مؤمن خلىفة الذين يطالبون بالعدالة الاجتماعية باعتبارها أحد أهم مطالب ثورة 25 يناير هل يعجبهم حجم الفوضي في كل شوارع مصر. لقد تحولت مداخل محطات مترو الأنفاق إلي سويقات عشوائية وتحكم الباعة الجائلون في الأرصفة وعرض الشارع فلم يعد يستطيع أحد السير في الشارع وعمت الفوضي شوارعنا في مظهر غير حضاري علي الإطلاق.. من المسئول عما يحدث في شوارعنا ومن يستطيع إعادة الانضباط إليها وقد كسرنا شوكة الشرطة واعتبرناها عدونا الأول الذي نحاربه.. وتحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان أصبحت الفوضي عنوانا رئيسيا لبلدنا حتي ميدان التحرير رمز الثورة استولي عليه البلطجية وتحول الميدان الذي كان أيقونة ثورة يناير إلي مرتع للباعة الجائلين وعربات الكشري والفول ومقاه بل ومخبأ للعصابات والنشالين.. كم من الجرائم ترتكب باسم الثورة وشعاراتها الخلاقة ..من جهتي أشك في عودة شوارعنا إلي ما كانت عليه من النظافة وخاصة شوارع وسط المدينة فقد صعقت وأنا أسير في شارعي طلعت حرب وقصر النيل وكذبت عيني فلا أريد أن أصدق أن هذه الشوارع هي الشوارع التي كنا نستمتع بالسير فيها.. لقد انتشر الباعة علي كل الأرصفة واحتلوها.. بضائع من كل لون وصنف.. لسنا ضد أن يعمل الجميع ولسنا ضد أن يكسب أحد ولسنا ضد تشغيل طابور العاطلين لكن أن تتحول الشوارع إلي ما يشبه المسخ وتتشوه بهذا الشكل فهذا ليس من العدالة الاجتماعية في شئ.. أن تسود ثقافة البلطجة شوارعنا.. أن يباع الشاي علي الرصيف في أهم شوارعنا ..أن تتحول إلي " نصبة"فهذا هو الجنون بعينه.. أين الشرطة التي حاربناها واقتحمنا مقارها وأقسامها وتعدينا علي أفرادها ولا يزال البعض يسعي إلي القضاء عليها تحت مسمي إعادة الهيكلة ليتحولوا إلي الجيش لنقضي علي مؤسساتنا الوطنية وتتحقق الفوضي لننقسم إلي ميليشيات تتحكم في العباد والرقاب في مخطط يحاك لنا بحنكة ودقة نحن له كارهون الا هؤلاء الذين يسعون في مصر فسادا باسم حقوق الإنسان.. هل حقوق الإنسان أن تتحول شوارع المحروسة إلي ما هي عليه الآن من فوضي.. لماذا لا يتحرك المجلس العسكري.. لماذا لا تتحرك الحكومة لبسط سيطرتها علي الشارع.. لا أصدق أن الدولة لا تستطيع فرض سيادتها علي الداخل.. وإذا كان الأمر كذلك فكيف تستطيع مواجهة أي طارئ خارجي.. لا أريد تصديق ما يشاع أن هذه الفوضي مقصودة لنندم علي أننا انتفضنا وقمنا بثورتنا !! لا أحب نظرية المؤامرة ولا أميل اليها لكن الأحداث التي تجري تشير إلي مستفيد مما يحدث في مصر.. جاري المحاسب أيمن أقسم أن أحد معارفه وهو شخص يثق في كلامه أكد له أن هناك أشخاصا يشترون حمولة سيارات تنكات البنزين والسولار لتذهب لتفريغها في الصحراء بغرض إحداث أزمة في البلاد.. وما وجهه وزير التموين من اتهامات لشركات مجدي راسخ صهر المخلوع بضلوعها في هذه الأزمة " حسب المصري اليوم - صباح السبت الماضي".. بين ما ذكره جاري المحاسب واتهامات الوزير تكمن المشكلة ويتبادر السؤال.. هل هناك مؤامرة فعلا لافتعال أزمات تعيدنا إلي نقطة الصفر.. هل هناك من يسعي إلي عقاب المصريين علي ثورتهم؟!.. هل هناك من يلعب في الخفاء لتحريض الناس.. هل الفلول قادمون يفكرون ويخططون في جنون علي رأي حليم في الأغنية التي لم يقدمها في فيلم كان يخطط له قبل وفاته.. من ناحيتي بدأت أفكر.. لماذا لا.. ولماذا لا يساعدهم آخرون يتحكمون في المناصب ولهم نفوذ لأن من يترك شوارع مصر بهذا السفه وتلك الفوضي له مصلحة مؤكدة.. ما بين أزمات البنزين والسولار وأنابيب البوتاجاز وفوضي الشوارع خيط خفي والربط بينهما يصل بنا إلي الفاعل الأصلي إذا كنا نسعي لمعرفته.. لكن سؤالي الأخير.. أين البرلمان الذي يصر علي وضع الدستور بحجة أن الشعب هو الذي جاء به ويشترط 50٪ من أعضائه.. في هذه الأزمات لماذا يتقاعس ولا يتحرك وكل همه حجب الثقة عن حكومة الجنزوري لترحل.. أشم رائحة غير طيبة وأتيقن أن هناك مؤامرة علي مصر.. هناك مؤامرة.. يا ألف خسارة عليك يا مصر!