إىمان أنور يوجه الشارع العربي اهتمامه هذه الأيام نحو الثورة السورية.. تماما كما ضبط إيقاع مشاعره من قبل علي الثورة التونسية.. وبعدها الثورة المصرية التي حازت أكبر الإهتمام تبعا لأهمية مصر ودورها.. وبعد ذلك الليبية التي سيطرت علي المشهد لوقت لا بأس به.. بينما كان الاهتمام بالثورة اليمنية يراوح بين حين وآخر.. اليوم لا يتقدم شيء علي الثورة السورية.. والكل يسأل ويتساءل عن توقيت الاحتفال بسقوط الطاغية وتحرر الشعب السوري.. لا سيما أن حجم البطولة والإصرار الذي أبداه الشعب السوري كان رائعا بكل المقاييس.. حيث لم تثنه آلة القمع الدموية عن المضي في ثورته وتقديم أغلي التضحيات.. في ظل هذه التأجج للثورة السورية.. ووصولها ضفاف الثورة المسلحة.. يقف الشارع العربي في حالة من الانتظار ليري ما يمكن أن تسفر عنه المعركة.. مع إيمانه بحتمية سقوط النظام.. وقد ساهم ذلك بهذا القدر أو ذاك في تراجع نبض الربيع العربي في عدد من العواصم التي كان بعضها قد بدأ حراكا من أجل الإصلاح.. فيما كان بعضها الآخر يتحفز للشروع في الحراك بعد نجاح الثورات العربية المجاورة .. نقول ذلك لأن أحدا لم يعتقد يوما أن قطار الربيع العربي سيتوقف عند حدود دول بعينها.. بل ساد الاعتقاد بشموله لجميع الدول.. بصرف النظر عن مستوي الإصلاح أو التغيير المنشود في كل منها.. وحيث يتراوح الأمر بين إصلاح تحت سقف النظام القائم.. أو تغيير شامل.. مع استثناءات محدودة يتخذ طابع النزاع فيها شكلا مختلفا كما هو الحال في لبنان الذي لم يكن يعاني من نقص الحرية والديمقراطية.. بقدر معاناته من الطائفية السياسية التي أثقلت كاهل البلد بنزاعات شتي تمثل أهمها في سيطرة حزب الله علي البلد من خلال قوة السلاح الذي بدأ مقاوما وحقق انتصارات رائعة لا يمكن إنكارها.. وانتهي بعد حرب يوليو 2006 .. ربما كانت الكويت استثناء علي هذا التصعيد.. فقد فاجأت الجميع بحراكها السياسي الذي أفضي إلي حل البرلمان مع تصاعد المطالب بديمقراطية أوسع تفضي إلي حكومة برلمانية تتجاوز النمط القديم المتمثل في هيمنة العائلة الحاكمة علي سائر مفاصل السلطة.. مع التأكيد علي أن الكويت كانت الدولة العربية الأكثر ديمقراطية من الناحية العملية في العالم العربي.. اليوم وفي حال انتصرت الثورة السورية.. وتراجع النفوذ الإيراني في المنطقة.. سيعود قطار الحراك الشعبي العربي إلي التحرك من جديد.. إذ أن فزاعة إيران والشيعة لن تبقي فاعلة وفق النمط القديم.. وسيكون بوسع الشارع في عدد من الدول أن يرفع صوته مطالبا بالإصلاح علي نحو أوضح.. فيما قد نشهد حراكا شعبيا في الجزائر والسودان وعدد من الدول الأخري يطالب بديمقراطية برلمانية وتداول حقيقي للسلطة بصرف النظر عن صيغة الإصلاح والتغيير المتوقع.. ما نريد قوله هو أن الربيع العربي لن يترك أحدا.. بصرف النظر عن عمق التأثير وتداعياته علي الأرض.. كما أن من استوعبوا هدير عجلاته بتغييرات شكلية تقبلها الناس بهذا القدر أو ذاك.. لن يلبثوا أن يواجهوا مطالب إصلاحية أوسع.. نحن إذن في انتظار سقوط النظام السوري.. وبعدها سنتابع تقدم جماهير الأمة نحو المطالبة بأنظمة أكثر تعبيرا عن شعوبها.. وهي شعوب كانت وستبقي أكثر مقاومة وممانعة من أي نظام مهما كان.. الأمر الذي سيعني تأثيرا إيجابيا علي مشروع وحدة الأمة ونهوضها..