'الطريق إلي إيلات' هذا العمل السينمائي الرائع الذي جسد ملحمة بطولية في تاريخ القوات المسلحة المصرية عامة، والقوات البحرية خاصة، والذي قام ببطولته الفنانون عزت العلايلي ونبيل الحلفاوي وصلاح ذو الفقار وعدد من الفنانين القادرين الذي حفروا أسمائهم بحروف من ذهب في تاريخ السينما المصرية، حيث يروي هذا العمل قصة مجموعة من الضفادع البشرية، التي قامت بتدمير ميناء إيلات الإسرائيلي في نوفمبر عام 1969، وكان من بين هؤلاء الأبطال الشهيد الوحيد ابن قرية ' منية جناج 'مركز دسوق بمحافظة كفرالشيخ، وهو الرقيب محمدفوزي ناجي البرقوقي من مواليد عام 1941، والذي تم استشهاده في 16 نوفمبر عام 1969، 6 رمضان 1389 ه، عن عمر يناهز 28 عاما وقام بتجسيد دوره الفنان عبالله محمود، حصل' البرقوقي 'علي الثانوية العامة أثناء فترة تطوعه بالقوات البحرية كما حصل علي ليسانس الآداب جامعة الإسكندرية عام 1965. تميز البرقوي بالجراة والشهامة وحب المغامرات، الأمر الذي جعله من الأول الذي تم اختيارهم للحاق بالصاعقة البحرية فرع الضفادع البشرية، أثناء حرب الاستنزاف، واشترك في أكثر من عملية خاصة، أبرزها تدمير ميناء إيلات، حيث أشار اللواء بحري محمود فهمي قائد القوات البحرية ووزير النقل البحري الأسبق في كتابه 'صفحة من تاريخ مصر' أن 'البرقوقي' كان ضمن الجماعة الثالثة التي كانت تتكون من الملازم نبيل عبد الوهاب والرقيب فوزي البرقوقي، حتي بدأ الغطس علي مسافة 150 متر من الهدف حتي وصل أسفله وثبت اللغم الأول أمام مكان دخول عمود الرفاس إلي البداب وذلك بحوالي 3 أمتار، ثم ثبت اللغم الثاني للامام بحوالي خمسة امتار علي الجانب الأيمن وانتهي التلغيم نزع الفتيل حوالي الساعة الحادية عشر وعشرين دقيقة وبعد مغادرة الهدفبحوالي 5 أمتار أشار الرقيب 'البرقوقي' إلي الملازم أول نبيل عبد الوهاب بالصعود للسطح، وبمجرد الصعود تبين للملازم نبيل أن الرقيب البرقوقي قد مات، كان لك علي بضعة أمتار من السفينة الإسرائيلية التي قاما بتلغيمها داخل ميناء إيلات، لكن الملازم نبيل عبد الوهاب في شجاعة صارمة رفض أن يترك زميله للأعداء وصمم في بسالة أن يعود به حتي ولو كان جثة هامدة، ونسي القارب ونسي موعد اللقاء ونسي سلامته الشخصية، وشرع في الابتعاد عن الهدف حتي حوالي 500 متر، ثم أغرق أجهزة الغطس الخاصة به وبالشهيد الذي يحمله بين يديه، واتجه مسبحا إلي الشاطئ الأردني وسلم الجثمان لذي تم نقله إلي بعد ذلك إلي القاهرة ثم إلي الإسكندرية ليشيع الشهيد في جنازة عسكرية من أرض أحبائه لحيث النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. كل هذا ومازالت محافظة كفر الشيخ تتجاهل تكريم اسم محمد فوزي البرقوقي بطل الطريق إلي إيلات حتي أنه لم يطلق علي أحد شوارعها أو مدارسها علي الرغم من المطالبات العديدة من أسرة الشهيد ومن أهالي قريته منية جناج مركز دسوق تكريما له إلا أن المحافظين السابقين والحاليين تجاهلوا هذه المطالب. أكد الأهالي أن 'محمد فوزي البرقوقي' لا يقل شأنا عن أي بطل من الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن خاصة وهو الشهيد الوحيد في عملية تدمير ميناء إيلات الاسرائيلي في عام 1969 بعد ميسور أصر للعودة مرة آخري للتأكد من وضع اللغم آلذي انفجر ولقي مصرعه واستشهد في سبيل وطنه كان الرئيس جمال عبد الناصر قد قام بتكريم الشهيد وذلك بتسليم شقيقه نوط الجمهورية العسكرية من الطبقة الأولي تقديرا لما قام بة من عمل بطولي في سبيل الوطن. وأضاف الأهالي أن الشهيد تم وضع اسمه علي بعض الشوارع ببعض المحافظات الأخري ومنها الإسكندرية، بينما لم تفكر محافظة كفر الشيخ في تكريمه حتي الآن وكانوا يأملون أن يتذكره المحافظ الحاليفي ذكري احتفالات 6 أكتوبر وتكريمه بوضع اسمه علي أحد الشوارع أو مدرسة من المدارس كما تم مع المؤلف والكاتب خيري شلبي. كما تجاهلت قصور الثقافة تكريم الشهيد في احتفالات انتصار أكتوبر رغم تكريم بعض الشخصيات التي قدمت اقل ما قدمه البرقوقي لمصر. ها هم أبطال مصر يسجلون تاريخها الحقيقي ويمحقون النصر الزائف لأكذوبة الجيش الذي لايقهر، ها هم أعز بني مصر ونخبة أنجابها ينفضون عنها غبار المذلة والهوان، ويرفعون هامتها عالية بين الأمم، ليتجاهلهم الزمان، ويحاول أن يمحو حروف أسمائهم المحفورة من ذهب.