يوم 4 مارس يوما مهما إذ شهد حدثا محوريا في إطار البناء الأورومتوسطي، وبوجه خاص من أجل الدفع بمبادرة »الاتحاد من أجل المتوسط«، وهو تاريخ اطلاق السكرتارية العامة للاتحاد، وتعيين سكرتيرها العام الجديد السيد/ أحمد مساعده. ويعد إطلاق هذه الآلية فرصة لبدء مرحلة جديدة من التعاون، ومقدمة للنجاحات التي نتمني أن نجنيها في منطقة المتوسط خلال النصف الأول من عام 0102. هدفنا هو توطيد الاتحاد من أجل المتوسط.إن المرحلة الجديدة التي دشنها اطلاق مبادرة »الاتحاد من أجل المتوسط« منذ عامين في باريس، بمشاركة نحو 34 من رؤساء الدول والحكومات قد اعطت دفعة وحيوية للمشاركة بين ضفتي المتوسط التي تأسست منذ خمسة عشر عاما علي إعلان برشلونة، وذلك بهدف العمل علي إحلال السلام ودفع عجلة التنمية ودعم التبادل الثقافي والإنساني في منطقة المتوسط. لقد وفرت مبادرة »الاتحاد من أجل المتوسط« أسلوبا جديدا للعمل يرتكز علي تنفيذ مشروعات محددة طبقا لمبدأ السرعات المتفاوتة، ووضع هيكل مؤسسي يعتمد علي رئاسة مشتركة ومتكافئة بين شمال وجنوب المتوسط، بالإضافة إلي سكرتارية دائمة. ومن ثم فسوف تعطي هذه المبادرة الفرصة لشمال وجنوب المتوسط لكي يشاطرا نفس التحديات، وأن يعملا معا علي تسخير جميع الموارد والإمكانات لمواجهتها. ومن ثم، فسوف نتقدم نحو منطقة متوسطية تنعم بالمزيد من الأمن والاستقرار والرخاء. وللحفاظ علي قوة الدفع التي أطلقتها قمة باريس عام 8002، تعكف كل من مصر واسبانيا وفرنسا الآن علي الإعداد لقمة برشلونة يوم 7 يونيو، والتي ستشهد دعم بناء »الاتحاد من أجل المتوسط« وإقامة هياكله. وستسعي القمة إلي توجيه رسالة موحدة تؤكد التزامنا بتحقيق السلام، في الشرق الأوسط خاصة، وفي جميع أرجاء المتوسط بشكل عام، وتجاوز الخلافات، والعمل علي تنفيذ المشروعات التي من شأنها ان تساهم في تحقيق الرفاهية والرخاء لشعوب المنطقة، خاصة المشروعات في مجالات النقل والطاقة والتنمية المستدامة.. لا تعد قمة برشلونة الفرصة الوحيدة لتوجيه تلك الرسالة، فخلال الشهور القادمة، ستعقد العديد من المؤتمرات الوزارية القطاعية المهمة في برشلونة، دوبروفنيك، القاهرة وبردو (سلوفينيا) لبحث العديد من المسائل الحيوية مثل إدارة الموارد المائية، والمحافظة علي البيئة، السياحة، الطاقة، الزراعية والأمن الغذائي، بالإضافة إلي البحث العلمي والتعليم العالي. إن عقد تلك المؤتمرات في المجالات الآنف ذكرها يندرج في إطار المحاولات لمواجهة التحديات العالمية المتمثلة في تداعيات الأزمة المالية، تأثيرات التغيرات المناخية، حتمية الانتقال إلي نمط جديد من استخدام الطاقة، وهي تحديات يزيد من حدتها هشاشة منطقة المتوسط نتيجة للاختلافات الاقتصادية والاجتماعية الواسعة بين ضفتيها. إن ازدحام جدول أعمال المبادرة خلال الفترة القادمة يعكس إعادة الحيوية والنشاط للعلاقات الأوروبية المتوسطية. وتواصل الرئاسة المشتركة للمبادرة إعطاء دفعة سياسية لها. ولا شك ان إطلاق السكرتارية اليوم سيكون عاملا مضاعفا لجهودنا من أجل دفع مسار المبادرة إلي الأمام. وعلي جانب آخر، فإن المفوضية الأوروبية منخرطة بشكل كامل في جميع أعمال المبادرة، ونحن علي ثقة بأنها سوف تنقل خبرتها إلي السكرتارية. وفي نهاية المطاف، فإن الرسالة الرئيسية التي يتعين توجيهها هي أن ما نقوم به من جهد من أجل بناء »الاتحاد من أجل المتوسط« إنما يتم من أجل مواطني دول منطقة المتوسط، وإن مجالات المشروعات التي تم تحديدها خلال قمة باريس ما هي إلا مثال علي ذلك، وأن هذا البناء ليس فقط من أجل مواطني دول المنطقة، وإنما بواسطتهم أيضا، ومن ثم فيجب أن يساهم في هذا العمل البرلمانيون والسلطات الإقليمية والمحلية والمؤسسات الاقتصادية والمجتمع المدني. من أجل تحقيق ذلك، يجب التأكيد مجددا علي التزامنا تجاه قضايا المتوسط، وعزمنا علي تكثيف الجهود لبناء وتطوير »الاتحاد من أجل المتوسط«.