يبدو أن خالد مشعل رئيس حركة حماس أدرك بحس »قطاع الطرق« أن الأموال الايرانية سوف تتوقف »34 مليون دولار شهريا«. بعد أن فرض العالم حصارا خانقا علي إيران، وأصبح علي احمدي نجاد البحث عن طعام لشعبه قبل تسليح حماس. وبعد أن أدرك نجاد أن لعبة تدخلاته في اللعبة الفلسطينية لم تحقق هدفها في الضغط علي أمريكا وأوربا. كما أدرك مشعل أنه مطرود. مطرود من الملجأ السوري، بعد أن قالها الرئيس بشار الأسد صراحة، أنا لا أحب حماس ولكن مصالحي معهم.. وقال إن سوريا مستعدة أن تقنع حماس وحزب الله بالاعتراف بإسرائيل شريطة أن تعيد اسرائيل الجولان السوري المحتل. كلام الرئيس السوري واضح.. وحينذاك سوف يطرد حماس من سوريا.. وليذهب الفلسطينيون الي الجحيم، سواء أقامت لهم اسرائيل دولة أو ظلوا في الشتات أو في ملاجيء تحت أنقاض بيوت غزة. أدرك مشعل أن مصيره الطرد من جنة سوريا والحرمان من الهبات الايرانية.. وزادت الحالة سوداوية في عين مشعل وهنية بعد أن سمعا رئيس الوزراء التركي أردوغان يتذلل الي امريكا لحفظ ماء وجهه بعد الخطب العنترية »الظاهرة العربية والاسلامية« عقب العدوان الاسرائيلي علي أسطول الحرية ومقتل رعاياه الأتراك علي ظهر سفينة مرمرة. قال أردوغان للرئيس أوباما.. إن اسرائيل بتصرفاتها هذه »قد« تفقد أقوي صديق وحليف لها في المنطقة. ولكن رد واشنطن عليه كان قويا وحاسما.. الزم حدودك يا أردوغان لقدتجاوزت الخطوط الحمراء.. وفي اليوم التالي نسي فلسطين وسكان غزة المنكوبين وتفرغ لحربه الشرسة مع الاكراد المسلمين. الغريب أن الراعي الذي توجه له مشعل هذه المرة.. هو عدوه الأول »امريكا« حسبما قال قبل ذلك في اكثر من مرة. فهي الداعم الأول والأخير لاسرائيل. مشعل تاب واناب.. وقال في مقابلة لشبكة تليفزيون »بي بي أس« الامريكية.. إن حركته ليست ضد الولاياتالمتحدة. وإنه يدين أي عنف ضد أي مدني ولا يؤيد العمليات الإرهابية في اسرائيل أو غير اسرائيل ولكن رجاء من الادارة الامريكية أن تعفو عنا وتقبل الحوار معنا، ملمحا أن الحوار قائم في الخفاء. ولكن حماس تريد حوارا مباشرا وانه لا يمكن تحقيق سلام بدون اشتراك حماس! لم يجد مشعل أذنا صاغية من الامريكيين.. فعاد الي عناده المعهود في قتل أي بادرة أمل للمصالحة الفلسطينية. بعد أن كانت لاحت في الأفق آمال، عقب زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي الي غزة. والاتفاق علي بدء نقاش حول ورقة تفاهمات بملاحظات حماس علي ورقة المصالحة المصرية بعد التوقيع عليها.. نقض مشعل عهوده كالمعتاد قائلا.. لأ.. التوقيع بعد التوصل الي ورقة التفاهمات. وهو الأمر الذي رفضته مصر قطعيا، والتمسك بالتوقيع علي ورقة المصالحة أولا، ثم يؤخذ في الاعتبار عند التنفيذ ملاحظات حماس. لتعود قضية المصالحة الي حالة الجمود بعد ثلاث سنوات من المفاوضات الشاقة. ولا أجد تعقيبا علي موقف الاشقاء الفلسطينيين الذي عبر عنه مواطن مصري بسيط في لهجة ساخرة.. اذا كان الفلسطينيون مختلفين في الاتفاق بينهم من 3 سنوات علي السلطة، زعلانين ليه من اسرائيل لو قعدت 03 سنة كمان تتفاوض وتماطل.. الحال من بعضه!؟