كلما ضاق الخناق حول ايران منذ تصعيد أزمة الملف النووي مع أمريكا والغرب من 8 سنوات.. لجأت إلي معالجة للأزمة أكثر عنفا مع غطاء بتحرك دبلوماسي يظهر أن ايران تسعي للحل السياسي.. الخطأ الايراني في معالجة الأزمة مع التحفظ في نفس الوقت علي سياسة أمريكا المزدوجة مع اسرائيل يكرر نفس أسلوب الرئيس العراقي صدام حسين.. وكأن الدولتين الكبيرتين ابتلاهما الله بقادة يجرون بلادهما إلي مصير مجهول.. وهو مخطط مدروس ومتعمد من أمريكا واسرائيل لاضعاف أو تصفية الدول القوية والقادرة بالمنطقة والمناوئة لسياستهما. وقد اجتهد صدام وخليفته نجاد في تقديم العراق وايران علي طبق من ذهب.. وقد أغري نجاد السعي الأمريكي والأوروبي للحلول الوسط مع منح ايران حزمة من الامتيازات في سبيل الحل السلمي.. ازدادت في مقابلها المراوغات الايرانية والاحساس بقوة الدولة العظمي القادرة علي ان تشعل العالم نارا اذا مسها أحد بسوء. ومع تنوع وتتالي المبادرات المطروحة، يتصاعد الخطأ الايراني بالقول والعقل، بالكلمات العنترية من أحمدي نجاد، أن قوي الشر والاستعمار الأمريكي لن يستطيع فعل شيء ومصيره في »زبالة« التاريخ والفعل بالاعلان عقب فشل كل مبادرة مطروحة للحل.. عن التقدم الايراني في مجال مستوي تخصيب اليورانيوم بنسبة 02٪. وانتاج صواريخ قادرة علي حمل رؤوس نووية وخطة لإنشاء مفاعلات جديدة وغيرها من الأنشطة المفترض أنها سرية »سواء كانت صحيحة أو كذبا وخداعا«. وهي أمور زادت من الشك وعدم الثقة لدي الجانب الآخر في الأزمة. أما الأفعال الايرانية أكثر سوءا فهي الدور الايراني في منطقة الشرق الأوسط، بالتدخل القوي في شئون قضاياه كأوراق ضغط في معالجة الأزمة.. وأرجو أن يقرأ من يعارضون هذه الرؤية من أولياء ايران، ما قاله أحمدي نجاد عقب توقيع اتفاق اعلان طهران، بين ايران وتركيا والبرازيل في 71 مايو الماضي، بعد التعامل الغربي بفتور بشأن هذا الاتفاق لتبادل تخصيب اليورانيوم.. قال نجاد بالحرف الواحد: »لن تحل مشكلة في المنطقة بدون ايران«. فطالما أنتم في أمريكا والغرب تقفون في مواجهتها فلن تتوقف أصابعنا من اللعب سرا وعلانية في قضايا المنطقة لزعزعة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط وتهديد مصالحكم. وهي القضايا التي بدأت ايران بالفعل العبث بها في العراق وأفغانستان والأقوي في فلسطين ولبنان، عندما جرت حماس إلي مواجهة أدت إلي عدوان اسرائيل علي غزة وحصارها حتي الآن، وما سبقها من الحرب علي لبنان، وبسبب أيضا حزب الله. واستمرار دورها المدعوم من سوريا في منع المصالحة الفلسطينية، وانفراد حماس بحكم قطاع غزة المحتل. وغيرها الكثير من صحيفة سوابق ايران في المنطقة غير تهديدها المباشر لمنطقة الخليج والاعلان صراحة عن ضرب واحتلال أي دولة تفكر في موقف أو تصرف ليس علي هوي ايران. الآن.. بعد ان ازداد ضغطط الخناق علي ايران مع الحزمة الرابعة من العقوبات، لن تجد وسيلة للتنفيس عن نفسها وحفظ ما تبقي من كبريائها، واثبات انها القادرة غير ان تعبث فسادا، المغلف بالأدوار القومية والبطولية في قضايا الشرق الأوسط.. ولننتظر الأسوأ من ايران في المنطقة الفترة القادمة!