توصلت دراسة جديدة إلى أن لقاح السرطان يمكن أن يكون وسيلة فعالة لمنع السرطان من التطور ومقاومة العلاج. كان فريق دولى من العلماء قد عكفوا على التحقيق فى استخدام فيروس قاتل للسرطان فى التجارب السريرية التى أجريت على الإنسان وعدد من القوارض على حد سواء، أنه على الرغم من استجابة بعض المرضى منهم للعلاج فى البداية، سرعان ما أصبحت أورامهم مقاومة. وأظهر الباحثون أن الطفرات النوعية التى تجعل الخلايا السرطانية تصبح مقاومة للعلاج الفيروسى، يمكن توقعها واستغلالها باستخدام لقاح أظهر، عند اختباره على الفئران، أنه يحفز الجهاز المناعى لتدمير الخلايا السرطانية المقاومة للعلاج. ويمكن أن تكون النتائج قابلة للتطبيق على أنواع أخرى من العلاجات التى تؤدى إلى مقاومة الأدوية، مثل الأدوية المستهدفة مثل مثبطات إنزيم "PARP". وتعد الدراسة الدولية الحالية - التى أجراها علماء فى معهد أبحاث السرطان فى لندن و مستشفى "مايو كلينيك" فى روتشستر فى الولاياتالمتحدة وجامعة ليدز فى بريطانيا - هى الأولى التى تُظهر أن لقاحًا من هذا النوع يمكن استخدامه للتغلب على تطور السرطان.. هذا، وقد نُشرت النتائج فى مجلة "نيتشر للإتصالات"، حيث مولت الدراسة من قبل "المعاهد الوطنية للصحة، ومجلس البحوث الأووربى ومؤسسة "عائلة ريتشارد إم شولز"، و"مؤسسة مايو"، "وأبحاث السرطان فى المملكة المتحدة. ومن المعروف أن الخلايا السرطانية المعالجة بفيروس مضاد للسرطان تتحور وتتطور للهروب من الفيروس، مما يجعل العلاج الفيروسى أقل فعالية.. وجد العلماء أن طفرة يمكن التنبؤ بها حدثت فى الخلايا السرطانية استجابة للعدوى بالفيروس. كشفت الدراسة تسبب العلاج الفيروسى فى حدوث طفرة داخل الخلايا السرطانية، فى جين يسمى ( CDSE1 )، والذى عادة ما يحمى من الفيروسات عن طريق إبطاء تكاثرها.. أنتج بروتين ( CDSE1 ) طفرة، استخدمها الباحثون لتطوير لقاح، فقد أنتج الباحثون لقاحًا يستهدف الطفرة، وأظهروا أن حقن اللقاح فى الفئران التى عولجت بالفيروس حفز الجهاز المناعى على تدمير الخلايا السرطانية المقاومة للأدوية، وقتل الخلايا السرطانية وبالتالى تقليل حجم أورامها. قال الدكتور" آلان ميلشر"، أستاذ العلاج المناعى فى معهد أبحاث السرطان فى لندن:" فى هذه الدراسة، تسبب العلاج الأولى للفيروس فى تحور الخلايا السرطانية بطريقة يمكن التنبؤ بها، قبل استهداف الطفرات بدقة بلقاح، مما يمنع السرطان من التقدم أكثر. أضاف:" قد يكون هذا المبدأ قابلاً للتطبيق على نطاق أوسع، لأن الأورام التى تصبح مقاومة للأدوية تمثل مشكلة كبيرة عبر أنواع متعددة من العلاج.. ونحن الآن نستكشف إمكانية تطبيق هذا النوع من النهج على العلاجات الأخرى التى تؤدى إلى تحور الورم وتطوره ".