أكد اللواء أشرف عبد الله مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي أن العملية الأمنية التي شنتها قوات الأمن بالاشتراك مع القوات المسلحة علي منطقتي كرداسة وناهيا حققت نتائج مبهرة في غضون ساعات قليلة, لافتا إلي أن عملية اقتحام كرداسة وناهيا تمت بنجاح منقطع النظير, وكان أحد أهم معايير نجاحها عدم سقوط أي مصابين أو قتلي سواء في صفوف الأهالي أو العناصر الاجرامية والارهابية المطلوبة. وأكد اللواء عبد الله في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت أن كرداسة كانت أحد أخطر البؤر الإجرامية والإرهابية التي كانت لا تؤرق الشرطة وحدها بل تؤرق مصر كلها, نظرا لقيام العديد من العناصر الإجرامية والإرهابية الخطرة باتخاذها ملاذا لهم, مشيرا الي أن كرداسة اتسمت بكونها بؤرة للعناصر المتطرفة, والتي بدأت في التكون منذ أحداث ثورة 25 يناير وتنامت بشكل كبير عقب أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. وأوضح أن إجمالي أعداد المضبوطين حتي الآن خلال العملية تجاوز ال` 170 متهما, شملوا 105 متهمين بكرداسة, و65 بناهيا, جميعهم من العناصر الإجرامية والإرهابية الخطرة والمطلوب ضبطها وإحضارها بناء علي قرارات ضبط وإحضار من النيابة العامة, مشيرا إلي أن من بينهم بعض المشاركين في مذبحة مركز شرطة كرداسة البشعة التي راح ضحيتها 11 شهيدا من ضباط وأفراد الشرطة. وأوضح اللواء عبد الله أن التخطيط لعملية اقتحام كرداسة بدأ في السادس عشر من شهر أغسطس الماضي, أي بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بيومين, ولكن عملية التنفيذ تأخرت نظرا للطبيعة الجغرافية والسكانية للمنطقة, والتي استلزمت إعداد العديد من الدراسات الأمنية حول طبيعة المنطقة لوضع الخطة المناسبة لاقتحامها وضبط المتهمين المطلوبين, مع ضمان عدم وقوع أية خسائر في الأرواح سواء بالنسبة للمواطنين أو القوات المشاركة في العملية, خاصة وأن المتهمين المطلوبين قد استعانوا ببعض العناصر الإجرامية شديدة الخطورة وذات الباع الطويل في الإجرام والبلطجة واستئجارهم لمواجهة قوات الأمن وترويع المواطنين حال تنفيذ العملية. وأشار إلي أنه تم إعداد أكثر من نموذج محاكاة لطبيعة منطقة كرداسة وتدريب القوات علي كيفية الاقتحام, والدفع بعناصر استطلاع الي داخل كرداسة لتصوير أماكن اختباء المتهمين المطلوبين ومنازلهم لضمان عدم اقتحام أي منازل خاصة بالمواطنين علي سبيل الخطأ, بالإضافة الي تأهيل القوات المنفذة للعملية نفسيا ومعنويا علي عملية الاقتحام وتسليحهم بالأسلحة الكافية لضمان تحقيق النتائج المرجوة, والتي جاءت بشهادة الجميع مبهرة وناجحة بكافة المقاييس, مستشهدا بإشادة السفير البريطاني بالقاهرة جيمس وات بنجاح العملية وعدم سقوط أية مصابين أو قتلي من المواطنين او المتهمين المطلوبين خلالها. وأكد اللواء عبد الله استمرار العملية الأمنية بكرداسة وناهيا حتي القاء القبض علي كافة العناصر الإرهابية والإجرامية المطلوبة وإعادة الأمن والاستقرار إلي كافة ربوع المنطقة, مشيرا إلي أن هناك حوالي 60 أو 70 عنصرا هاربا مازالت قوات الأمن تتعقبهم لضبطهم, من أبرزهم طارق الزمر وعاصم عبد الماجد القياديين بالجماعة الاسلامية, لافتا في الوقت نفسه الي أن عبود الزمر ليس من ضمن المطلوبين. وأشاد مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي بأهالي كرداسة الذين ساعدوا قوات الأمن علي نجاح العملية من خلال مدهم بالمعلومات عن أماكن تمركز العناصر الإرهابية والإجرامية بكرداسة وناهيا, لافتا إلي أن 50% من نجاح العملية ينسب لأهالي كرداسة الشرفاء. وأعرب اللواء عبد الله عن حزنه الشديد لاستشهاد اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة, وقال إنه مصاب كبير لم يؤلم جهاز الشرطة وحده بل آلم المصريين جميعا, مستشهدا بخروج آلاف المواطنين في الجنازة العسكرية والشعبية التي أقيمت له أمس بمدينة نصر, مؤكدا في الوقت نفسه علي أن واقعة استشهاده زادت القوات إصرارا وعزيمة علي مواصلة العملية والقاء القبض علي كافة المطلوبين. وحول عدم مقتل أي من المتهمين أو إصابتهم خلال عملية القبض عليهم, قال عبد الله 'كان المطلوب تنفيذ القانون دون أي تجاوز أو تشفي, ونفذنا المطلوب فعلا واستعدنا هيبة الدولة في كرداسة, ومن نعمة ربنا علينا أنه ألهم القوات الصبر ونزع من قلوبهم وقت إلقاء القبض علي المتهمين الرغبة في التشفي أو الانتقام من المتهمين الذين قاموا بقتل ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة وسحلهم والتمثيل بجثثهم, حتي 'سمية شنن' التي ألقت ماء النار علي جثث الشهداء في مشهد لا تقبل به أي شريعة, لم تصب بخدش خلال إلقاء القبض عليها'. وفيما يتعلق بالعملية الأمنية التي شنتها الأجهزة الأمنية بقرية دلجا بالمنيا, قال اللواء عبد الله إن قرية دلجا شهدت تجمع العديد من العناصر الخطرة بعد أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة, ولكن الأحداث بدات في التطور سريعا بعد أن أصبحت القرية تمثل تهديدا مباشرا لكيان وهيبة الدولة, خاصة بعد قيام تلك العناصر المتطرفة بقتل مواطن مسيحي واحراق الكنائس ومنازل المواطنين المسيحيين. وأضاف اللواء عبد الله أنه تم تنفيذ عملية اقتحام قرية دلجا والقاء القبض علي جميع العناصر الجنائية والمتطرفة الخطرة بالقرية بالاشتراك مع القوات المسلحة, مشيرا الي أن القرية أصبحت الآن آمنة بشكل كامل, ولكن علي الرغم من ذلك فان التواجد الأمني بها سيستمر لبعض القوات بشكل مكثف لضمان عدم تكون اي بؤر اجرامية وارهابية بها مرة أخري.. مشددا علي أن هناك خطة موسعة علي مستوي كافة القطاعات الأمنية بوزارة الداخلية بالتنسيق مع القوات المسلحة لرصد جميع البؤر الاجرامية والارهابية علي مستوي الجمهورية وتصفيتها واحدة تلو الأخري.