عمرو الديب الأوطان كالانسان، تتعرض- احيانا- لتآمر الطامعين، وكيد الحاقدين، ومكر مصاصي دماء الشعوب، وحتي يكتمل المشهد السوداوي الكئيب، يمكن ان ينضاف الي هؤلاء الاذيال والاذناب الذين ارتضوا ان يكونوا خناجر في ظهور اوطانهم، وسياط تهديد مشهرة في وجه البلاد والعباد، ولان مصر حكاية مذهلة لا تنتهي، ووطن ضارب في جذور العراقة، حتي لكأنه خلق قبل الدهور وجريان الازمان، فهي مطمح المغامرين ومطمع المغيرين منذ وجدت علي الارض مجتمعات، وتكونت دول وامارات، ولم يكن التتار.. رمز الهمجية الذين جاءوا يطرقون ابوابها في العصر الوسيط، سوي حلقة في مسلسل طويل ممل من الاستهداف الحقير والحقد البغيض الذي تواصل يقصد بلادنا المغمورة بالخيرات، والمشهورة بالخصوبة والمزايا والنعم، والمتمددة علي بساط الوفرة والكثرة والبركة، فهاهم ذا التتار بكل همجيتهم، وعدائهم للتحضر يداهمون كالجراد ليبتلعوا العالم، ويقرعون ابواب مصر الوادعة، فيجدون من ابنائها وجيوشها عجبا، وينكسرون علي صخرتها، وما اشبه الليلة بالبارحة، فهاهم ذا التتار الجدد يتداعون لابتلاع الدنيا، ويفضلون نفس اختيار تتار الامس، حيث يصرون- مثلهم- علي قرع الابواب المصرية، بخطط تمزيق الاوصال، وتقطيع الاعضاء، وفصل الرؤوس عن الاجساد، ويمهد لجحافل الغزو التتري الجديد وكلاء حقراء، يحاولون خلخلة قيمنا، وتدمير اخلاقنا، وتركيع اوطاننا، وتدنسوا جميعا- او قل تناسوا- اننا وطن أوزير الذي عاد الي الحياة، من جديد بعد ان مزق »ست« او »طيفون«.. رمز الشر جسده اجزاء شتي، وقطع اوصاله ووزعها في مختلف الانحاء، ولكن أوزير عاد.