والتر سكوت.. (250) عامًا من الحضور

هو صاحب المقولة الأيقونية «لذة الحب، كلذة الصيَّادين فى المطاردة»، وهو القائل أيضًا: «أربعة أشياء تجعل الحياة جديرة بالاهتمام: أن تحب، وتأمل، وتساعد، وتبتسم».. عن الأديب الأسكتلندى الأشهر السير «والتر سكوت».. الملقب ب «أبو الرواية الحديثة».. أتحدث، وذلك بمناسبة احتفال العالم فى الخامس عشر من أغسطس الجارى بالذكرى ال (250) لميلاده.
ولد «والتر سكوت» عام 1771 م فى العاصمة الأسكتلندية أدنبرة، وقبل أن يبلغ عامه الثانى أصابه الشلل فى رجله اليمنى، فأرسله والداه إلى منزل جده حيث كان يقضى معظم أوقاته فى نزهات بين أحضان الطبيعة، فنمت مقدرته الجسدية وتغلب على عاهته بصورة تامة.
فى الثانية عشرة من عمره، بدأ فى دراسة الكلاسيكيات فى جامعة أدنبرة، وفى الحادية والعشرين أكمل دراسة المحاماة. بعدها بقليل، بدأ فى نشر أول أعماله الشعرية.
وفى عام 1814م، كتب روايته الأولى «ويفرلي»، وهى أول رواية تاريخية فى الأدب الغربي، والتى اشتهرت لدرجة أن روايات «سكوت» اللاحقة كان يتم الإعلان لها بأنها «بقلم كاتب ويفرلي»، كما أن سلسلة الأعمال التى كتبها حول موضوعات مماثلة خلال نفس الفترة أصبحت تعرف باسم «روايات ويفرلي».
وفى عام 1820م، كتب «سكوت» أشهر رواياته على الإطلاق بعنوان «إيفانهو» (الفارس الأسود) والتى تمثل أول محاولة لتناول التاريخ الإنجليزي، وأُطلق عليه بفضلها لقب «أبو الرواية الحديثة».
ومن رواياته الشهيرة أيضًا، «القرصان» فى عام 1822م، وكذلك رواية « الطلسم».. وهى الرواية الوحيدة التى كتبها حول الحروب الصليبية، وذكر فيها «الصراع النبيل» بين «ريتشارد قلب الأسد» والبطل صلاح الدين الأيوبى الذى تسلل ليلا وسط الجيوش الصليبية، وهو يحمل معه الدواء اللازم لعلاج خصمه فى معسكره ووسط جنوده.
وهنا، يقول النقاد المنصفون: إن «والتر سكوت» هو أحد أدباء الغرب القلائل الذين نظروا إلى صلاح الدين كبطل عربى مسلم يتسم بالنبل والشجاعة، ويعيش فى بلاد قامت بتصدير الحكمة والقوة والرخاء والشجاعة إلى العالم. ولم يتطرق «سكوت» فى هذه الرواية إلى الحرب التى دارت بين الصليبيين والمسلمين بالمعنى التقليدى للحرب، ولكنه تحدث عن «الصراع» الذى تحول إلى «صداقة» بين قائدين متحاربين.
ومن ناحية أخرى، كتب «سكوت» عدة كتب مهمة أبرزها كتاب «حياة نابليون» فى تسعة أجزاء، وقد أدى المجهود المضنى والمتواصل الذى بذله فى هذا الكتاب إلى تدنى حالته الصحية حيث توفى فى منزله فى «ابتسفورد» عام 1832م عن عمر يناهز واحدا وستين عامًا.