لا شك أن الاهتمام بالشباب يعد في المقام الأول اهتمامًا بمستقبل الإنسانية، ومن ثم فإن الاتجاه إلي دراسة هذا القطاع العريض والمؤثر في أي مجتمع من المجتمعات يعد مؤشرًا مهمًّا علي تقدم المجتمع وتطوره، فالشباب يمثلون قوة العمل الأساسية والحقيقية، كما أنهم - وهذا هو الأهم - يعكسون صورة المستقبل. لذلك حرصت علي المشاركة في الندوة العربية السنوية الثالثة لجريدة "الحرية" التونسية، علي مدي يومين كاملين، والتي نوقش خلالها العديد من القضايا المحورية التي تهتم بالشباب، وتبحث كيفية الاستفادة من هذه الكتلة الضخمة المحركة لمجتمعاتنا العربية. واستوقفتني مبادرة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بإعلان عام 2010 عامًا للشباب، ثم استجابة الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذه المبادرة، وتعميم الفكرة ليصبح 2010 عامًا دوليًا للشباب. وعندما فكرت في الموضوع الذي سأشارك به في هذه الندوة المهمة، قفز إلي ذهني موضوع الساعة الذي يستحوذ علي عقول واهتمام الشباب، ويشكل بصورة أساسية جزءًا كبيرًا من أفكارهم ومعتقداتهم.. أتحدث عن موقع (فيس بوك) علي الإنترنت. وحينما شرعت في كتابة الورقة التي سأشارك بها في الندوة التونسية، عثرت علي تقرير أعده مركز معلومات مجلس الوزراء، يحمل أرقامًا لها دلالات مهمة، ففي مصر يشهد موقع فيس بوك تزايدًا مستمرًا في أعداد مستخدميه، ومعظمهم من الشباب. ويتركز مستخدمو فيس بوك في مصر - حسب التقرير - في الفئة العمرية من 19 إلي 30 عامًا بنسبة 64.8 ٪، تليها الفئة العمرية من 13 إلي 19 عامًا بنسبة 18.8 ٪، ثم الفئة العمرية من 30 إلي 50 عامًا بنسبة 14.3 ٪، وأخيرًا الفئة العمرية الأكبر من 50 عامًا ونسبتها 2.1 ٪. وهذه الأرقام لها دلالاتها، وتجعلنا نفكر في الأسلوب الذي يجب أن نستخدمه في مخاطبة شبابنا، فشباب اليوم مختلف اختلافًا كبيرًا عن شباب الأمس، وهو شباب يحتاج إلي من يقنعه بطريقته التي يفهمها، وبلغته التي يستخدمها. لذلك اقترحت أثناء المناقشات التي تضمنتها جلسات الندوة، أن نتعامل في قضايا الشباب بنظرة شبابية لا بنظرة فوقية، بمعني أن نذهب نحن إليهم حيث هم، فهم موجودون هناك علي تلك الشبكة وهذه المواقع.. ومن خلال عملي الصحفي، لا أكف عن توجيه الدعوات لشباب مصر بتحقيق الاستخدام الأمثل للإنترنت، وتفعيل مشاركتهم أكثر وأكثر. كما أدعوهم للانفتاح علي شباب العالم عن طريق المحادثات المباشرة أو غير المباشرة عبر موقع فيس بوك. كانت الندوة مفيدة جدًا، وكانت الأبحاث والدراسات التي قدمت فيها عميقة وتحتاج إلي مقالات أخري وحديث آخر، في الأسابيع المقبلة بإذن الله.