هو ذلك المكان الذي تلتقي فيه جميع اطياف الشعب حيث يجمعهم الزحام فيصبحون كتله واحده، منهم من تؤرقه متاعب الحياه ومن يسعي للبحث عن لقمه عيش مغموسه بالمُر، يلفظ المترو يومياً ملايين المواطنين خارجه بينما تدخل اليه ملايين اخري بحيث يصبح ' الخارج منه مولود والداخل فيه مفقود '. ' جربيه قبل ما تاخديه ' هكذا قالت بائعه ادوات مكياج وهي تشق طريقها وسط زحام المترو فتشتري منها سيده ' احمر شفاه ' بينما تنظر اليها اخري وتتفحص بضاعتها او يتململ البعض من وجود باعه جائلين داخل المترو وخصوصا وجود باعه رجال داخل العربات المخصصه للسيدات مما يسبب العديد من المشكلات. كما يستغل البعض عاهته او حكايته المأساويه لكسب تعاطف الركاب، حيث يكتفي البعض بمصمصه الشفايف بينما يعطيهم البعض الاخر القليل من المال لكي يكفوا عن الحاحهم. يعتبر المترو ايضا نموذجاً مُصغراً من الحياه في مصر، يمكنك ان تستشف منه الاحوال الاجتماعيه للمصريين او الاحوال السياسيه، يعد من السمات الرئيسيه التي تميز المترو حدوث خلافات سياسيه يوميا بين الركاب فينشب خلاف بين احدهم الذي يؤيد ' الاخوان ' مع اخر يؤيد النظام المدعوم من الفريق ' السيسي ' بينما يكتفي ثالث بالتهدئة قائلا ' ما تستهدوا بالله يا جماعه ! '. يذكر ان هناك العديد من المشكلات التي تؤرق الركاب مثل عدم وجود وسائل تهوية داخل المترو في ظل حرارة الصيف، كما تحدث اعطال كثيره في السلالم الكهربائيه. تعد المشكله الاكبر حالياً توقف العديد من المحطات الرئيسيه ' الجيزه – السادات ' بسبب الاحداث السياسيه الراهنه، فمحطه السادات هي احدي المحطات الاساسيه في خط المترو حيث يتم التحويل منها الي عده خطوط ' المرج – شبرا – حلوان '، حيث تسبب توقفها في زياده الضغط علي محطه الشهداء فأكدت سيده اربعينيه معاناتها قائله: ' بتضطر اغير اكتر من محطه بسبب توقف محطه السادات '، ومن ناحيه اخري يسبب ميعاد حظر التجول تكدس المواطنين في مختلف المحطات. وتحاول اللوحات الارشادية لركاب المترو ان تترك أثرها المنشود ولكن دون جدوي، من أبرزها الالتزام بأبواب الصعود والنزول حفاظاُ علي سلامه المواطنين، ومن جانبها أكدت الاداره العامه للعلاقات العامه لمترو الانفاق أنها قامت بعده حملات توعيه تناشد بها الركاب بالالتزام بتلك القواعد ولكن دون جدوي من جانب المواطنين. أما عن الامن داخل المترو فهو شبه منعدم مما ترتب عليه انتشار الباعه الجائلين داخل عربات المترو وعليه جاءت شكاوي المواطنين وخاصه السيدات التي تأتي شكواهم دائماً من عدم وجود من يقوم تطبيق القانون علي مثل هؤلاء حيث يصل الاأمر الي الدخول في نقاش حاد ومشادات كلاميه.