د. نجوى عويس لم أكن أعلم وأنا ألبي نداء من يطرق بابي أنه جاءني بأكبر مشكلة قد تعترض خريف عمري.. بهدوء سلمني مظروف مكتوب عليه بخط أنيق مؤسسة الرعاية الذاتية بالمرج.. بأصابع مرتعشة أضرب أخماس في أسداس، فتحت المظروف تسبقني لهفتي علي وليد.. فلذة كبدي الذي أودعته هناك محتسبة ومفوضة أمري لله راضية بقضائه. وليد أحمد حامد.. وليدي الذي أيقنت يوم وهبني الله إياه وبعد أن أفقت من غشية الولادة أنني أمام أكبر اختبار وأكبر محنة يمكن أن تتعرض لها أم.. نظرته في حجري كائن جميل بلا حول ولا قوة ينتظره مستقبل مجهول، وقد جاء للدنيا بإعاقة ذهنية شديدة كما أخبرني الأطباء.. حملته إلي البيت عشر سنوات كاملة أسقيه حناني وأفرغ عليه كل اهتمامي.. كبر وليد وكبرت معه مشاكلي وتضاءلت آمالي في تحسن أحواله زاد عنفاً حتي فقدت السيطرة عليه وتاهت لغة التفاهم معه.. نصحني الأطباء بإيداعه دار رعاية متخصصة تستطيع تأهيله.. وبالفعل استقبلته جمعية التنمية الفكرية بالمطرية.. ومنها إلي مؤسسة الرعاية الذاتية بالمرج.. سنوات توفي فيها زوجي وتحملت مسئولية وليد وحدي.. أزوره في دار الرعاية وأستضيفه عدة أيام في الشهر، أحاول أن أعوضه خلالها ما حرمته أقداره منه ولكن للأسف لا أجد منه سوي العنف.. أدعو له بالشفاء وقد رفع عنه القلم. الآن وقد بلغ وليد السادسة والثلاثين من عمره يأتيني خطاب المؤسسة تطالبني بتسلمه بحجة صدور قرار من وزارة الشئون الاجتماعية بتسليم جميع الأولاد المعوقين ذهنياً لأهاليهم.. الآن وقد ضاعت الصحة والعمر والقدرة علي رعايته.. كيف يعود ابني المسكين لي.. إنها مشكلة أكثر من خمسين أم وأسرة لا يعرفون كيفية التصرف.. كل أملهم أن تجد لهم وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية حلاً بديلاً يحمي أولادهم. الأم -عفاف عبدالمقصود - نيابة عن جميع الأمهات تنتظر الاستجابة الكريمة علي تليفونها - 38618773