تألمت وشعرت بالحسرة، عندما انتهي لقاء الماراثون بين غانا وأورجواي، بصعود الأخير للدور قبل النهائي لمونديال جنوب افريقيا، وخروج النجوم السوداء من دور الثمانية، بعد ان أهدر نجمهم الأول أسامواه جيان ضربة جزاء في الثانية الأخيرة من عمر الوقت الاضافي، بغرابة شديدة وسوء حظ أشد!. أما الألم فهو لضياع فرصة ذهبية كانت في متناول أقدام منتخب افريقي شقيق، للتأهل إلي المربع الذهبي لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم، وربما الصعود إلي منصة التتويج لتسلم الميداليات، إن لم يكن الكأس!. وأما الحسرة، فهي علي بخت المصريين! منتخبنا الوطني هو بطل أمم افريقيا في طبعاتها الثلاث الأخيرة بمصر وغانا وأنجولا. وفي البطولة الأخيرة بالذات، فاز بكل مبارياته، وتغلب بجدارة واستحقاق علي أربع من المنتخبات الافريقية المتأهلة لمونديال جنوب افريقيا، وحصل علي الكأس الافريقية السابعة في تاريخه، بعد ان هزم منتخب غانا بهدف جدو »المتنازع عليه حالياً بين الأهلي والزمالك«!. أي حسابات منطقية تقول ان منتخبنا الوطني الذي تتفق جماهير الكرة والنقاد الرياضيون علي انه الافضل بين كل الاجيال التي لعبت باسم مصر، كان في مقدوره ان يحقق ما حققه منتخب غانا في مونديال جنوب افريقيا. بل لعله كان يستطيع ان يذهب أبعد منه إلي المربع الذهبي، لو أنه في تصفيات المونديال احتفظ بشباكه نظيفة من هدف التعادل في مباراة زامبيا الأولي بالقاهرة، أو لو أنه عزز أهدافه بهدف آخر في أحد لقاءيه مع رواندا بالقاهرة وكيجالي، أو لو استطاع محمد بركات احراز هدف ثالث من تسديدته في الثانية الأخيرة للقاء العودة مع الجزائر باستاد القاهرة، او لو أنه خاض لقاء ام درمان الفاصل مع المنتخب الجزائري في ظروف طبيعية، ودون ان يتصور أنه فاز باللقاء قبل أن يبدأ!. دعونا من »لو« الشيطانية، ودعونا من »ليت« التي ما عمرت شباكاً ولا منعت أهدافاً!. فالحاصل أننا لم نذهب إلي جنوب افريقيا، رغم ان لدينا أقوي منتخب في القارة، ولدينا مجموعة من أمهر اللاعبين لو كانوا شوهدوا في المونديال لتخطفهم أكبر أندية أوروبا، ولدينا جهاز فني علي أعلي مستوي يقوده واحد من أفضل المدربين في العالم هو المعلم حسن شحاتة!. الحاصل أن العالم يتكلم باعجاب عن انجاز منتخب غانا وعن خروجه بشرف مرفوع الرأس من دور الثمانية بينما لاعبونا متفرغون الآن لإغرائنا بتناول شرائح البطاطس بطعم الكفتة والديك الاسكندراني والبطيخ!. من الآن.. علينا ان نجدد شباب منتخبنا لنخوض به تصفيات ثم نهائيات أمم افريقيا 2102 في غينيا الاستوائية والجابون، ثم بطولة 3102 في ليبيا، وتحقيق حلم المصريين بالتأهل لكأس العالم القادمة في البرازيل. حينئذ.. ليس عندنا مانع ان يعلن لاعبونا عن شرائح البطاطس، بشرط ان تكون بطعم المونديال!.