أعدت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء مسودة جديدة للتفويض الذي طلبه الرئيس باراك أوباما لتوجيه ضربة عسكرية محدودة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تتضمن تحديد الاطار الزمني لهذه الضربة ب60 يوما قابلة للتمديد 30 يوما أخري. وتنص مسودة التفويض الذي توافق عليه أعضاء الحزبين في اللجنة علي أنه 'لا يسمح باستخدام القوات المسلحة الأميركية علي الأرض في سوريا بهدف تنفيذ أعمال قتالية'، كما تنص علي أن التدخل العسكري في سوريا يجب أن يكون 'محدودا'. ويلزم مشروع القرار أوباما بالتشاور مع الكونغرس وأن يعرض علي مجلس الشيوخ ولجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إستراتيجية للتفاوض بشأن تسوية سياسية للصراع في سوريا تتضمن مراجعة كل أشكال المساعدات المقدمة إلي قوات المعارضة التي تكافح للإطاحة بالأسد. وإذا وافقت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ علي مشروع القرار اليوم الأربعاء فإنه سيرسل إلي المجلس بكامل هيئته للتصويت عليه حينما يعود الأعضاء من عطلتهم الصيفية في التاسع من سبتمبر الجاري. ويجب أيضا أن يقر مجلس النواب نسخته من التفويض العسكري ثم التوفيق بين النسختين قبل عرضهما علي أوباما للتوقيع عليهما.وترمي الصيغة الجديدة هذه إلي كسب تأييد أعضاء الكونغرس الذين ما زالوا مترددين في دعم هذه الضربة التي يعتزم أوباما توجيهها لنظام الرئيس السوري. وكان الكونغرس أبدي أمس الثلاثاء دعما حاسما لقرار الرئيس أوباما بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، لمعاقبته علي 'تنفيذ' هجوم بالسلاح الكيميائي بريف دمشق في 21 أغسطس، مما أدي لسقوط أكثر من ألف مدني بينهم مئات النساء والأطفال. '. ويستأنف الكونغرس بغرفتيه 'الشيوخ والنواب' العمل الاثنين المقبل، علي أن يتم التصويت في كلا المجلسين بعد ذلك بأيام. وقد صرح الجنرال جاك دين النائب السابق لرئيس أركان الجيش إن أوباما أكد لأعضاء الكونغرس أنه يخطط لضربة خاطفة تلحق ضررا جسيما بقوات الأسد 'ولكن دون إسقاط النظام'.وفي تحول ملفت للموقف الروسي الرافض لشن حملة عسكرية ضد سوريا قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لا يستبعد الموافقة علي شن عملية عسكرية في سوريا إذا ثبت استخدام دمشق سلاحاً كيميائياً لكنه اشترط مصادقة الأممالمتحدة أولاً. ففي مقابلة تناولت قضايا متنوعة أجرتها معه وكالة أسوشيتد برس الأميركية للأنباء وقناة التلفزيون الروسية الأولي المملوكة للدولة قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ الخميس قال بوتين إنه يشعر بالأسف لإلغاء الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعاً منفرداً بينهما كان مقرراً أن ينعقد في موسكو قبل قمة العشرين. غير أنه أعرب عن أمله في أن يجري مع أوباما نقاشات جادة بشأن سوريا وقضايا أخري في سان بطرسبرغ. وتابع بوتين 'إذا كانت هناك بيانات توضح أن ثمة أسلحة كيميائية استُخدمت وتحديداً من قبل الجيش النظامي، فلا بد من تقديم هذه الأدلة إلي مجلس الأمن الدولي علي أن تكون أدلة مقنعة. ولا ينبغي أن تكون مستندة إلي بعض الشائعات والمعلومات التي استقتها أجهزة المخابرات عبر وسيلة من وسائل التنصت والمكالمات وأشياء من هذا القبيل'. الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال إن بلاده لن تتدخل بمفردها لضرب سوريا إذا صوت الكونغرس الأميركي ضد الضربة. كما أعلنت بريطانيا استعدادها للتباحث مع إيران للوصول إلي حل سلمي بشأن الأزمة السورية رغم عدم تفاؤلها بنجاح المباحثات. ودعا هولاند أثناء مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني يواكيم غوك في باريس أوروبا إلي التوحد من أجل الوصول إلي قرار بشأن الأزمة السورية. ويليام هيج وزير الخارجية البريطاني قال في بيان أمام مجلس العموم 'البرلمان' أمس الثلاثاء إن بريطانيا مستعدة لإجراء محادثات مع إيران بشأن سوريا، لكنه استبعد نجاح مثل هذه المحادثات بسبب ما اعتبره سجلها السابق في هذه القضية. وقال إن الأزمة في سوريا ستُناقش في سلسلة من الاجتماعات الثنائية خلال قمة مجموعة العشرين بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية غداً، وستقوم المملكة المتحدة بالدفع لعقد مؤتمر جنيف 2 للسلام في جنيف. المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صرحت خلال جلسة النقاش الأخيرة بالبرلمان الألماني قبيل الانتخابات التشريعية المقررة يوم 22 سبتمبر الجاري 'نريد حشد كافة الجهود، وهو أمر متاح أمامنا خلال الأيام المتبقية القادمة، للتوصل إلي رد مشترك للمجتمع الدولي'، وأضافت 'احتمال ذلك ليس كبيرا، '. وانتقدت ميركل بعبارات واضحة 'موقف روسيا والصين المتشدد' في عرقلة تحرك مشترك من مجلس الأمن تجاه النزاع السوري، رغم تأكيدها أن 'ألمانيا لن تشارك في عملية عسكرية ضد سوريا'.