مرة أخري أؤكد ان بوش هو اسوأ رئيس في التاريخ الأمريكي... هكذا صارحتني منذ سنوات هيلين توماس عميدة مراسلي البيت الأبيض عندما سببت انتقادتها المستمرة لإدارة بوش في حرمانها من كرسيها المفضل بالصف الأول بين مراسلي الصحف و وكالات الأنباء في البيت الأبيض. كان لهيلن كأقدم المراسلين الحق في توجيه أول سؤال و إنهاء المؤتمر الصحفي بعبارة "شكرا سيادة الرئيس" لم تكن هيلين علي حق للأسف في تصريحها الذي سبب لها أذي كبيرا في عهد بوش الذي واجهته بسوءات عهده و بخاصة عند غزو العراق و حرب لبنان. سألتني "ما هو الأسوأ الذي يمكنني مواجهته" و من هذا المنطلق تحمست لتأييد باراك أوباما. و عادت هيلين لمقعدها منتصرة و لكنها لم تتخيل ان الأسوء لم يأت بعد و ان السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط هي المشكلةو ليس الروءساء الذين عاصرت منهم تسعة. ارتكبت العجوز المشاغبة الخطيئة الكبري و هي انتقاد اسرائيل. قالت انه علي الإسرائيليين مغادرة فلسطين و العودة من حيث أتوا. لم يشفع لها الاعتذار و تم ذبحها إعلاميا و فجأة تذكروا ان هيلين(98 عام) ذات جذور لبنانية و اضطرت للتقاعد بعد ان تخلي عنها الجميع في بلد يزهو بحرية التعبير. أما أوباما فإنضم للمهاجمين و اعتبر قرارها التقاعد لتعيش ما بقي لها من عمر في عزلة قرارا سليما. يبدو ان بوش لم يكن الأسوء. قطعا أخطأت هيلين للمرة الأولي في تقييم رئيس أمريكي.