واشنطن: توصل فريق علماء دولي إلى تطوير طريقة جديدة لإنتاج لقاح لعلاج السرطان وستخدموه في علاج سرطان البروستاتا. وذكرت مجلة "نيتشر مديسين" أن الحامض النووي "دي إن أيه" من خلايا سليمة استخدم لتكوين لقاح أدى إلى شفاء 80% من فئران تجارب مصابة بالمرض. ويعتقد الباحثون أن تلك الطريقة يمكن تطويرها لعلاج أنواع اخرى من السرطان وبدأوا بالفعل تجارب لتطوير لقاح لعلاج سرطان الجلد. وأكدت مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية أن هذا تطور مهم لكن هناك حاجة لإجراء التجارب على البشر. وليست لقاحات السرطان بجديدة، لكنها على عكس اللقاحات التقليدية التي تقي الجسم من العدوى فإن تلك اللقاحات تعمل على الجهاز المناعي ليهاجم الأورام الموجودة في الجسم بالفعل. وتستهدف تلك اللقاحات مواد بعينها على سطح الخلايا السرطانية تسمى محفز المضادات "Antigen"، طبقاً لما ورد بموقع ال"بي بي سي". وأكد البروفيسور الآن ميلشر من جامعة ليدز: "التحدي الاكبر في مجال المناعة هو تطوير محفزات مضادات يمكنها استهداف الورم دون أن تسبب أي ضرر في أي مكان اخر". وقام الباحثون في ليدز ومايو كلينيك في أمريكا بتكسير أجزاء من الحامض النووي لخلايا بروستاتا سليمة وزرعوه في فيروس. ثم تم حقن الفيروس مرات في الفئران. وأدى الحامض النووي من خلايا البروستاتا إلى جعل الفيروس يولد تشكيلة واسعة من محفزات المضادات وحين آخذ الجهاز المناعي في مهاجة الفيروس تمرس في مهاجمة خلايا سرطان البروستاتا. والأهم أن خلايا البروستاتا السليمة وأجزاء الجسم الاخرى لم تتاثر. ومعملياً أدى حقن الفيروس لتسع مرات إلى شفاء 80% من الفئران التي تعاني أورام بروستاتا. وأكد البروفيسور ملشر أن التجارب على البشر امامها سنوات وليس أشهر. وأضاف: "هناك ما يبرر فرحتنا، لكن هذا البحث ليس وليد اللحظة انما يعتمد على العلاج المناعي والعلاج بالفيروسات الذي يبدو واعداً جداً وهذا هو الأمر المثير". وكان الاطباء اعتبروا أن دواء ايبليموماب الذي يحفز الجهاز المناعي لمكافحة السرطان يمكن أن يطيل العمر. ويقول الباحثون إن استخدام حامض نووي خلايا سليمة هو "إثبات للقاعدة" مما قد يؤثر على تطوير لقاحات لأنواع اخرى من السرطان، وقد بدأوا استخدام تلك الطريقة لاختبار لقاح لسرطان الجلد في الفئران.