أكد المشاركون في جلسات اليوم الثاني لمؤتمر تنمية التعاون بين أمريكا والدول الإسلامية المنعقد بمكتبة الإسكندرية ضرورة التركيز علي الثقافة، وخاصة الثقافة الشعبية، كوسيلة للتقارب عوضا عن السياسة مع التأكيد علي أهمية الفن الذي يعد لغة عالمية بين الدول والثقافات، إضافة إلي كونه أفضل وسيلة لمحاربة المفاهيم الخاطئة..وأشاروا إلي أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أثّرت في العلاقة بين الدول الإسلامية والولاياتالمتحدة، منوهين إلي أن الغضب الذي يشعر به كل من الطرفين تجاه الآخر، لم يزل موجودا، وبالتالي يتعين توجيهه في الإطار السليم، وإلا سينمو ليدمر الجميع .. وشددوا في هذا الإطار علي أهمية العمل علي حل القضية الفلسطينية كي تتحسن العلاقات بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة؛ حيث إنها إحدي الأسباب الرئيسية لتوتر تلك العلاقة.. وأوضح الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني الديمقراطي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أنه من الخطأ التركيز علي الثقافة فحسب لتحقيق التقارب دون الجوانب الأخري؛ حيث إنها تتأثر بالسياسة والاقتصاد والظروف المجتمعية وما يحدث في العالم.. وشدد هلال علي أنه لدينا مسئولية كعرب ومسلمين في خلق مجتمعات متسامحة وديمقراطية؛ وهو ما لا يمكن لأحد في الخارج أن يساعدنا فيه، لافتا إلي أنه سيتم الحكم علينا من خلال طريقة تعاملنا مع الأقليات لدينا، ومؤكدا أنه لا يمكن طلب العدالة من الآخرين دون أن نكون عادلين بين أنفسنا..كما أدان هلال تمركز الغرب حول ذاته وأنه يري نفسه محور العالم وأنه علي الآخرين أن يكيفوا أنفسهم علي قواعده.. وأضاف أن عهد أوباما حدثت فيه تطورات إيجابية وسلبية علي صعيد السياسة الخارجية، وأن الحديث عن التعاون بين العالم الإسلامي وأمريكا لا ينفي أن تكون هناك خلافات بين الجانبين. و دعا الدكتور أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الإدارية إلي البحث عن آليات جديدة للاجتماع علي النقاط المشتركة والتعايش في سلام، مشددا علي أهمية التعليم والثقافة بوجه عام وعلي عدم استغلال التنوع الثقافي كمادة للاختلاف بل لإثراء الشعوب، مؤكدا علي أهمية تبادل الخبرات والتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، والتي تمثل الدعامة الأساسية لنهضة الأمم.. من جانبها أكدت مارجريت سكوبي سفيرة الولاياتالمتحدة في مصر سعي الحكومة الأمريكية الدائم لتحقيق الأهداف التي تضمنها خطاب الرئيس أوباما بالقاهرة وعلي استمرار الدعم الأمريكي لمصر ودول العالم الإسلامي في كافة المجالات، خاصة المجالات الثقافية والعلمية والاقتصادية، ومشيرة إلي قوة العلاقات المصرية الأمريكية، وأن أمريكا تفتح الباب أمام العديد من فرص التبادل الثقافي واستضافت حوالي 2000 طالب مصري للدراسة بها وأن كثيرا من الطلاب الأمريكيين يدرسون اللغة العربية بمصر.. وهناك أكثر من 1400 عربي لديهم منح دراسية بأمريكا، فضلا عن التعاون بين رجال الأعمال في المجال الاقتصادي.