين.