نشرت وكالة انباء موسكو تقريرا مهما لاحد كتابها قال فية إن دعوة التنظيم الدولي للإخوان لأنصاره في الداخل بالتظاهر يوم 6 أكتوبر في ذكري احتفال المصريين والقوات المسلحة بانتصار اكتوبر، إنما تضع هؤلاء في خانة الكارهين للوطن، خاصة أنهم يُدركون أن خروجهم في هذا اليوم يدفع للمواجهة مع الأمن والملايين الرافضة لحكم الإخوان، والذي ستكون في نهايته إفساد احتفال المصريين بانتصاراتهم. سيناء والمواجهة مع الإرهاب والعدوان: سياسة مكتب الإرشاد الذي حكم مصر علي مدار العام الماضي، فتحت الباب أمام انتشار العناصر الإرهابية والجماعات المتطرفة في سيناء مدعومة من التنظم الدولي، وبغطاء قانوني تمثل في قرارات العفو التي أصدرها الرئيس المعزول محمد مرسي لقيادات الجماعات الإرهابية. هؤلاء لا يدركون حجم ما قدمته الأجيال المختلفة من تضحيات من أجل استعادة السيادة علي هذا الجزء الأصيل من تاريخ وحضارة مصر. فالعمليات الإرهابية التي تقوم بها العناصر المتطرفة، بدأت عقب عزل مرسي وبدعم من التنظيم الدولي للإخوان وحلفائه في الداخل والخارج، مستهدفة الجيش في شبه جزيرة سيناء التي تحمل ذكريات ما تحقق من إنجازات تاريخية. واليوم تعود سيناء والقوات المسلحة المصرية، إلي صدارة المشهد من جديد، في ظل تأييد شعبي يعكس رغبة الانتصار وتحرير الأرض من الإرهاب الأسود وخفافيش الظلام، وبؤر الإجرام والتطرف، كما تحررت من قبل من الاحتلال والعدوان. وإن انحياز المؤسسة العسكرية لإرادة الأغلبية من المجتمع المصري بإسقاط حكم الإخوان والاستجابة للمطلب الوحيد في 30 يونيو ب 'إسقاط حكم المرشد' لا يختلف كثيرا عن مطلب المصريين باسترداد الكرامة والسيادة وهيبة الدولة والجيش والذي أدي إلي انتصار أكتوبر 1973. ذكري أنتصار أكتوبر عام 2012: إحياء ذكري 6 أكتوبر العام الماضي كان بمثابة الصدمة بالنسبة لجموع المصريين، الذي وجدوا عبود وطارق الزمر وآخرين ممن شاركوا في حادث المنصة الذي أسفر عن مقتل صاحب قرار الحرب والانتصار محمد أنور السادات، يتصدرون منصة الاحتفال وكأنها مكافأة للقاتل علي جريمته. المشهد طرح العديد من التساؤلات حول العلاقة بين الجماعة الأم التي تفرعت منها جماعات مسلحة، وقبلت تحالف أصحاب الفكر المتطرف في المنطقة والعالم، ورضخت لكل ما يحقق مشروعها حتي وإن كان خصما من حساب الوطن. كما أن أحداث ما بعد 30 يونيو وضعت تفسيرا كاملا لهذا التحالف بين الإخوان والجماعات المتطرفة التي انتشرت في سيناء وكرداسة ودلجا بالجيزة، انتقاما من عزل مرسي وإسقاط حكم الإخوان. لماذا يكرهون الإخوان؟ تاريخ جماعة الإخوان في مصر والدول العربية، حافل بالمواجهات التي غلب عليها طابع العنف والتكفير والتخريب ورفض للآخر، نتيجة ما تحمله الجماعة من أفكار تسير في اتجاه عكس فكرة الدولة الوطنية. ففكر التنظيم منذ تأسيسه عام 1928 يقوم عل مبدأ السمع والطاعة لقيادة شوري الجماعة ومكتب الإرشاد، والذي يصطدم بمبادئ الدولة التي تقوم علي أساس من اختلاف الرؤي وتباين الآراء في إطار الحرص علي كيان الدولة وتماسك نسيج المجتمع. كما أن عقيدة التنظيم تختلف اختلافا كاملا عن عقيدة الجيوش الوطنية النظامية، خاصة الجيش المصري، الذي لا يعرف الطائفية ويعمل علي حماية الدولة من أخطار الداخل والخارج. وقد أعلنها المرشد السابق للجماعة الأم مهدي عاكف عندما أكد أنه لا يجد حرجا في أن يحكم مصر باكستاني أو ماليزي مادام ذلك في إطار المشروع الكبير للجماعة. كذلك حالة الاستعلاء والكبرياء والغطرسة التي تملكت التنظيم عقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر والتحالف مع الإدارة الأمريكية، ما دفع بالقيادي الإخواني صبحي صالح إلي القول بأن المسلمات في التنظيم أعلي مرتبة من المسلمات خارج التنظيم، وأن الإخواني لا يتزوج إلا الإخوانية. ممارسات التنظيم وأنصاره في الداخل والخارج، خلقت شعورا بالكراهية داخل المجتمع تجاه الإخوان، تبدو ملامحه في مظاهر الحياة اليومية للمصريين، ويتنامي هذا الشعور مع تمسك التنظيم بإهدار مزيد من دماء الأبرياء مقابل العودة إلي السلطة وكرسي الحكم. الاستنتاج: الفكرة عند التنظيم الإخواني ليست دعوة أو دينا أو شريعة، بل سياسة تهدف إلي الوصول الي الحكم بكافة الوسائل، بما فيها الإرهاب والقتل، وتعمل علي أخونة كل شيء وإخلاء الساحة من أي منافس محتمل في الصراع علي السلطة من خلال التكفير والتستر في رداء من العقيدة والدين. والفكرة تقوم علي التجرد من الوطنية ولا تحمل مشروعا تنمويا للوطن، ولا تقبل بعقيدة الجيش الوطني، بل تعتمد علي ميليشيات مسلحة تديرها عقول تدفع إلي حرب أهلية وتدعو إلي ما يُعرف ب 'الجهاد الدولي'، الأمر الذي أظهره بكل جلاء مؤتمر نصرة سوريا الذي حضره المعزول محمد مرسي برفقة قيادات التنظيمات الجهادية التي تحارب في سوريا وتواجه القوات المسلحة المصرية في سيناء.