أدرك رفضك للمنصب.. وعدم رغبتك في مراسم التنصيب 'رئيسًا للبلاد'.. أعرف كغيري من ملايين المصريين أنك زاهد في كل شيء، إلا 'عشق الوطن' والتغزل في 'ترابه'.. والذوبان في حبه. لكنها الأقدار، هي التي وضعتك في مرمي 'التاريخ'، لتصبح في واحدة من صفحاته المتقلبة، رمزًا للكبرياء في زمن الانحدار، ونموذجًا للعطاء في زمن التكالب علي المناصب، وابنًا بارًا لمصرنا الغالية حين أرهقتها المحن، وعصفت بها الأزمات. هي لحظة تاريخية، ودقيقة، تلك التي أمسكت فيها ب'سيف الشعب' لتسقط 'سلطان الباطل'.. هي لحظة قدرية، تلك التي خضت فيها، ببسالة منقطعة النظير، ملحمة الحفاظ علي بنيان الوطن، وتلاحمه، وتماسكه. نعترف.. كمصريين مخلصين لهذا البلد العريق، أنه، لولا استبسالك في 'ميدان الحق'.. ولولا شجاعتك في مواجهة المستبد، لانحدرت مصرنا العظيمة إلي 'جب سحيق'، وهوت إلي 'مرحلة فاصلة' لا عودة بعدها أبدًا. نعم.. لقد أثبت أنك جندي مخلص من جنود مصر الأوفياء، وبطل صنديد من قادة مصر الشجعان، ومخلص، بلا حدود في سبيل هذا الوطن. لن ننسي لكم ما حيينا، أنكم حملتم روحكم علي كفكم، ومعكم قادة القوات المسلحة العظام، وقررتم في لحظة صعبة وخطرة، أن تنحازوا لشعب مصر، وتلبوا نداءه، تمامًا كما لبيتم النداء في ثورة يناير لمجيدة. لم تترددوا أو تتراجعوا، أو تهابوا خطورة اللحظة، كنتم تدركون أن عدم خروج الملايين في الثلاثين من يونية، يعني أن رؤوسكم جميعًا سوف يعلقها المستبد الظالم في الميادين، ولكنكم، كنتم في هذه اللحظة الحاسمة من مصير الوطن متجردين عن ذواتكم.. متخلين عن أمنكم.. وأهليكم، وأسركم، لا يشغلكم سوي 'هم الوطن' و'جرحه العميق'، فاخترتم التضحية لصالح مصر، ولو علي حساب أنفسكم، ومناصبكم. أدرك المصريون جميعًا أن عشق الوطن هو 'دستوركم' وأن 'مصر آمنة' بفضل الرعاية الإلهية، وعناية أبنائها من المخلصين، والشرفاء.. وقد كنتم في صدارة المشهد التاريخي، وغير المسبوق، حين خرجت الجماهير الهادرة، تلبي نداء الوطن، وتعلن دعمها الكامل، وثقتها المطلقة في المؤسسة العسكرية الوطنية. أزلتم بموقفكم، وبسالتكم كل دروب الإفك والبهتان، والتي سعت علي مدار أكثر من عامين لإثارة الغبار حول جيش مصر العظيم، وقادته الشرفاء، وأسقطتم إلي غير رجعة، دعاوي، وافتراءات الطابور الخامس، من عملاء الداخل والخارج، ودحرتم كل الأقاويل الكاذبة، والادعاءات الزائفة، والافتراءات الرخيصة. هكذا عادت ترانيم الحياة، ولتحتلوا، ومعكم قادة الجيش العظام، وكل أفراد وضباط القوات المسلحة، مكانكم المستحق، والجدير بتضحياتكم الجسام في قلوب كل الشرفاء من المصريين، وكم كان مثيرًا، أن بعض من غيبتهم الشائعات ورياح الكذب والضلال، قد عادت لهم 'ذاكرة الوطن' ليعتذروا عما بدر منهم تجاه قواتنا المسلحة البطلة. كان انتصارًا عظيمًا، أسقط وإلي الأبد ادعاءات الفئة الضالة، والعصابة الجانحة من سدنة الإرهاب، وأعداء الإنسانية، هؤلاء الذين لا يزالون يعملون لتخريب الوطن، وتحويله إلي 'أنقاض'. وبقدر تصديكم لهم، ومواجهتهم بحسم، بقدر ما تتزايد الدعوات بين أبناء الوطن، تدعو لترشيحك رئيسًا، وقائدًا، لأمة ضلت طريقها، وتعاظمت نزاعات رموزها، وباتت في مسيس الحاجة لقائد حاسم، ورمز وطني، يخرجها من كبوتها، ويعبر بها إلي حيث تستحق أن تكون. إنني أخطابك ياسيادة الفريق أول.. وأدعوك باسم 'مصر' التي أدرك، وعن يقين مدي عشقك لها، هي مصر التي قلت عنها، ونحن نشاركك احتفالات تحرير سيناء في مسرح الجلاء، إن شرايين أبناء الجيش المصري تنطق بحب مصر.. هي مصر ياسيادة الفريق أول التي يدعوك شرفاؤها، ومخلصوها، ألا تركن إلي مقولات باهتة، وادعاءات كاذبة، تنطق بها نفوس حاقدة، أو جاهلة، أو متأثرة، تقول بعدم ترشحكم لمنصب الرئيس. إن أول براهين حبك لمصر، أن تنزل علي إرادة غالبية المصريين، لأنك الوحيد، الذي قدمت من التضحيات، ومعك جيش مصر العظيم، ما أكد قدرتك علي الفعل، والنجاح. سئمنا ياسيادة الفرق أول، أصحاب الأيادي المرتعشة، والمصالح المسبقة، والجماعات الفاشية، والمتلونين، والطامعين في المنصب. نريدك قائدًا، وطنيًا، نثق نحن في إخلاصك، وولائك لهذا البلد، نريدك، كما أنت قائدًا شجاعًا، لا تهاب عصابات الداخل، ولا مؤامرات الخارج.. نريدك 'عبد الفتاح السيسي' الذي خرج زهاء الأربعين مليون مصري تجاوبًا مع إشارة منه. تعرف لماذا يا سيادة الفريق أول، لأننا كنا نبحث منذ رحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر عن مواصفات 'القائد الحقيقي' وقد وجدناها فيك.. ولهذا وغيره، فنحن ندعوك باسم شرفاء مصر، ألا تخذلنا، فصفحات التاريخ شرعت أبوابها، لتنهض مصر من جديد، ولا نري في الأفق من هو أجدر منكم لانجاز تطلعاتنا، وأمانينا في الحرية والكرامة والعزة والكبرياء.