يوما بعد آخر تبرز إسرائيل انيابها للجميع في تحد سافر بعد أن تأكدت علي مدار سنوات طويلة من أنها فوق كل قانون ولن يطالها أي عقاب أو لوم باستثناء بعض بيانات الشجب والإدانة والتحذير التي قد تأتي من هنا أو هناك وكلها في النهاية مجرد كلمات علي ورق لن تتمخض عن موقف رادع يفرمل عقيدة العنف وسفك الدماء التي تطورت علي مدار قرن لتصل الي تلك الوحشية التي لا تفرق بين اعزل وعسكري. لذلك لم يصدم مشاهد الاعتداء علي قافلة الاغاثة اسطول الحرية أيا من اصدقاء إسرائيل الاقرب الذين اعتبروا ما حدث ليس خطأ اسرائيلياً بقدر ماهو خطأ الآخرين الذين لا يستطيعون التعامل مع وحش في لحظة ظهور أنيابه بالرغم من أن هؤلاء الآخرين لم يحملوا سلاحاً وأنما جاءوا بمعونات انسانية لشعب يئن من حصار خانق لا يمكن تصوره. حصار أمتد لشهور طويلة دون أن يهتز طرف المجتمع الدولي أويتحرك ضميره أمام شعب يعاني ولم يعد يملك حتي قوت يومه وابسط متطلبات الحياة اليومية لاي انسان. إن الدماء التي اسالتها الآلة العسكرية الاسرائيلية علي اسطول الحرية هي نقاط سوداء فوق جبين نظامها الصهيوني وانظمة أصدقائها ممن يتشدقون بكلمات »كالحرية« وحقوق الانسان« فقد »ضربوا« هذه المعاني في مقتل دون أن يفقهوا حقيقة ما تعنيه مثل هذه الكلمات.. فابسط حقوق الانسان هو حقه في حياة كريمة وهو ما تمنع هذه الدول تحقيقه للفلسطينيين.. بل ومن يحاول مساندتهم ولو رمزيا بقافلة لا تحمل سوي السلام فأذا بهم يخضبونها بالدماء. وكم كان رائعاً قرار الرئيس مبارك بفتح معبر رفح بصفة مستمرة أمام الفلسطينيين ليؤكد مرة بعد أخري احتضان مصر للقضية والشعب الفلسطيني بعيدا عن اي مزايدات ودون خطابات رنانة او دعائية فالكبار لا يتحدثون كثيراً ولكن بافعالهم وقراراتهم يصنع الاختلاف وتتغير الموازين. فاتن عبدالرازق [email protected]