احتج لكوني عربية: قرفت التنديدات والاستنكارات عربية اكتب من الحرقة.. عربية ارفض ما حدث وما يحدث في زمن تكالب فيه الكثيرون نحو الشمعدان الداوودي يطلبون قربه ورضاه حاميين له ويهرولون برؤوس منحنية ونفس وضيعة، ونسوا بل تناسوا المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا المغتصب ونسوا دماء الآلاف من الشهداء وطال الانتظار وأبصارنا مشدودة نحو هذا الغد الذي لم يأتي وكثرت عبارة لعل وعسي يشرق علينا فجر، الغد القادم بنصر مع صحوة نترقبها فما كان منهم الا انهم صاروا جنودا لهم يعبثون بالقضية وبنا ويشتتون الامة ويشيحون الابصار والنفوس الي ما يسمي بالربيع العربي وبسيناريو جديد، فما يحدث هذه الأيام دليلا واضحا علي خيانتهم للقضية الام. فمايحدث في أمتي هو اكبر من أن يوصف بجرة قلم وحديث يقال. فهو وجع بدأ منذ سنين وسنين ولن ينتهي هذا الوجع الساكن فينا. لامة تتيه عن مسارها وتتعثر بفعل ابنائها.. فقد مللنا التنديدات والاستنكارات والخطابات الرنانة والمسيرات التي تملأ الساحات في امة تمتهن الصراخ، ولم نعد نأمل خيرا في القمم العربية الطارئه وغير الطارئه لأنها لن تأتي بالجديد ولأنها ستكون مثل كل مرة جدلا وعراكا دون قرار وفض المجلس بقلوب متنافرة، اما الان فالخيانة جمعتهم.. في جامعة لم تجمع يوما.. لنجد دول المواجهه والمقاومه تقع ضحية التأمر واحدة تلو الاخري والدم العربي صار متناثر في كل مكان خيانة تلو خيانة وأخوتنا في فلسطين يقتلون ويعانون فلم تنفعهم اتفاقيات وتنازلات توقع في العواصم التي ملت هي أيضا من نفاقهم واجتماعاتهم، فهل سوف تعيد هذه الاجتماعات ومعها الاستنكارات طفلا عربيا مات حرقا بقنابل بني صهيون وبيوت تدك فوق رؤوس اهلها ويهجر من يهجر والعرب مشغولون بتحقيق الديمقراطية والحرية في دول الربيع العربي والقادم يا عرب ادهي وامر.وأمام هذه الغمامة السوداء العالقة في سماء امتنا بأمطارها الحمضية تقتل، وتدمر تريد الفناء لنا جميعا ويقولون انه ربيع عربي، اي ربيع وانت تفقد الكرامة وانت تعيش في وطن سلبت هيبته.. وظن الكثيرون ممن يعيشون في دويلات التقزم ان ما دام دولته القزمية بخير فهو بخير ونسي انه جزء من امة وجسد واحد فاذا تألم جزء من هذا الجسد تداعي له باقي الجسد بالسهر والحمي.. وما زلنا نهرول وراء سراب اسمه السلام. سلام لن يتم مع قوم حكم عليهم الاله الواحد بالشتات فصرنا نحن في شتات وهم في مأمن وارض وسماء وماء وصار لهم وطن هو وطننا، والضياع صار جزءا من شعبنا الان. عربية ارفض بكل حرقة وألم، تمنيت أن لا أكون عربية للحظات لان داخلي ممزق وينزف وجراحاتي لا تندمل لأني في قرارة نفسي عكس ما أقول وأعتز بعروبتي ونسبي وأعود لأعاتب نفسي وألومها لأني تمنيت ولو للحظة أن لا أكون عربية فما يحدث في أرضنا بصمة عار علينا، ونحن نري أطفالنا وشبابنا وهم يقتلون وأشلاءهم متناثرة ولا نستطيع فعل شيء سوي التنديد، الا اني رأيت هذا يحدث في ليبيا ايضا لكن برعاية واموال عربية والشعوب العربية صامتة ايضا كما صمتوا علي القضية الام وهرعوا للعدو يتوددون ليكونوا بيادق لتمرير مخططات واجندات خفية اسمها الربيع العربي. ويذرف الدمع فقط عند مشاهدة ذلك علي محطاتهم الفضائية الحريصة علي نقل الخبر بأمانة لنا فهي تنقل الرأي والرأي الاخر، الا ان خبرا من اراضينا المحتلة لا يتعدي الا ان يكون سطرا في شريط الاخبار بينما اخبار الفبركة والفتنة في ثورات الربيع العربي تكون علي مدار الساعة من شهود عيان ومحللين مأجورين وفتاوي! وهذا الالم اصبح لا يدوم إلا للحظات للمواطن العربي ليسارع بعدها ويبحث عن شيء ينسيه هذا المشهد المؤلم حسب تعبير البعض. وإني أقولها وابكي اطفال وطني ليبيا المغدورة واطفال فلسطينالمحتلة، وسوريا سيناريو المؤامرة الجديد فقد سئمت من شعوب اتخمها الاتكال وصارت تبحث عن مباهج الحياة وفقدت كرامتها. ومااقول الا طهرنا يا الهي من عار صار يكللنا ويقهرنا، فإلي كل عين دمعت بل نزفت علي ما ضاع والي كل حبة رمل في قرية هنا في بلدي وهناك في فلسطين الجريحة، وسوريا التي تقدم شهداء كل يوم يسقطون برصاص الخيانة العربية والي أمهات الشهداء وبدمائهم الزكية أقول إلي أصحاب القرار المتخاذلين الذين خانوا شرفاء الامة منها والرافضين للخنوع وتآمرتم عليهم مع اسيادكم في الغرب وخنتم الدم الواحد وجعلتم من شعوبنا اضحوكة وسخرية بعد سياسة التقسيم والتشرذم والعنف والقتل والهاء شعوبنا عن قضيتنا الاولي فاجتمعي يا جامعة الدول واطلبي اجتماعا طارئا لمجلس الامن من اجل اطفال فلسطين وشعب فلسطين، كما كانت جلستك الطارئة والمستعجلة التي استجلبت الناتو لليبيا وهدرتم الدم الليبي باكذوبه انتم صنعتوها؟ والان تلعبون نفس لعبتكم القذرة مع سوريا الصمود.. ونحن ندرك ان هذا لن يحدث فالكثيرون من عملاء العرب حجوا الي تل ابيب ومنهم من قدم فروض الطاعة والولاء في السر ويعمل من أجل ذلك.. القضية صارت اكبر من تفكيركم يا عرب المسيرات والمظاهرات المنددة وميادين الاعتصام التي صارت مجرد طوق لتزين الضمير العربي المتعب فقط ! ان ما يحدث هذه الأيام من فوضي علي الاراضي العربية وتجعل منا حقول تجارب لغطرسة الكثيرين لتضيع هيبتنا بفعل ايد عربية نجسة ليتكرر امامكم يا عرب دائما ألمكم القديم، الا ان الجرح اتسع بعدما كان فجوة صار هوة كبيرة وصار هناك اكثر من قضية وذلك بفعل ايد عربية.