بكيت كما بكي غيري الكثيرون عندما قرأ تفاصيل ذلك الحادث المرعب الذي داس فيه سائق ميكروباص قائد سيارة ملاكي بسبب التنافس علي اولوية السير في الطريق. سائق ابسط ما يمكن ان يطلق عليه انه مجرم لا ضمير له ولا قلب ولا شعور فلم يكتف - كما تحكي وقائع القضية - بدهسه مرة واحدة ولكنه عقد النية والعزم والاصرار علي تنفيذ جريمة شنعاء فراح يهرس بسيارته الضحية الذي قطعا واجه عدوانا غاشما 4 مرات فوق جسده فحطمه وكسر عظامه والغريب انه تركه في بركة من الدماء بين الحياة والموت وهرب من مكان الحادث حتي تم ضبطه بعد ان التقط بعض من شاهدوا الواقعة رقم سيارته. شيء بشع والابشع منه ان تلك ليست الحادثة الاولي ولن تكون الاخيرة طالما اننا نسمح للبلطجية وقطاع الطرق والصبية ومتعاطي المخدرات والبرشام والمسكرات بأن يقودوا مثل تلك المركبات القاتلة ان تأتمن مثل هؤلاء علي اهالينا الذين يستقلونها أو علي الطريق لنراهم يعربدون فيه مع الاسف دون رقيب أو حسيب! لو شاهدتم كيف يسابق قادة تلك الميكروباصات بعضهم البعض علي الطرق لعرفتم من اين تأتي الكوارث ولو شاهدتم كيف يتعاملون مع الركاب وكأن في يد كل واحد منهم سكينا مسلطا علي رقبته وتهديدا دائما بألا يفتح فمه لا علي الاجرة ولا علي السرعة الجنونية التي يسيرون بها وإلا تعرض لما لا يحمد عقباه. سيرد البعض بأن الامر امام النيابة والقضاء فيما يتعلق بظروف الحادث البشع ولكن هل سيمر الموضوع علينا بهذه البساطة حادث »وخلاص« ام علينا ان نتوقف بصورة جدية هذه المرة بعد ان ظن هؤلاء »المنفلتون« انه لا ضابط ولا رابط ولا عقاب علي جرائمهم أو حتي مخالفاتهم والتي وصلت الامور فيها إلي حد القتل والتمثيل بالمجني عليهم.. فوضي المرور كما تؤكد كل الاحصائيات السبب فيها أو في نسب عالية منها هم سائقو الميكروباص، المواقف العشوائية هم السبب الرئيسي لها وعشرات القتلي والمصابين هم ضحايا لرعونتهم وعدم التزامهم بالسلوكيات والقواعد المرورية. من يحمي هؤلاء الذين يخرجون ألسنتهم لنا وللقانون جهارا نهارا؟ اذا رد علينا احد المسئولين بانه لا حماية لاي احد وان لا احد فوق القوانين فماذا نسمي ما يحدث من هؤلاء ؟ هل هناك من يستفيدون من الفوضي التي يحققها سائقو الميكروباص؟ كفانا طبطبة بحجة ان هؤلاء يقومون بخدمة الملايين وانه لولاهم لصارت هناك ازمة حقيقية في وسائل النقل فالامر قطعا يحتاج الي إعادة تنظيم ووضع قوانين وقواعد تلزمهم وتمنع ذلك التسيب الذي يحدثونه. المحليات عليها دور رئيسي في وضع نظام تشغيل يضمن الاداء الجيد دون انفلات وتحت الرقابة الكاملة حتي يكون هناك ثواب وعقاب خاصة انه علي حسب علمي ومعرفتي ان تلك المحليات تفرض رسوما لتشغيل تلك الميكروباصات. والمرور ورجاله عليهم الدور الاكبر بتشديد الرقابة والحزم في ضبط المخالفين منهم ومنع من يثبت سوء سلوكه أو رعونته أو عدم التزامه من القيادة. اذا لم نفعل ذلك فلن ينصلح الحال ودعونا ننتظر الضحية القادمة، تري كم مرة سيدوس عليه قائد الميكروباص!!؟