أغرب ما في صفقة سفر المتهمين الامريكان في قضية التمويل الاجنبي، يرتبط بعدم فهمنا لطبيعة النظام السياسي في امريكا!. هل كان من تصدوا للمهمة مغيبون؟. ما تم تسريبه عن منح ومساعدات وقروض بلغت في احدي الروايات 05 مليارا.. تلتزم الادارة الامريكية بتدفقها الي مصر.. وبغض النظر عن الجهة التي سوف تسدد الفواتير. عربية أو دولية.. فإن ما فات الذين أداروا الصفقة ان في امريكا صوتا مسموعا لكل مؤسسة.. ولا تنفرد أي منها بالقرار. ولا يوجد شيء اسمه »رغبة الرئيس او »تعليمات البيت الابيض« فالكونجرس صاحب الكلمة الاخيرة في كل ما يتعلق بمثل هذه الامور. تلك واحدة.. ثم ما ادرانا أن الاخ اوباما.. سيستمر في مكتبه البيضاوي فترة ثانية.. أو أن ساكنه الجمهوري سوف يلتزم أو يلزم اطراف الصفقة بتعهدات من سبقه؟. الالتزام بالشفافية أمام الشعب كان سيدعم المفاوض الذي ابرم الصفقة، لكن التعتيم، ومن قبله الحماس الرهيب في اتجاه آخر تماما، ثم ما احاط بقرار الافراج من ملابسات ضربت كرامتنا في مقتل، كلها أمور لا تبشر بأي خير، لا علي صعيد مسار مستقبل الثورة، ولا علي مستوي الثقة فيما قدم من وعود.. ربما يكون مصيرها ككلام الليل المدهون بالزبد، فما تلبث الشمس ان تسطع حتي»....«! لكن بمنطق رب ضارة نافعة« فإن الحسنة الوحيدة للمهزلة هي كشف المستور« ونزع ورقة التوت عن سوءات الاشقاء، ولا عزاء للعروبة!!. علي أي حال، فإن الامم الحية تتعلم من اخطائها.. فإن لم تع الدرس فإنها تكون غير جديرة بموقع علي خريطة المستقبل.