باقي من الزمن عامان ويسقط الحق في محاكمة الرئيس الأمريكي السابق چورچ بوش علي انتهاكاته البشعة لحقوق الانسان التي ارتكبها خلال فترتي رئاسته للولايات المتحدة. هذه الحقيقة ذكرتنا بها المحامية الأمريكية اليزابيث هولتزمان في كتابها الذي شاركتها في تأليفه سينيثيا كوبر. عنوان الكتاب" الاحتيال علي العدالة: كيف اعتدي بوش وشيني علي حكم القانون وتآمرا لتجنب محاكمتهما.. وماذا يمكننا ان نفعل ازاء ذلك؟." تقول منظمة »تروث اوت« ان الكاتبة اليزابيث لها تاريخ طويل في النضال من اجل اقرار العدالة داخل الحكومة الأمريكية. كانت عضوا في الكونجرس واللجنة القضائية في مجلس العموم. صوتت في عام 1973 لإدانة الرئيس نيكسون وشاركت في اعداد قانون مراقبة المخابرات الخارجية في 1978و المحاكمات الخاصة كما شاركت في محاكمات جرائم الحرب النازية التي قدمت مجرمي الحرب النازيين للعدالة. كما تناضل بقوة من اجل تقديم چورچ بوش للمحاكمة. تري اليزابيث ان بوش يمكن ان يخضع لمحاكمة قانونية رغم مرور سنوات طويلة علي ارتكابه جرائمه ضد الإنسانية كما حدث في جرائم النازي و ضد الديكتاتور الشيلي اوجستو پينوشيه ويمكن محاكمة بوش بتهم الكذب علي الكونجرس لتبرير الحرب علي العراق،التنصت علي الأمريكان، التآمر لتعذيب المشتبه في انهم ارهابيون وهي نماذج قليلة من الجرائم البشعة والانتهاكات التي ارتكبها بوش. وتري اليزابيث ان بعض الاتهامات لها فرص الاثبات وبالتالي النجاح امام المحكمة رغم الخطوات التي اتخذها بوش لحماية نفسه من المحاكمة. وتنبه الكاتبة الي ان بعض الاتهامات ستسقط بعد عامين، فلا يجوز محاكمته بتهمة التآمر للاحتيال علي الحكومة الأمريكية بإستخدام الأكاذيب لشن الحرب علي العراق فبحلول 20 يناير 2014 يسقط الحق في محاكمة بوش عن هذه التهمة وكذلك الاتهامات بانتهاك قانون مراقبة المخابرات الخارجية الذي ينتهي في نفس التاريخ. الا ان الكتاب ينبه ان التغييرات التي ادخلت علي القانون لم تمنح حصانة للانتهاكات السابقة علي تغييره وان الحصانة تطبق علي القضايا المدنية وليس المحاكمات الإجرامية وعلي سبيل المثال يمكن توجيه تهمة التعذيب في اي وقت في المستقبل. تصف منظمة »تروث اوت« الكتاب بأنه دليل نموذجي لمحاكمة بأعصاب قوية ولياقة.كما يكشف الكتاب الجهود المكثفة لوزارتي العدل والخارجية والبيت الأبيض لحماية بوش وشيني من المحاسبة. النقد الذي توجهه منظمة »تروث اوت« للكتاب انه لم يشر الي استمرار الرئيس اوباما في السير علي نفس نهج بوش الإجرامي والحرص علي السرية التي تجاوزت في عهد اوباما ما لم يكن يحلم به بوش وشيني. لقد ادي الدفاع المستميت عن كل اخطاء الرؤساء الأمريكيين منذ 2008 الي اصابة حكم القانون في امريكا في مقتل.. تم تقنين جرائم بوش واقر اوباما التعذيب والاعتقال دون محاكمة ونقل المشتبه في انهم ارهابيون لدول اخري ويجري اغتيال مواطنين امريكيين بدون محاكمة وبأوامر مباشرة من اوباما.. وهم محقون في انتقادهم هذا. كان الامل كبيرا ان يحرص اوباما علي احترام حقوق الإنسان الا انه نقض كل عهوده بإغلاق معسكر جوانتانامو واطلاق سراح المعتقلين وبعضهم مسجون منذ اكثر من عشر سنوات دون محاكمة بل ان بعضهم حصل علي احكام بالافراج عنه منذ عهد بوش ولم ينفذ. فاوباما ليس بأفضل من بوش. لطالما حلمت ان يحاكم ميلوسڤيتش وكرازاديتش وميلاديتش سفاحو الصرب وقد تحقق حلمي ولا زلت احلم بتقديم سفاحي اسرائيل ومجرمي الحرب الامريكيين بوش وشيني ورامسفيلد للمحاكمة واثق ان الله سبحانه وتعالي سيحقق لي هذا الحلم.